الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا الحرب العبثية في السودان !

ايليا أرومي كوكو

2023 / 6 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


الحرب عمل لعين وفعل عبثي وقح ، الحرب هو الة شيطانية شريرة للقتل و السحل كما للتخريب و الدمار . الحرب قوة جهنمية بغيضة فعالة في نشر الخوف و الذعر و انعدام الامان و الطمئنينة . وحيث تحل الحروب يتراجع قيم الحياة الانسانية السوية و تتخلف كل معاني و مبادي الخلق و الا خلاق الكريم في العلاقلاات و الروابط الانسانية الجيدة الحميدة و تنداح بعيدأ . في الحروب تنسي و تجرد المبادئي و القيم الانسانية الحسنة الجميلة من معانيها حتي القيم الدينية الروحية السمحة في العفو عما سلف ، والصفح و الغفران تصبح مجرد شعارات يلوكها الناس لتبرير ممارساتهم الخاطئة الاثمة . و تصير الاديان تعاليمها النافعة الخيرة التي تنادي بكرامة الانسان و حرمة روح عند الله و الناس في خبر كان . بالحرب تحتجب و تتقطع اسباب الوصال و المودة و الرحمة و كل النوازع الخيرة الرحيمة من حبال و شعيرات انسجة الحياة السمحة من وشائج التحانن التحابب و التعايش السلمي تتبعثر و تتلاشي . من ثم تتقدم في تلك المجتعات الصغيرة المتعايشة درجات في الخلافات و التباين العرقي او الجنسي تصل بهم الي النعرات القبلية و الاثنية و الدينية التي تفرق بينهم تشتت سبلهم . تلك النعرات تتوالد في النفوس تنتجها دودة و تخلفها جرثومة الجهل المرتبط بالاستعلاء الديني و التفوق العرقي و النوعي الجنسي .هذا هو أس البلاء و خميرة العننكة و بذرة الحروب في كل مكان و زمان عند يري أي بأنه هو الاولي بالحياة الكريمة و ان غير هو الاحق بالموت .
هذه الحرب السودانية الحالية المستمر منذ الخامسة عشر من ابريل 203م . هي حرب ضروس و لاشك انها الحرب الاشرس و الاشد فتكاً بكل في السودان . لكن بحسب الحروب السودانية الممتدة منذ الاستقلال فهي حلقة قصيرة من سلسلة الحروب السودانية المنسية في الاطراف البعيدة زماناً و مكاناً . هي عقد من عقود الحروب السودانية البغيضة الكريهة بمتلازمات عناصر العرق و الدين ورفض الاخر . هذا هو السبب الرئيس الذي حتم بانفصال رقعة جغرافية وطنية و شعب عزيز من لحمة الكيان السودان . و اللوم دائماً سيقع علي عاتق النخبة السودانية المدمنة الفشل . تلك النخبة التي لم تتعلم و لم تعتبر من كل الدروس الموجعة المجانية تجنيباً للسودان من الحروب بتجريب بمحاولاتها استخدامها حلولاً سلمية للمشاكل السودانية . بظل تحمل العصا و تشهر السلاح وقد شكلت القوة المفرطة لديها منطقاً عاجزاً وحلاً فاشلاً لمواجهة و معالجة المشكلات السودانية المتجزرة .
الحروب السودانية المتواصلة في جبال النوبة و النيل الازرق منذ القرن المنصر و بالتحديد العام 1983 م و من ثم دارفور في العام 2004 م . أدمن السودانيين كلهم في اختيار و نهج السلم طريقاً لذلك لم و لن تنتهي الحروب السودانية . ذلك بأستمرار هذه العقلية المركزية المتصلفة و ما لم تغير استراتيجياتها في النظرة و الادارة وفي توجيه دفة القيادة بأستراتيجيات جديدة حديثة مختلفة لأدارة و حلحة المشاكل من جزورها .
يحتاج السودان اليوم قبل كل وقت مضي الي الحكم و الحاكم الرشيد لقيادة هذا البلد الوطن الكبير العزيز لجميع السودانيين و الخروج به الي البر الأمن . و السودان دولة قارة بحجم مساحتة الحالية ، السودان دولة غنية بما يتوفر فيه من امكانيات وموارد شتي و متنوعة . فما يملكه قلما تتوفر مجتمعة في الدول الاخري الاكثر نمواً و ازدهار و رخاء ورفاهية . و هذه ما يحسده عليه جميع الدول و يحقدون و السودانيين يدورون او لا يدرون !
و الصراعات السودانية في غالبها تدور في محور الصراع حول قلة الموارد وشحها تلك التي تتعلق بالزراعة و الرعي . السودان قطر و بلد يجري فيه و يشقه شطرين النيل العظيم من الجنوب الي الشمال و من انهار اخري الشرق . كل تلك الانهار و الروافد الكثيرة بجانب المياه الجوفية و الامطار الموسمية التي تغرق البلاد كل عام بالسيول و الفيضانات في فصل الخريف . هذا هو السودان الذي يعطش شعبه و تجف مشاريعه الزاعية الكبري و تنفق انعامه عطشاً . فهل من قلة في الحيلة القادرة علي ادارة الموارد التي يتصارعون عليها و يتقاتلون اكثر من هذا اكثر من هذا الفشل ؟
الحرب الحالية الدائرة في السودان هي حرب عبثية بمعني الكلمة . انها لا معني لها ابداً سوي الطموحات و الاطماع الشخصية البحتة و الجلوس في كرسي السلطة و حكم جماجم الشعب . تلك الطموحات المتعطشة للحكم لا تراعي في نفسها ادني مراعاة لمعيار و مقاييس الاستحقاقات المطلوبة للجلوس علي هذا الكرسي الوثير . فالسلطة و التمكين منه أضحي هوالغاية الهدف الوحيد للمتصارعيين تبرره كل الوسائلهم من الممكنة والغير ممكنة تدميراً للمقدارات و القدرات السودانية . والغاية أضحت عندهم أي وسيلة حتي لو كانت تلك الوسيلة هي الالة الحربية المستخدمة حالياً لتدمير كل السودان أرضاً و شعباً .
ليس من مبرر اطلاقاً لأستمرار هذه الحرب العبثية اللعينة العبثية المدمرة لجوهر وجود السودان و بقائه كدولة واحدة ضمن قائمة الدول في العالم . اذ كيف و من هو الشخص الذي سيحكم السودان بعد قتل شبابه و كهوله و استباحة عروضه و حرماته اغتصاباً للنساء و الفتيات و حرقاً للقري و تدمير للمدن. او تشريداً للمواطنين و تهجيرهم من ديار بقوة السلام و طردهم عنوة بأفرط النعف . بأي خلق و اخلاق و جرأة تمارس الفواحش المؤبقات في وضح النهار منقولاً عبر التصوير بالفيديوهات وسط عبارات التكبير و التهليل .
علي كل السودانيين من الكبار العقلاء و الحكماء اصحاب الكلمة المسموعة و النفوذ الاسراع في وقف هذا الحرب اليوم قبل الغد . فالامور في هذه الحرب تتجه الي مناحي اخري قد لا يتداركها السودانيين بعد فوات الاوان و انفلات زمامها من ايديهم . و علي الجنرالين الصديقين الاعداء المتصارعين علي السلطة التنحي فوراً فقد انتهت صلاحيتهما منذ بعيدة هذه الحرب العبثية اللعينة و لاتوجد من بعد مبرراً لوجوجدهما الا مزيداً من الفتن و صب الزيت علي النار .
كما علي الدول الكبري و الهيئات و المنظمات العالمية النأي عن الاطماع الضيقة في ذاتها و احترام سيادة السودان أرضاً و شعباً
،عم اكرر هنا للأهمية بمكان ز أقول مجدداً كما علي الذين الذين يديرون و يمسكون الملفات السودانية النأي بأنفسهم من الاطماع و المصالح رحمة بهذا الشعب الكريم الذي يستحق ان يعيش بشرف و كرامة كسائر الشعوب في العالم .
و المجد لله في الاعالي و علي السودان السلام لشعبة المسرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي