الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة كونية - من محطات داخل الزمن / من كتابي ارتحال في الزمن اللامتناهي 2016

أمين أحمد ثابت

2023 / 6 / 19
الادب والفن


لم أجد نفسي إلا حين تخلقت ضمن مكون أو جزئ عنصري كيميائي لمادة نشأة الكون ، وتلمست بخيال ذهني لما سبق نشوء هذه الصورة الأولى لمادة الكون – التي لم اتخلق حينها – أن ذلك الفراغ الفضائي كان مليئا بصور عديدة من صور الطاقة – التي مازلنا نعرف أنواع قليلة منها – والتي منها شديدة في قوة الفعل الذي خلق تفاعلات الكترونية وفوتونية بروتونية من الأنواع الأخرى الأقل ضعفا منها وما ينفصل عنها من بقايا ضعيفة طاقية ، والذي اخذت مليارات من السنين حتى توضع عنها – أي نتج عنها - الشكل الذري الأول لمادة الكون ، والذي بعده انقاد التفاعل ذريا لينتج عنه اول جزيء لمكون مادة الكون ، واتخذ بعدها التفاعل المادي للكون بسلاسل تفاعلات آيونية جزيئية بين ذرات العنصر الأول أو ذرات العناصر المتخلقة الأخرى ، والذي خلق المركبات الايونية الصانعة للغبار الغازي الكوني وايونات العناصر المفردة أو المستقرة كمكون جزيئي غازي احدث سلاسل التمدد المادي اللامتناهي للكون – وجدتني اعي وجودي وكل ما كان يجري منذ نشوء اول جزئ مادي تخلق معه مدلول الزمن . . وماثلته من تفاعلات تحولية – وهو ما قاد إلى التوسع الكتلي الاضطرادي لمحتوى مادة الكون ، كانت المكونات المادية المقدرة قربا من بؤرة المفاعل الكوني الأصلي تنصهر- بين اندماجات وانشطارات ذرية – تنتج عنها طاقات مهولة تتموضع في مركز البؤرة التفاعلية ومحيط اثرها الشديد ، وينقذف منها طاقات ومحمولات ايونية بعيدا عن مركز البؤرة – أي في الفضاء الفسيح – التي تعد اطرافا باردة مقارنة بذلك المركز ، والذي هيئ صورا من التفاعلات الجديدة لتكوين ايونات عناصر مادية جديدة إلى جانب ما قذفت إلى الفضاء من ايونات العناصر السابقة أو الجزيئات التي كانت بعيدا عن مركز التفاعل ، والتي معها توافرت شروطا جديدة لتفاعلات منشئة لمركبات غازية ايونية او جزيئية مستقرة ، والتي تمظهرت بصورة غبار غازي لخليط من الايونات والجزيئات والذرات المستقرة وعوامل التفاعل فيما بينها وما ينتج عن تلك التفاعلات – أي العوامل الموضوعية الحاكمة لاستمرارية التفاعلات – منها البعيدة التي أصبحت تحظى ببيئة عوامل وضعية تمكن من تشكل بدايات صورة مركبات المواد الصلبة ( الهشة كحبيبات ) والرطوبة كصورة بخارية لمادة الماء ، وذلك إلى جانب الصورة الغازية للمادة ، بينما التفاعل الحادث في مركز بؤرة كل طرف غباري من منثورات التمدد الكوني كان يتخذ طابعا حادا قويا من التفاعلات الشبيهة تكررا كآلية بما حدث في مركز البؤرة الأولى ولكن بدرجة ادنى نوعا ودرجة ، والتي كانت تقود إلى قذف ابعد لما كان في اطراف السحابة الغبارية الام في الفضاء من المحتوى المادي والايوني والطاقي . . وهكذا ، حيث انتج مظهرا للكون المادي ( وصولا إلى الزمن الراهن ) بوجود مراكز بؤرة ملتهبة تمثل بالنجوم أو الشموس الملتهبة المنتجة عن انفجار الانجم الامومية الثانية – هناك إن كان مخلف النجم الام ينحو في اتجاه فقدان طبيعة النارية الملتهبة تدريجيا في مسار إلى أن يصبح خامدا فإنه يتحول إلى معرف اسم ( الثقب الأسود ) ، الذي يبتلع النجم الخامد ويصبح ذات قوة جذب اعلى من النجم الناري . . يبتلع كل شيء يقع في مسار قوته الجاذبة ، حتى لنجوم بأحجام مضاعفة لحجمه الأصلي ، ليصل إلى مرحلة تكون الضغوط والطاقات والمواد من التزاحم تقود إلى تفجره . . لينتج عنه لاحقا نجوم شمسية وكواكب ومخلفات كونية ، أما الجزء الاخر من مقذوف انفجار نجم امومي منه ما يتبقى موضعيا ويظل محتفظا بقوة جذبية المركزي لعدد من النجوم المتولدة عنه ، فإنه يصيغ محيط تحكم كوني خاص به – نعتقد – انه ما انتج ظاهرة المجرات ، حيث كل نجم منها عن تفجره لاحقا أوجد أجيال النجوم الشمسية ، بينما ما دفع بعيدا عن هذه الشموس المتخلقة – أكانت النارية الملتهبة التي ظلت بكتل صلدة تدور في الفراغ الكوني وتسقط إن دخلت في مسار جاذب لكوكب او قمر أو شمس بمعرف النيازك ، وإن كانت بصور طاقية تعرف بالشهب ، أو تلك التي اخذت زمنا طويلا من التشكل المغاير للنجم الشمسي – أي غير ملتهبة – والمرتبطة ضمن مجموعة نجم شمسي يتحكم بنظام توازني لطبيعة استقرارها الموضعي ضمن المجموعة وحركة دورانها ، والتي عرفت بالكواكب ، والتكوينات الأصغر منها التابعة لقوة جذب الكوكب الذي تتبعه والمعرفة بالأقمار – وحقيقة لا يكون المحتوى المادي أو القانونية الذاتية الداخلية للجذب والطرد المركزي لكل قمر متماثلا مع ما هو في خصائص الكوكب الذي يتبعه ، فكل له ما يخصه من الصهير التفاعلي الخاص به في مركزه ، وله من القوانين الحاكمة الخاصة به في علاقته التابعة لمركز التحكم ، فمثلا يحكم الكوكب نظامية دورانه حول نفسه وحول الشمس التابع لها ، بينما القمر يحتكم لدورانه حول نفسه وحول الكوكب الذي يتبعه في دورانه التابع للنجم الشمسي الذي يتبعه – هذه التكوينات غير الملتهبة كلما كانت اكثر قربا من الشمس . . تزداد حرارتها وتفاعلاتها البؤرية فيها بما تجعله معلما بعدم الاستقرار والتفجرات الكارثية المغيرة لسطحه ، وتجعله غير قابل لأي نوع من الحياة كتلك في كوكب الارض – إن لم تكن هناك اشكال أولية لا نعرفها من الحياة قابلة للتخلق التعايشي مع مثل هذه البيئات – كما وتوسم بمساحات من الغبار الذي يشكل حلقات حول مثل هذه الكواكب القريبة من مركزها الشمسي ، بينما كلما ابتعد الكوكب عن مركز تحكمه الشمسي ، كلما فقد الحلقات المحيطة به ( من الغبار الكوني أو الاشعاعات ) ، وكلما كانت القانونيات الحاكمة لطبيعته تسمح لتشكل صور المادة الثلاث الأساسية – أي الغازية والصلبة والسائلة – وتسمح لإنتاج تفاعلات بقانونيات خاصة جديدة تتشكل من خلالها الصور المتخلقة تجددا لكل صورة أساسية من صور المادة الأولى – الصلبة كالجبال الصخرية النارية والكلسية والهضاب والتربة بكل انواعها والرمل . . ومثلها الغازية والسائلة – لدرجة استمرار تلك التفاعلات الكيميائية النوعية الخاصة المتجددة في اختلاف كل مظهر من صور المادة الثلاث الأساسية تتألف من وحدات كيميائية وعناصر تختلف عن شبيهتها الأخرى – أي جبل يحتوي على حديد واخر يحتوي على نسب عالية من الفوسفور او النحاس ، ورمل يحتوي على نسب عالية من السليكا واخر يحتوي على حبيبات من الذهب أو الماس او غيره من الفتات المنجرف عن الجبال خلال السيول والامطار والشلالات . . الخ – وحدوث ذلك في التقدير العلمي تم في زمن افتراضي يقدر بأربعة عشر مليار من السنين وصولا إلى الان – من هنا كانت للمكونات غير الملتهبة أن تأخذ وقتا نفترضه – بتقديرنا الذاتي – ثلاثة إلى أربعة مليار سنة لتبرد مثل تلك المكونات الكونية غير الملتهبة لتصل الى البرودة لتتكون كل المعالم المادية الثلاث بكل الصور الثانوية لكل واحدة منها في كل مكون منها والتي عرفت بالكواكب والاقمار ، ومثلت – بقياس عقلنا العلمي – أن الكواكب الابعد من الشمس تأخذ مسارا اسرع نحو البرودة من حالته الأولى الملتهبة الغازية والغبارية وثباته الخامل على الصور الثانوية للمادة الصلبة والغازية والسائلة ، إلا أن الأكثر بعدا تكون متجمدة والاقرب تكون اشد حرارة وبعواصف كونية اشعاعية وحرارية وجفاف ونقص اكسجين يجعل سطح كل من الكوكبين النقيضين غير قابلين لوجود الحياة ، بينما المتوضعة تحت المتوسط قليلا من حيث البعد عن الشمس ، تحتوي في مسارها الزمني نحو برودة الكوكب خصائص الطبيعة الأولى لتشكل صور المادة في اتجاه مضطرد نحو استقراره التوازني للبقاء ، وما اتصف به كوكب الأرض منذ نشأته الغازية الأولى تسيد المركب الايوني الغازي عليه الامونيا . . أي NH3 ، وجزئي الاكسجين والهيدروجين O2 ، H2 والكربون C في صورته الايونية أو المركبة بصورة الميثان CH4 ، فكان تفاعل اذرة الاكسجين بذرتين هيدروجين في ظروف خاصة انتجت الماء ، والذي مثل وسطا تفاعليا ايونيا للتفاعلات الكيميائية التي انتجت الصور الثانوية للمادة الصلبة ، مثلت التراكيب ذات الجزيئات المتقاربة شكلا اقوى لمسمى الصلابة ، وكلما ضاقت الفراغات بين الجزيئات تذهب صورة المادة الصلبة إلى الصلادة وقوة التماسك – ومع مسارات الكوكب غير المستقر نحو البرودة كانت البراكين والرياح الكونية وشدة الضغوط تقود نحو انحسار للمحتوى المائي مما انتج اليابسة ، وعند وصول الكوكب لدرجة شبه مستقرة مقارنة بحالته القديمة ، وتشكل حلقات الأوزون الغازي الحاجب عن طبيعة كوكب الأرض تسرب محتواها الغازي والطاقي إلى الفضاء ، وأيضا حمايتها من الاشعاعات والعوامل الكونية المانعة لمسارات استقرار الكوكب ، والمهددة لأية إمكانية لوجود حياة فيه – كان للأغلفة الغازية مثل ما تفعل انضباط قوانين الطبيعة لداخل محتوى الأرض أن يكون محكوما بقوة جاذبيته الذاتية لمركز الكوكب ، كان يرجع اليها احتفاظ الكوكب لما يحتويه من العناصر بصورها الايونية الغازية ألا تنفذ منه ، كان قد قاد إلى نشوء مناخات تجعل الماء المتبخر أن يتكاثف في طبقات عليا من سطح الكوكب على هيئة سحب يزداد تجمعها لتصل عند مرحلة من التزاحم والتصادم للأيونات والجزيئات الغازية أن تنتج ضغوطا عالية وشرار يعيد هطول الماء بصورته السائلة مجددا الى سطح الكوكب ، مما يغرق اليابسة الجفة مجددا بالمياه ، إلا أن صور المادة الصلبة قد اخذت في التشكل وكان للبراكين والتصدعات اثرا في نشوء التضاريس ، التي كان منها ما يرتفع عن سطح الماء فيدفع مياه الامطار إلى المناطق المنخفضة ، فالتي لا تحتوي على مسارات تعبر منها في اتجاه المكون المائي الغالب المحيط على الكوكب . . تمثل سطحا مغمورا تابعا للبيئة المائية ، أما تلك من المنخفضات المحتوية على مسارات لسيول مياه الامطار – الدائمة الهطول بغزارة على مدار السنة – فإنها تصب الى البيئة المائية ، مما يجعلها معلما من معالم اليابسة . . وبمعرف اليابسة فوق سطح البحر . . حديثا . وكان للمحتوى المائي الواسع أن يتشكل وفق خصائص سطحه القاعي الصلب ومحيطه من اليابسة فيما يغلب على تكوينهما من مركبات ، كالمحيطات والبحار المالحة يغلب على تربة القعر فيها ومحيطها اليابس مركبات لمواد ملحية ، بينما الأنهار والبحيرات العذبة . . يكونا محتوى القعر والمحيط اليابس فقيرة فيهما مركبات المواد الملحية – أي بنسب ضئيلة أو لا تذكر – وعموما كلما سلكت مثل هذه المحتويات المائية العذبة في مسارات من تزايد الاملاح فيها مع مرور الوقت الطويل . . فإنها حين يغلب على مياهها المذاق المالح – هذا بقياس حسي – تظل محتفظة بمسماها كبحيرات او انهار ولكن بصفة الملوحة – كما وتختلف مسميات المحتوى المائي بتمييز علمي التفريق وفق مواصفات معيارية للمدى المساحي والعمق الذي يتصف فيه ذلك المحتوى ، وأيضا بتفريعات تفريقيه التسمية للمصغرات الطرفية للبحار – كون أن المحيط مدى مفتوحا شديد الاتساع ، حين يصل إلى مقياس من العمق الموسمة للبحار. . فإن المياه من عند ذلك العمق والبعد من اليابسة تعد بحر. . مثل المحيط الهندي والبحر العربي – وذلك وفق تشكيلة اليابسة التي تحد هذا الطرف أو ذاك من البحر. . كالخلجان وصور المضايق المختلفة منها على امتداد العالم .



ومادام الحديث الترحل صادر عن لساني ، ولكوني انسان النوع مثلكم - بعدد 23 زوج كروموزوم من المورثات ، 22 زوج منهما جسدي وزوج واحد جنسي . . لكوننا من حيث التصنيف البيولوجي نندرج من ضمن الأنواع ثنائية الجنس ، حيث يكون مشكلا من ذكور وإناث منفصلان عن بعضهما ( ذاتيا ) ، ولا تنجب الأجيال إلا من خلال اتصال جماعي بين نوعي الجنس ، وتكون الاناث هي الملقحة وحاملة الاجنة لمدى حتى اكتمال تكوينه العضوي الكامل ( 9 اشهر ) ، ونحدد من ضمن الأنواع المشيمية التي يتم تغذية الجنين خلال مدة حمله وقبل ولادته من خلال مسمى ( المشيمة ) ، وبعد الولادة يتم تغذية المولود بحليب الام المتكون والمخزن في ثديي الانثى ، ومن خلال مسمى الرضاعة عبر حلمة الثدي ، ولهذا مصنف نوع الانسان بيولوجيا من طائفة الثديات Mammalia - كأصل جعلني قادرا على إدراك حقائق الأشياء بقدرة ذاتية حرة وغير تابعة اليا . . حتى ما كنت عليه من لحظة النشوء التشكلي الأول للكون ومن ثم تمدده وتخلق معه مسمى الزمن ، والذي كان اخر مسار كوني لي بنشوء كوكب الأرض ، فكنت من مادته الطبيعية غير الحية ومن ثم إلى تخلق المادة الحية خلال الأنواع كان يعاد وجودي ضمن مكونها . . حتى وقف وجودي الحي على ارقى صورة من أنواع الكائنات الحية – أي الانسان – وهو ما جعلني اسرد عليكم اقاصيص رحلتي مع الزمن اللامتناهي ، ومن هنا كان قد تحدد وجودي ضمن السديم الغباري الذي تكون عنه كوكب الأرض . . وذلك بعيدا عن الكواكب أو الأقمار التي يمكن أن يوجد منها كائنات حية – بدائية أو اكثر تطور منا - بقياس تقريبي بالمشابهة مع طبيعة وخصائص الأرض . . وتكون صالحة بمعنى ممكن للإنسان واحياء الارض – وإن كنا نفترض وباعتقاد علمي مجرد شخصي ، أنه يمكن أن توجد احتمالات لوجود صور للحياة على مواضع مختلفة من امتداد الكون الفسيح ، ولكن كصور لحياة مختلفة نوعيا للكائنات ، ويحكم وجودها وصفاتها وهيئاتها خصائص وسمات ومنظومات منحها طبيعة الحياة . . أسس وقواعد وقوانين ( كوكبية ) تختلف عن تلك التي تحكم وجود المادة الحية في كوكب الأرض ، وقد يوجد من الأنواع ما هو ارقى بكثير من الانسان أو ادنى منه أو حتى كحياة لكائنات بدائية غير عاقلة – لكن ذلك يظل تقدير ذهني تخيلي من فهم مادي علمي ، ولكوني محدودا كإنسان في تأكيد أو عدم تأكيد ذلك ، ولكني حين قررت المجيء من المستقبل لأقص عليكم . . لم يصل الانسان بعد لاكتشاف حضارات ارقى أو ادنى لكائنات كونية غيرنا . . بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في