الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقا نضجت قضية فلسطين لوساطة صينية؟

سعيد مضيه

2023 / 6 / 19
القضية الفلسطينية


الدرب ليست سالكة على طول

يجيب الديبلوماسي الهندي السابق، بهادر أكومار، بتفاؤل على السؤال أعلاه، مستعرضا التحولات بالمنطقة والمعبرة عن قرب تلاشي النفوذ الأميركي بالمنطقة، حيث تتجه دول المنطقة، شأن دول كثيرة غير غربية الى اتخاذ مواقف مستقلة والدخول في اتفاقات مع الصين وروسيا تعود بالفوائد المشتركة.لكنه أيضا لايحاذر الوقوع في ـحكام ذاتية غير موضوعية يعزز بها تفاؤله: انحسار النفوذ الأميركي بالمنطقة و "نتنياهو يبدو متعبا ومسنا"؛ بينما هو يتحدى الخصوم بالداخل مصرا على وضع النظام القضائي تحت سطوته كي يمنع المعارضة التي قد تتصاعد ضد ضم الأراضي وتهجير شعب فلسطين!! في هذه المقالة التي ظهرت أولا على موقع " إنديان بانش لاين" يوم 14 حزيران الجاري، يستشرف الكاتب مستقبلا تقدم الصين خشبة إنقاذ لإسرائيل في عصر "فقدت زخمها القديم وفشلت الجهود الأميركية لتعميق اندماجها بالمنطقة مع معارضة حازمة من السعودية"، وكذلك جبهة مقاومة "لن تجسر على المعارضة".
جاء بالمقالة:

حاول وزير خارجية الولايات المتحدة جر السعودية اثناء زيارته لها إقناعها بالاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل وإنعاش اتفاقات أبراهام وهي في النزع الأخير. ردت السعودية بحزم : حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية، وبعد الحل فقط يمكن تحقيق التطبيع مع إسرائيل.
وجاء في تصريح وزير الخارجية السعودي ، الأمير فيصل بن فرحان، أثناء المؤتمر المشترك مع الوزير الأميركي يوم الخميس 6 حزيران "التطبيع مع إسرائيل سوف تكون له فوائد محدودة ، بدون إيجاد مخرج للشعب الفلسطيني ، وبدون مقاربة ذلك التحدي. لذلك اعتقد ان علينا مواصلة تركيز الجهد على إيجاد ممر باتجاه حل الدولتين ، وإيجاد ممر باتجاه منح الفلسطينيين الكرامة والعدالة؛ وباعتقادي ان للولايات المتحدة وجهة نظر مماثلة في مواصلة هذه الجهود.
فيما بعد زار بلينكين رئيس وزراء إسرائيل ، نتنياهو ، وقدم له موجزا عن اللقاء مع السعوديين؛ ذكرت وزارة الخارجية بعد اللقاء " أنهما ناقشا المصلحة المشتركة ، بما في ذلك توسيع وتعميق اندماج إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط من خلال التطبيع مع دول المنطقة". هكذا فشلت زيارة بلينكين الى السعودية.
بعد ذلك اعلنت الصين يوم الجمعة 9 حزيران ان توجيه الدعوة للرئيس الفلسطيني ، محمود عباس ، لزيارة دولة الصين سوف تبدأ يوم الثلاثاء 13 حزيران لمدة أرعة أيام ؛ وفي المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقده الناطق بلسان الخارجية الصينية ، وانغ وين بين، تحدث عن عباس و" علاقات الصداقة بمستوى رفيع بين الصين وفلسطين". أعاد وانغ رغبة بيكين التوسط بين فلسطين وإسرائيل وألمح الى دور يقوم به الرئيس الصيني،تشي.
جاء في تصريح وانغ: "المسألة الفلسطينية تتموضع في قلب قضية الشرق الأوسط وتهم السلام والاستقرار بالمنطقة والهدوء والعدالة بالعالم.الصين في جميع المواقف أيدت بحزم القضية العادلة للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وخلال عشر سنوان متتالية والرئيس تشي ييعث رساائل تهنئة في اللقاء الاحتفالي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع شعب فلسطين، واكثر من مرة طرح مقترحات الصين لحل المسألة الفلسطينية، مركزا على ضرورة التقدم بحزم نحو تسوية سياسية تقوم على حل الدولتين وتكثيف الجهود الدولية من أجل السلم. ولسوف تواصل الصين ، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، العمل مع المجتمع الدولي من أجل الحل العادل والشامل والدائم للمسألة الفلسطينية في وقت قريب".
نادرا ما تذكر وزارة الخارجية الصينية اسم تشي جين بينغ طبقا للنظام السياسي الصيني. في النهاية فإن زيارة عباس للصين ومسار دبلوماسية الصين العامة تشير الى ان بكين ربما تكون قد جست النبض مع إسرائيل وغيرها من أصحاب العلاقة المهمين – والعربية السعودية على وجه الخصوص- ووجدت المؤشرات الأولى مشجعة.
الخيارات محدودة امام إسرائيل
مع تحول اتفاقات ابراهام الى أحلام يقظة ، ليس أمام إسرائيل ما تتوجه اليه ولا شيء غير الخسارة مع اتضاح ان الولايات المتحدة تناضل لوضع دعامات لنفوذها كي لا ينهار بالمنطقة. بدون شك المشكلة الفلسطينية محور أزمات الشرق الأوسط؛ وخلال العقود الأربعة الماضية نجحت الولايات المتحدة وإسرائيل في لفت الانتباه عن طريق تسعير المخاوف من الأخطار الوافدة من إيران الشيعية على الأنظمة العربية السنية ؛ لكن مع تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية يبدو ان واشنطون وتل أبيب قد جنتا على نفسيهما .
يوم الخميس الفائت-6- حزيران- اوردت صحيفة إزفيستيا الروسية البارزة ان " المصالحة بين الرياض وطهران تمضي بأقصى الاندفاع"؛ ونقلت عن قائد الأسطول البحري الإيراني ، الأدميرال شهرام إيراني، تصريحا كشف النقاب عن أن عددا من الأقطار بالمنطقة ، بمن فيها العربية السعودية وإيران، تنوي تشكيل ائتلاف بحري ينشط بالمياه الشمالية للمحيط الهندي". وما يثير الاهتمام ان الإمارات العربية المتحدة قررت الانسحاب من الائتلاف الأمني البحري بقيادة الولايات المتحدة ومجاله منطقة الشرق الأوسط، موضحة ان القرار جاء " بعد تقييمات مطولة لنجاعة التعاون الأمني مع جميع الأطراف".
دول الخليج وائتلاف الصين
والآن تقترح إيران ائتلافا إقليميا بدل كل هذا ؛ واستنادا الى الصحيفة الإماراتية –الجديد -- فإن القوى البحرية لدول الخليج، بما فيهاالإيرانية والسعودية والإماراتية والعمانية سوف تشكل ائتلافا مع الصين.
بالمناسبة يجدر إيراد تأكيد وزير خارجية السعودية في المؤتمر الصحفي مع الوزير الأميركي: " الصين شريك مهم للمملكة ومعظم دول المنطقة ، وأعتقد ان تلك الشراكة قد عادت علينا وعلى الصين بمنافع هامة"، وان "التعاون يحتمل ان ينمو لأن تأثير الصين الاقتصادي بالمنطقة وخارجها قابل للنمو مع مواصلة اقتصادها النمو".
كتب السياسي البارز بالكرملين ، اليكس بوشكوف في قناته على تيليغرام ان جميع هذه التوجهات " تظاهرة استقلال البلدان غير الغربية، وهي تطور العلاقات فيما بينها دون اكتراث بالولايات المتحدة ".
لو تركنا التصريحات جانبا نلمس الرياح العميقة للتغيير التي تكتسح الشرق الأوسط في ما عبر عنه الأمير فيصل ، الوزير السعودي، في ملاحظة كاشفة بالمؤتمر الصحفي مع بلينكين:
"باعتقادي ان بمقدورنا إقامة شراكات متعددة واتفاقات متعددة، وكذلك الولايات المتحدة تعمل نفس الشيء في العديد من المواقف. لذا ، فانا لست مقيدا بوجهة النظر السلبية؛ اعتقد ان بمقدورنا – بمقدورنا فعلا بناء شراكة تخترق هذه الحدود. اعتقد انني سمعت تصريحات وردت أيضا من الولايات المتحدة حول رغبتها في إيجاد ممرات لتعاون أفضل ، حتى مع الصين. لذا باعتقادي ان بمقدورنا تشجيع هذا التوجه ، ونرى المستقبل في التعاون، وذلك يعني الجميع."
وهذا نجاح أردوغان في الانتخابات التركية بات نقطة ترجيح، حيث سيكون لها تأثير على تطلعات المنطقة لفجر جديد عبر عنه ببلاغة الوزير السعودي.
حقا، فإن الوساطة الصينية للمصالحة السعودية- الإيرانية تعزز الثقة بوساطة بكين في القضية الفلسطينية. وروسيا تدعم المبادرة من كل قلبها . (وموسكو تدفع بعضوية السعودية في بريكس في وقت قريب).
عزلة أميركا ما أفصحت عنه المصالحة السعودية – الإيرانية
في ضوء ما تقدم ، برهنت القضية الفلسطينية حتى الأن على صعوبة اختراقها ؛ لكن تكمن عقدة القضية في افتقار واشنطون الى الالتزام وصدق الهدف، وكان لسياسات الولايات المتحدة الداخلية دور مدمر.
توفرت كل الفرص للولايات المتحدة؛ لكنها نظرت الى اي تسوية للقضية الفلسطينية ، بصورة رئيسة من خلال الموشور الجغرسياسي برؤية الحفاظ على هيمنتها والسيطرة على سوق النفط ومعاقبة إيران واستغلال الإشكال الإيراني لترويج السلاح الأميركي، وإقصاء روسيا عن المنطقة، وقبل كل هذا تثبيت دول المنطقة عند ظاهرة البيترودولار، التي تحفظ قيمة الدولار ومكانته عملة احتياط.
الصين ذات سجل نظيف ، وللصين علاقات ممتازة مع إسرائيل ، واضح ان إسرائيل يعتريها خشية من مستقبل مظلم ؛ فقد تلاشى زخمها القديم. نتنياهو يبدو متعبا ومسنا ؛ بينما الصين ، من ذرى نفوذها الإقليمي الحالي ، مؤهلة لأن تقدم لإسرائيل ممرا بناءًا جديدا تدعمه جميع دول المنطقة ، لن يتجاسرعلى تقويضه منظمات لا تشكل دولا، يطلق عليها محور المقاومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات متواصلة في جامعات أوروبية للمطالبة بوقف إطلاق النار


.. هجوم رفح.. شحنة قنابل أميركية معلّقة | #الظهيرة




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمالي إسرائي


.. فصائل فلسطينية تؤكد أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي وصاية




.. المواطن الفلسطيني ممدوح يعيد ترميم منزله المدمر في الشجاعية