الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الاعتراف الموحد باسرائيل!!

عماد صلاح الدين

2006 / 11 / 1
القضية الفلسطينية


السلطة الفلسطينية أو بتسمية علمية موضوعية دقيقة سلطة الحكم الذاتي كان الغرض منها كما هو معروف لمن يحترم عقله وضميره هو العمل أمريكيا وإسرائيليا على شرعنة الاحتلال على ما تبقى من ارض فلسطين وأقصد بذلك أراضي الرابع من حزيران سنة 67 قبل احتلالها ، هذا هو الغرض الرئيس والاساس من وجود السلطة والعملية السلمية برمتها , بالاضافة للغرض الذي تم ذكره تأتي السلطة كمشروع حماية امنية لإسرائيل، وما مضى من ايامها وحتى وقت قريب يشهد بذلك دون الحاجة للدخول بالتفاصيل هذا من جهة ومن جهة اخرى فللسلطة دور في توفير الحاجيات الادارية والخدماتية للفلسطينيين من خلال ربط توفير هذه الحاجيات بإرادة الغير من امريكيين واوروبيين واسرائيليين ، وبهذا الدور الاخير تقوم السلطة برفع أداء هذه الحاجيات والخدمات عن كاهل اسرائيل لتتفرغ إسرائيل نفسها باستكمال مشروعها الاستيطاني في المناطق الحساسة في الضفة بالإضافة إلى تهويد القدس تهويدا كاملا . هذا هو الغرض من سلطة الحكم الذاتي , ومن يريد أن ينكر ذلك أو يكابر عن حقيقة الذي أشرنا إليه , فلينظر فقط إلى ورائه القريب جدا كيف هو حال الضفة المقطعة الاوصال والقدس التي يجري تهويدها صباح مساء ، ولينظر إلى سجن غزة الذي يحاصر ويغلق بإحكام ويشترك فيه حراس اسرائيل العرب بموجب كامب ديفيد أنور السادات .

وفقا للاغراض والاهداف التي تحدثنا عنها في رأس هذه المقالة ، فإن لهذه السلطة شروطا ومواصفات لابد منها حتى يتم تحقيق الاهداف والاغراض الامريكية والاسرائيلية وهذه الشروط المسبقة لإنشاء السلطة هي بمثابة الروح لها ، لأن هذه الشروط هي الارضية والانطلاقة لتحقيق ذبح الفلسطينيين وتشتيتهم بين داخل وخارج وبين مؤيد ومعارض وبين بين وبين من لارأي له ، هذه الشروط ياسادة وكما هي معروفة حتى اصبح اطفالنا وعجائزنا يحفظونها عن غيب ، وهي أولا: الاعتراف بإسرائيل وثانيا: نبذ العنف والارهاب " المقاومة " وثالثا: الاعتراف بالقرارين 242 و338 , واللذين لاعلاقة لهما بالفلسطينيين لا من قريب ولابعيد ،أضف إلى هذه الشروط كلها شرط الاعتراف بالاتفاقات السابقة التي حوت هذه المأسي المذكورة آنفا والتي تطالب بها حماس اليوم دون وجه حق برغم كل الدمار الذي لحق بالفلسطينيين من جرائها ، تطالبنا بها أمريكا وإسرائيل والأوروبيون من جديد ، ولا يتورع العرب والذين ورطونا بها دون إذن منا من تكرار قبولنا بالحماقة مرتين .

لسلطة الحكم الذاتي مواصفات ومميزات لابد وأن تتوفرفي القائمين عليها أولا لابد أن يكون هؤلاء ممن هم على استعداد للفساد السياسي والاخلاقي وبالتالي المالي لأن المطلوب هوشطب القضية واللاجئين والقدس وبالتالي من الشرط المسبق أن يكون القائمون على هكذا سلطة مستعدين دوما للانبطاح والتنازل فورا حتى إن بعضهم أصبح التنازل والاعتراف لديه مهنه مقدسة وغدا التفريط بالنسبة له كالنار دوما تطلب الهشيم وتقول هل من مزيد !!، أليس الذي يحدث هذه الايام في مواجهة حماس داخليا أكبردليل على ذلك ؟ ،أليس بعضهم يصر حتى أمام الامريكان أنفسهم على أن حماس لاتريد الاعتراف باسرائيل ، وأن وثيقة الوفاق الوطني ليس فيها اعتراف ، وبالتالي لابد من الضغط أكثر على حماس حتى تعترف اعترافا مباشرا أو من الحكومة تستقيل أو الى الخروج منها اسقاطا وحتى انقلابا بالتعاون الوثيق معهم ؟؟!!

إذن من المهزلة والهذيان والضحك على النفس والشعب الفلسطيني حول ضرورة التمسك بهكذا سلطة التي اثبتت الايام أنها لاتحمي حياة الفلسطينيين ولاتدافع عنهم امام الاعتداءات الهمجية للاحتلال الاسرائيلي وهي بذلك ليست مشروعا وطنيا بالمطلق فلا هي قادت مقاومة ولاهي انقلبت إلى دولة لأنها في فلسفتها وهدفها وبنيتها القائمة لا علاقة لها بمشروع وطني فلسطيني حتى في سياق حده الادنى المعروف.

من المهزلة والهذيان بناء على ما سبق الحديث حول حكومة الوحدة الوطنية في ظل سلطة بهكذا مواصفات ومقاييس بمؤسساتها ونوعية المراد إقامتهم عليها ، فإذا ما قبلت الفصائل وعلى رأسها حركتا فتح وحماس بتشكيل حكومة وحدة ضمن مرجعية وطنية فلسطينية فإن إسرائيل على الفور ستنهي هذه البنية المؤسسية المكشوفة، وما أسهل عملية إنهائها لأن الذي أوجدها وهم الأمريكان والصهاينه هم أدرى وأعلم بعملية خلقها وإيجادها وبالتالي هم الاقدر على عملية تهديمها وإفنائها من الوجود ، فعن أية سلطة تتحدثون ، إنها سلطة الاحتلال وتحت الاحتلال، أفلا تعقلون ؟!

الذي يرضي الامريكيين والاسرائيليين وأصحاب المصالح المتنفذة لدينا هو أن تكون حكومة الاعتراف الموحد بإسرائيل فقط ولاغير ومن الجميع ومن حماس على وجه الخصوص ، وعندها -لاسمح الله- يصبح التصارع الفلسطيني الفلسطيني تصارعا مصلحيا ذاتيا للفئات المتنفذة والفاسدة سياسيا وأخلاقيا وتكون أداة التصارع البيني هي: من يزيد و" يزايد" في الانبطاح والقضاء على القضية والهوية أكثر ، فبربكم عن أية حكومة وحدة تتكلمون ، وأوجه الكلام للاخوة في حركة حماس على وجه الخصوص ، أبعد كل الذي بذلتموه من جهود لتشكيل حكومة الوحدة ، هل تظنون أنكم ستجدون حلا ومخرجا حتى به يقبلون ؟؟! ، إنهم باختصار يريدون منكم أمرا واحدا إما أن تسقطوا في الوحل الذي فيه سقطوا أو أن تخرجوا من الحكومة سالمين من نيرانهم أو أن المواجهة بينهم وبينكم ولو بعد حين ، مرة أخرى بربكم عن أية حكومة وحدة أنفسكم بها تجهدون ، أم تحسبون بأن مخرج قرارات القمم العربية به سيقبلون ، إنه لاحياد لهم عن سوى بإسرائيل تعترفون !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء