الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرواية الأخرى بقلم القاريء مقاربة نقدية لرواية -حبس اختياري- للكاتب (محمود حسين)

وائل الخطيب

2023 / 6 / 19
الادب والفن


(الرواية الأخرى بقلم القاريء)
مقاربة نقدية لرواية "حبس اختياري" للكاتب (محمود حسين)
تعتمد هذه المقاربة النقدية على نسخة الرواية الصادرة عن دار(الرواق) للنشر والتوزيع الطبعة الأولى (يناير 2020)،وتعتبر رواية "حبس اختياري"العمل الثاني فقط للأديب الشاب(محمود حسن)المولود بالإسكندرية عام (1988) كاتب ورسام كاريكاتير،صدرت له قبلا رواية (شياطين خرس) عام (2016).
لعل أول الانطباعات أن رواية "حبس اختياري" أقرب إلى أن تكون فيلما سينمائيا،ذلك أن الزمن الروائي فيها لا يتجاوز شهرا – يزيد قليلا – وربما أسابيع خلالها يحكي الراوي عن (رفعت غراب) المدير العام السابق لإحدى الشركات القابضة للصناعات الغذائية،بعد بلوغه ست التقاعد الوظيفي بسنوات قليلة،وفقدانه زوجته،وهجرة ابنه الأكبر للولايات المتحدة،وسفر ابنته مع زوجها للعمل بدولة الكويت تأمينا لمستقبلها ومستقبل أولادها، ليصير (رفعت غراب) وحيدا،وربما من هنا يأتي أول تفسير لعنوان الرواية "حبس اختياري" الذي مارسه (رفعت غراب) على نفسه،ومارسه ابنه الأكبر في مهجره بأمريكا،ومارسته ابنته بمرافقتها زوجها لدولة الكويت.
"حبس اختياري" ليس معناه الانعزال عن الناس والمجتمع؛فالأحداث والشخصيات في الرواية يجعلان العنوان أكثر رحابة وعمقا من أن يكون فقط هو (الانعزال)،وليس أيضا هو فقط (الانفصال) عن المجتمع؛فشتان الفارق بينهما (الانعزال و الانفصال) وإن تلاقيا في كثير من الصفات التي نتركها لعملاء الاجتماع.
الذكريات قبل زواج (رفعت غراب) وبعد زواجه وانجابه لابنه الأول ثم ابنته،وقليل منها – الذكريات – عن سنوات العمل وقليل الأدقاء،وندرة الذكريات عن أبيه وامه وشقيقه،كلها تنسج بأن تكون إطارا مخمليا أو جدرانا واهنة لفضاء عمره الذي تجاوز السبعين بعامين فصارت محبسا له باختياره.
"حبس اختياري" كان كفيلا بأن يقاوم (رفعت غراب) آلام الجسد الذي أصابه مرض السرطان-عرف به متأخرا- وآلام الروح التي لم تعد متعلقة بالدنيا والحياة قدر تعلقها بما فات من ذكريات خاصة ذكريات ما قبل الزواج التي حَوَت أغلب آلام روحه،وخلال هذا الزمن الروائي القير نسبيا والذي جعل الرواية أقرب للفيلم السينمائي،خلاله ينسج المؤلف خيوطا تتلاقي بها شخصيات الرواية وتتجه كلها نحو مركز واحد هو (رفعت غراب)،وبعد أن يكتمل هذا التلاقي يتخذ (رفعت) قراره باسفر والرحيل النهائي الذي يعد معادلا موضوعيا للخروج من "الحبس الاختياري"،أو بمعنى أدق الرجوع إلى نقطة اعتقدها (رفعت غراب) جديرة بأن تككون بداية حقيقية لحياته التي شارفت على الانتهاء،العودة إلى (مارينيلا) تلك الفتاة اليونانية الأصل التي أحبها قبل أن يمارس والده ضغوطه لاثنائه عن الزواج منها،ونجح في ذلك.
ينسحب العنوان "حبس اختياري" إلى مجمل شخصيات الرواية بداية من – وهذا قد يبدو غريبا – قرار والده ممانعة زواج ابنه من (مارينيلا) هو قرار الحبس الذي صدر وامتثل له (رفعت)،هذا الحكم الذي أصدره قاض لم ينظر في حيثيات القضية فكان أن "حبس" (رفعت) نفسه طوال حياته اجباريا بامتثاله لرغبة أبيه ثم اختياريا بظنه أنه بحبس ذكرياته ورغباته سيكون وفيا لزوجته التي كانت مثال الزوجة الوفية المخلصة،ولا تستحق – بحسب ظن (رفعت) – أن تكون مكافأتها الخيانة بتفكيره في حبيبته الأولى،فكانت تلك الغرفة في المنزل التي احتوت ذكرياته معادلا موضوعيا للحبس أيضا،غرفة مغلقة عليها قفل ممنوع على غيره الاقتراب منها لا الجلوس فيها،إلى أن قرر أن تزور الغرفة (مريم) ابنة شقيقه وتشاركه قليلا من ذكرياته.
حتى (خالد) سائق السيارة الأجرة الذي بعد لقائه (رفعت) إنسانيا،مارس على نفسه حبسا اختياريا ولكن ليس داخل فضاء ذكريات بل داخل فضاء العجز عن اتخاذ قرار يحقق حلمه بأن يكوم ممثلا مسرحيا أو سينمائيا مشهورا ينال ما ناله زميله (اسامة العدوي) الذي لولا مساعدة (خالد) له لما نال فرصة أن يكون ما كان عليه الآن ضيفا في قناة تليفزيونية في برنامج يتحدث عن موهبته ويشاهده (خالد) على الشاشة في مقهى منتظرا فيه (رفعت) ليقله بسيارته التاكسي التي صارت محبسه الاختياري حتى التقى بهذا الرجل السبعيني المرتكز على عكازه،ليكون (خالد) أول الخيوط الخارجية عن مجال (رفعت) والتي ستبدأ بعد هذا اللقاء الحركة مع غيرها حيث المركز (رفعت غراب).
ثم تأتي (حنان) الفتاة العشرينية ابنة الشيال،والتي تحملت مسئولية تدبير مصاريف علاج أبيها الذي أقعده المرض،وتكاليف تعليم أخ وأخت ثم أم لا تعمل،وهي – (حنان)- تعمل بائعة متجولة لأدوات التجميل والعطور ومزيلات العرق،تجوب بحقيبة فيها تلك البضائع شواطيء الاسكندرية ومقاهيها،تعرض على المصطافين والزبائن بضاعتها وتلاقي سخافاتهم كثيرا وتحرشاتهم ونظرات التأفف حينا،تبيع ما تستطيع ثم تعود لمقر الشركة تودع ثمن المباع من البضاعة وتحصل على نصيبها من ربح بالكاد يكفي.
(حنان) خيط آخر من خارج مجال المركز/(رفعت) يبدأ التحرك ناحيته بعد أن اتهمها بسرقة هاتفه المحمول،يلتقي خيط (حنان) مع خيط (خالد) الجار السابق لها،فيتحرك الخيطان باتجاه المركز،ويحكي الراوي عن "حبس" (حنان) الاختياري وهو علاقتها بالشاب الميكانكي باليومية (راضي) فارس أحلام على "مقاس" ظروفها ووضعها الاجتماعي ومسئوليتها تجاه أسرتها،ويتقاطعا مع المركز حينما يكتشف (رفعت غراب) أن هاتفه لم تسرقه (حنان) وأنه نسيه في عيادة الطبيب (عوني رامز) ابن صديقه الذي يتولى علاجه فيشعر (رفعت) بالذنب ويتولى (خالد) تهدئة (حنان) وتطييب خاطرها وترضيتها وفي نفس الوقت يلوم (رفعت) لوما رقيقا بعد أن عرف مرضه العضال.
ثم يأتي الدور على الدائرة القريبة من المركز (رفعت غراب)؛دائرة زوجة المرحوم شقيقه الوحيد،وابنته (مريم) التي تعتبر الخيط الرئيسي في هذه الدائرة القريبة من المركز بعد قام الراوي بتحجيم المساحة الدرامية لزوجة شقيقه وحصرها في رغبتها بيع منزل العائلة والاستفادة بملايين تعود عليها وعلى ابنتها (مريم) وشقيقتها،وبالطبع سيكون من السذاجة النقدية اعتبار تحرك هذا الخيط (مريم) نحوالمركز (رفعت) – عم (مريم) – تحركا عاديا؛فالمؤلف لم يترك هذا الخيط يتحرك طبيعيا بحكم صلة القرابة ومسألة المنزل،بل جعله تحركا مشابها لحركة خيطي الدائرة الخارجية (خالد و حنان)،فالمؤلف يحرك هذا الخيط ابتداء من المركز نفسه (رفعت)،من المنزل الذي شهد طفولة (رفعت) وشقيقه وعاش به طوال سني حياته وتزوج فيه وأنجب في الوقت الذي اختار شقيقه الخروج من المنزل والاستقلال بنفسه مع زوجته في منزل آخر،وهكذا يتحول منزل المركز (رفعت) إلى محرك أو محفز لحركة خيط (مريم) ووالدتها ناحية المركز/(رفعت).
ولعل المؤلف أراد إضفاء صفة أخرى لهذا المنزل فجعله عقابا لابن (رفعت) الذي هاجر وابنته التي سافرت للكويت مع زوجها،بأن حرمهما (رفعت) من ميراثهما ونصيبهما في المنزل بعد وفاته بأن تنازل عن نصيبه فيه لابنة أخيه (مريم) بعد أن تجرع (رفعت) مرارة جحود الاين والابنة وعدم سؤالهما عنه وعن أحواله حتى بعد أن عرفا بمرضه العضال.
"حبس اختياري" هذا العنوان الذي يحمل شيئا من التناقض،يقود القاريء طوال أحداث الرواية إلى محاولة استجلاء المعنى أو المعاني التي يريد المؤلف أن تصل لقارئ الرواية،يبدأ هذا القاريء في طرح أسئلة تتفاوت في عمقها – وبالتالي في نتيجتها – بحسب خبرات القراءة نفسها؛أسئلة من مثل : من أصدر قرار أو حكم الحبس؟ كذلك : كيف يكون الحبس اختياريا؟ ثم :دوافع كل شخصية وهل تقنع هذه الدوافع القاريء لأن يستسلم أو حتى يؤيد قار الحبس لكل شخصية؟ إلى آخر هذه الأسئلة.
الأكيد – على الأقل من وجهة نظري – أن رواية "حبس اختياري" رواية هادئة؛هادئة بمعنى أنها تخلو من انحرافات أو انقلابات درامية حادة أو عنيفة،إنها رواية تشبه البحر في الاسكندرية – أو هكذا أرادها المؤلف أن تتشابه مع نظرته للبحر – تخلو من أسماك القرش حقيقا لكنها لا تخلو من صراع الأسماك في أعمقا هذا البحر وتنوعها واختلافها،إنها رواية حاولت في هدوء تعرية مجتمع الألفية الثالثة في مسألة أنه مجنمع يسهل عليه طرد ذكرياته،ويسهل عليه التخلي عنها بمبررات كثيرة وتحت ضغوط غير مقنعة لمن هم على شاكلة (رفعت غراب)،رواية تعيد سرد أحلام الصغار وطموحاتهم بل وأخطائهم وخطاياهم،وأنهم يعيشون بواقعية مفرطة وأن أقل خسائرهم في الحياة تكون إصدارهم قرارا صارما بالحبس الاختياري لذكرياتهم ثم مواقفهم الضعيفة تجاه الآخرين وتجاه أنفسهم،بانتظار دائم للصدفة أو القدر يعيد لهم شئيا من ترف الرجوع للذكريات.
يجب ألا نغفل عن حقيقة أن "حبس اختياري" هي العمل الثاني للمؤلف ولذلك لن تخلو من نمطية سواء على مستوى رسم ملامح الشخصيات الدرامية وليست الملامح الخارجية،وهذه النمطية ليست من سابقة أعمال المؤلف لكنها من سابقة خبراته الروائية وقراءاته الأدبية في روايات من سبقوه،وربما هذا سبب آخر لذلك الهدوء في أحداث الرواية وابتعادها عن الانقلابات الدرامية الحادة،وحاول المؤلف الهروب من بعض هذه النمطية بأن كان حضور (الاسكندرية) المدينة والشاطيء والبحر والمعالم حضورا ضعيفا يكاد يجعل الاسكندرية في روايته مجرد مكان يتشابه مع أمكنة أخرى في مصر أو في العالم،بعكس – مثلا – روايات الكاتب الكبير (إبراهيم عبد المجيد) فتجد حضورا طاغيا للاسكندرية يتحكم في مصائر الشخصيات وفي أحداث كثيرة.
يكفي أن نشير لهذا الحضور الهامشي للاسكندرية بأن أول ظهر لذا الحضور كان في صفحة (12 و 13) حتى أن إشارة المؤلف للكاتب الدرامي (اسامة أنور عكاشة) وما كتبه عنه في الهامش السفلي غاب عن أعمال (عكاشة) مسلسل (زيزينيا) وهو المسلسل الذي كانت الاسكندرية لها حضورها الطاغي دراميا فيه،بل إن مؤلف "حبس اختياري" قال في الرواية ما يؤكد زعمنا بالحضور الهامشي للاسكندرية في الرواية؛ففي صفحة (51) يقول:
"الناس يحسدون السكندريين على نعمة البحر،يعتقدون أنهم يصبحون على رؤيته وينامون في كنفه،لكن الإنسان حين يملك الشيء يعتاد وجوده،وحين يعتاده يفقد قميته لديه،فيبدأ في إهماله ثم هجره،وبعد فترة يأخذه الحنين فيغلبه الشوق ويعود إليه... ليت كل ما بحياتنا مثل البحر،لاتبدله الأيام ولا يغيره الجفاء،وكلما عدنا إليه وجدناه يستقبلنا بأذرع مفتوحة".
عندما أشرت إلى مناسبة أو اقتراب رواية "حبس اختياري" من أن تكون فيلما سينمائيا،فإن ذلك كان قائما على ملاحظة أن أجزاء السرد في الرواية والتي يعاينها القاريء بتلك النجمات المتتالية التي تفصل بين ما قبلها وما بعدها،هذه الأجزاء كانت لها مساحة زمنية في السرد تكاد تكون متساوية أو متوازنة،وهذا ساهم إلى حد كبير في هدوء الروياة،فليست هي الرواية ذات الإيقاع السريع أو المتسارعة الأحداث – برغم أن زمن الأحداث قليل لا يتجاوز أسابيع أو شهور كما سبق وأشرنا قبلا – وهي أيضا ليست رواية بطيئة الإيقاع بالنظر إلى زمن أحداثها في المجمل،وربما قصد المؤلف أن يشعر قارئه بهذا الإيقاع الذي قد يراه المؤلف متناغما مع هدوء بحر الاسكندرية الذي عاينه القاريء في مواضع كثيرة ولم يعاين موجات عنفوان هذا البحر في أوقات بعينها يعرفها السكندريون.
هذا الهدوء في الرواية له مؤشر آخر وهو تلك الفقرات التي ينهي بها المؤلف جزءا ما في روايته أو بدأ بها جزءا آخر،هذه الفقرات التي تحوي – إن جاز التعبير – حكمة ما أو خلاصة تجربة إنسانية من مثل ما بدأت به الرواية أصلا ( ص7) :
"العبرة لا تكون إلا بالنهايات،ذلك لأن البدايات دائما معروفة ومتشابهة..
جميع البشر يولدون ولهم الهيئة والصفات نفسها،يطلقون الصرخة ذاتها،ثم تعبث أفكارهم بعقولهم،وأهواؤهم بنفوسهم،فيتفرقون بين طرقات – تطول أو تقصر – تقودهم إلى النهاية المحتومة بأشكال مختلفة".
كان من المتوقع أن تستمر استراتيجية السرد بهذا الشكل لولا أنها تأخرت أو تأجلت حتى (ص 20) :
"الثابت الوحيد .. أن لاشيء يتوقف لأجلك".
ثم تتأخر وتعاود الظهور (ص 80) :
"فقد الكلام معناه فخسر قيمته .. وصار السكوت خيرا وأفصح".
ثم في (ص 85):
" الظلمة هي الأصل .. الحقيقة المفروضة .. القمر مخادع .. كتلة صخر صماء توهمنا بأنها تضيء،وننتظر خدعته كل شهر".
ثم في (ص 89) ولكن هنا تكون بداية لجزء وليس خاتمة:
"نحن نخضى ما نجهله ولو كان الأفضل،نستسلم للأمر الواقع ونتشبث به لاغيين إياه،نبغض وجوده ونرهب فقدانه".
ثم على لسان (رفعت غراب) في (ص 94):
"الحب معركة الخلاص والبقاء وكنت أضعف من خوضها فما استحققتُ خلاصا في الماضي،ولا يحق لك بقاءً الآن".
ثم على لسان (مريم) ابنة شقيق (رفعت) في (ص 101):
"أرادت سلك طريق الجحيم إلى الجنة،لم تعِ أن طريقه منحدر،والتوغل فيه لا يؤدي إلا إلى الأدراك السفلى الأشد عذابا".
وفي (ص 102) منهيا جزءا :
"بعض الأوزار لا تغتفر،ولا يؤجل حسابها للآخرة".
ويبدا بها جزءا تاليا في نفس الصفحة (ص 102):
" تتابعت الليالي وتعاقبت الأيام،استقبلت الحياة أرواحا وطردت أخرى،نال أصحابها المقسوم لهم منها،وبقيت هي – الحياة – على حالها،تَسَعُ الفاسقين والمتقين، تُزرَعُ أرضُها وتُسفَكُ عليها الدماءُ،ويُذكر بها خالقُها،ويُكفرُ به،وهي لا تفرق ولا تهتم،ماضية في سبيلها،تنتظر زلزلة سافلها،وسقوك عاليها لتتخلص من الجميع فتنال الخلاص،ربما الحياة نفسها تشتهي الموت".
ثم تتالى مثل هذه الفقرات البادئة أو المنهية لجزء من الأجزاء،لتشير من خلال هذا التواتر أنها لم تكن من استراتيجة سرد المؤلف لأحداث روايته وإن هاجمته وأمسكت به فجاءت دونما نمط محدد أو موقع بذاته،الأمر الذي يؤكد مسالة خبرات السرد وتردد السارد ليذكرنا مرة أخرى بأنها روايته الثانية فقط،فهذه الفقرات أغلبها جاء إما مقطوع الصلة بما قبله أو بعده من مشاعر لشخصيات أو خلاصة لحدث درامي،أو كانت لها هذا الاتصال وإن جاء اتصالا ضعيفا حتى أن القاريء العادي يندهش لمضمون الفقرة وصياغتها دون أن يسأل نفسه عن هذه العلاقة بين أي فقرة وبين ما قبلها أو بعدها.
وبالعودة إلى الأسطر الأولى في بداية الرواية والتي أخبرت قارئها عن البدايات والنهايات،فمن الجيد في هذه الرواية أن مؤلفها ترك مساحة لانهائية للقاريء لكي يكتب ما لم يسرده الراوي،فجاءت هذه النهاية لتتيح للقاريء مساحة تخيل مصير الشخصيات ومستقبلها،سواء لبطل الرواية (رفعت غراب) الذي يقرر السفر لأثينا حيث حبيبته (مارينيلا) الباقية على قيد الحياة،حبه الأول، في الوقت الذي ظن الجميع في الرواية أنه سيسافر لتلقي العلاج في أمريكا حيث محبس ابنه الاختياري،مساحة تجعل خبرات المتلقي في الحياة الواقعية هي وحدها التي ستكتب مستقبل (خالد) بعد قراره بالعودة لحلمه أن يكون ممثلا،كذلك مستقبل (مريم) ابنة شقيق (رفعت) بعد أن آل إليها نصيب عمها في المنزل الذي يساوي ملايين الجنيهات بحسب تقدير والدة (مريم) و(رفعت) نفسه،أو حتى مستقبل أبناء (رفعت) حينما يعلمون أنه حرمهم من ميراثه بعد وفاته،وايضا مستقبل (حنان) البائعة المتجولة التي بقرار منها اختارت الارتباط بالشخص الذي أحبها وظل على حبه لها رغم معرفته بارتباطها العاطفي بغيره،كل ذلك يشير إلى رواية أخرى سيطتبها القاريء بنفسه فماذا سيخبرنا هذا القاريء من أحداث وهل ستكون روايته "محبس اختياري" بارادة منه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل