الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الماركسي/ التجدد/وتبني منهج الديالكتيك المادي

علي العبود

2006 / 11 / 1
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ظهرت الصيغة البسيطة للديالكتيك المادي على يد الفيلسوف اليوناني هرقليطي(540_470) ق.م وكان قوله الشهير (الاشياء في تغير متصل) يمثل شعارا لمنهج علمي للتفكير واستيعاب الحياة.لقد وضع الفكر العربي الاسلامي لمساته على بعض الاساسيات في الديالكتيك من خلال رسائل اخوان الصفا وطرحهم لمسألة الاضداد وثم يظهر الديالكتيك بشكله الناضج على يد المفكر الالماني هيغل(1770_1831)م وبالرغم من الثوب الصوفي الذي ظهر به الا انه يمثل الحجر الاساس لاستيعاب حالة التغير في الحياة والكون و التاريخ ثم يأتي ماركس ليعيد للديالكتيك الهيغلي ارضيته الواقعية ويدق مسامير نعش الحكومات المطلقة والاستبداد وبالتالي اصبح سلاحا بيد الطبقات الثورية ضد كافة اشكال الاستلاب والاستغلال وقد اتخذه القادة الثوريون منهجا وسلاحا في نضالهم من اجل الوصول الى عالم افضل وفي نفس الوقت تعامل التيار الدوغمائي في اليسار الماركسي مع الديالكتيك المادي على انه حلقة مغلقة ومجموعة من الاقوال التي تحفظ وتطبق بطريقة المسطرة وكانت النتائج كارثية. في الوقت الذي يسمح الديالكتيك المادي باكتشاف مزيدا من القوانين العامة ومن خلال استيعاب ديالكتيك العام والخاص في نظرية المعرفة نستطيع تبيان ما هو الذي شاخ في الادب الماركسي وما هو الذي يحتفظ بحيويته للاسف تظهر دعوات من قبل اوساط من التيار الاصلاحي في اليسار الماركسي للتخلي عن تبني منهج الديالكتيك المادي ووضع علامات مساواة بينه وبين المفاهيم التي شاخت في الادب الماركسي وبحجة التجدد مع الحياة ,ان التخلي عن تبني هذا المنهج هو الوقوع في التجريبية , ان قوانين الديالكتيك المادي هي قوانين حركة وليست قوانين تطور فقط بل ممكن ان تكون الحركة الى الامام او باتجاه التراجع وقد حذر ماركس انه اذا لم يحصل انتصار قريب نسبيا لقوى الاشتراكية في العالم فان البشرية ستدخل في مرحلة طويلة من البربريةعلى عكس النظرة الدوغمائية التي صورت قوانين الديالكتيك بانها قوانين تطور الى الامام واسست لمفهوم الحتمية التاريخية لدى الكثير من اوساط اليسار والتي وقف بالضد منها المفكر غرامشي, لقد روجت المدرسة الماركسية السوفيتية لهذه النظرة الدوغمائيةوتعاملت مع مفهوم الطبقة بشكل جامد واهملت جدل العلاقة بين الطبقة/ الفرد والسايكلوجية السائدة وتبرز في الوقت الحاضر اهمية استيعاب العلاقة بين التناقض الخارجي والداخلي لاستيعاب جدل العلاقة بين السمات العامةلاقتصاد دول المركز وعلاقته باقتصاد وبلدان الاطراف مما يتطلب تطبيقا مبدعا لديالكتيك نظرية المعرفة في اجراء دراسة جديدة لعلاقة سلعه/ رأس المال وظاهرة نمو التخلف في بلدان الاطراف لغرض استيعاب ما يجري من بربرية منظمة من قبل سلطة راس المال الاحتكاري العالمي اتجاه شعوب بلدان الاطراف وباسم العولمة والتحضر, ان الديالكتيك المادي لم يكن منهجا لليسار الماركسي فقط بل ممكن
ان يكون منهجا لنضال القوى الديمقراطية ضد كافة اشكال الفاشية والاستبداد والتكفير . انه منهج يؤسس لعالم افضل واعمق ديمقراطية من المجتمع الرآس مالي الحالي

علي العبود/الناصرية
27/10/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء


.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا




.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج




.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين