الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزان حسين!

ابراهيم زورو

2023 / 6 / 20
الادب والفن


برزان حسين فنان يشق طريقه بهدوء جميل في عالم الاغنيه الكوردية، وليس على عجل من أمره! للموسيقى نغمات تجعلنا أن نتباطىء كأننا نسير على رؤوس أصابعنا خلسة! نغني، نعشق، نسترسل في الحالات الانسانيه نتذكر بأن هناك من ينتظرون مجيئنا بكل ما نحن عليه، بسيئاتنا وإيجابياتنا، ببشعنا وجمالنا، بغضبنا وارتياحنا، موسيقا تستوعب من له جماليات في حياته وإن كان له بعض الغضب فيلثمه بهدوء جميل.
برزان يغني مختلف الاغاني، لكن كل اغانيه تدخل في باب واحد الا وهي لها معاني انسانية. وخاصة الصوفية منها، عندما نسمع صوته وكأنه يردد أغانية الصوفية المعنى كأبو مدين تلمساني عندما قال:
امرّ على الأبواب من غير حاجة لعلي أراها أو أرى من يراها
يتذكر الكثيرين من أبناء جيلي كيف التصوف كذبيحة ترتجف على الأرض ويقول كمن لا يريد أن يحل عقدة غيابه يكون غائباً جميلاً ويلتصق مع الله هنيهات وهي الأجمل في حياته، وربما لن يستطيع أن يلّبس الحالة مرة أخرى في حياته الممتدة بين فقر وفقر.
فيقول نص اغنيه:
عندما أموت ايتها الحبيبة اجلسي بجانبي!
لا تبكي أبداً حبيبتي لا تفتحي جروحي وآلامي
ضعي يدك على قبري وتذكري يوماً من ايامنا الجميلة
حياة جديده احياها
اتمنى أن اموت حبيبتي قبل أن ارى الحزن في عينيك
لا اريد لقلبك المليء بالاشجان أن يشتكي مني
قلب وروح لاجلك قربان
حياة جديده احياها
ليكن قبري قبال بيتكم
كل صباح ومساء قبلتي رؤيتك
ضعي يدك على قبري وتذكري يوماً من ايامنا الجميلة
حياة جديده احياها.
صوته ناي يعزف على مقامات الموسيقا جميعها، وله باع طويل في امساك لحظة جميلة وإن كانت نائية وبعيدة عنه، وهو يسير لوحده وللموتى يبعث تحياته مثلما فعل الفنان صلاح أوسي الذي وافته المنية قبل خمس سنوات! فها هو برزان يقدمه حياً لنا على أنه لم يغادرنا أبداً، وهذا الشيء قد لمسه الكثيرون ممن سعموا صوته وهو يناجي الفنان الكبير صلاح أوسي، وكلماته من شعره الراحل الذي لم يرحل، وهو كأنه يعرف بانه سوف يرحل، وهناك العديد من الاغاني الكوردية التي تبجل الموت لأنه وجه آخر للحياة. فيقول في ترجمة اغنية باللغة العربية اجريت بعض الهفوات منها، على علمي أنه صواب من الترجمة!.
فهو أي برزان لا يأبه بحركات كثيره ولا يعتني بلغة الجسد التي بات جزء من ايصال المعنى، فهو على يقين من أمره في هذا المجال بأنها أي حركات الجسد لا تعني له شيئا في سياق ايصال النص بصوت عذب!.
برزان فنان جميل يحب قريته وبلده واهله وناسه، ولا اعتقد حسب معرفتي أنه خرج من بلده أبداً، له سحنة حزينه يخيل لك أنه لا يعرف الضحك لكنه يفعل مرات كثيرة كي يوصل بين الجد والمزح!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
حميد صائغ ( 2023 / 6 / 20 - 17:54 )
نحن لا نفهم باللغة التي تغنى بها، ولكن كتاباتك يشدنا إليه...نحياتي لكما

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل