الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرقتني مني ..

عبد العاطي جميل

2023 / 6 / 20
الادب والفن


استهلال :
.............

" أريد الرجوع فقط
إلى لغتي في أقاصي الهديل .. "
محمود درويش
.................................
...
سرقتني رغبة
أن أقدم يدي قربانا
لضحكتها الأنيقة
لم أك أعي
أن قدمي فارقت أرضها
لم أك أعي
أن يدي صافحت منيتها
أن قلبي قابل قبلتها
فأنساني جحيمي ..

سرقتني اللغة
و أنا أودع قوافل النخيل
كطفل
أغراه البحر بأسماكه الملونة
فبكاه الموج
أغراه الصخر
فشكاه الرمل لشطح الماء ..

سرقتني نظرة
كانت ترافق خجلي
قبل أول اللقاء
بأريجها الوردي
ساقتني إلى حانة ذكرى
لم أك أشرب وقتها
غير عصير بلح النخيل
و أكواب شاي أخضر
كجسدي النحيل ..
تسلقت حكمتها الأنثى
و جرت حبائل خجلي
و مسدت خوفي
فأوقدت رحيق اللغة
في جسدي
فمشت خلفها خطاي
تطرز خطاياها
لم أك أعي
أن النهر الذي قادنا الوجد إليه
هو النهر الرقراق الذي
أعادني إلي
بعيدا عنها
والرفيق شاهد علي ...

سرقتني عيني
و أنا أراها تقدم عنوانها
تراني يوسفها الأخضر
تحرض أعضائي علي
أطلقتها
و أهدتها تذاكر سفر
إليها ..
كلما المواسم تباهت
أرخت سفني علي
كأنها أحرقت كتبي القديمة
و بين يدي
فرخت أوراقا عذراء
كبرجها المياد
دحرجت أسوار الكلمات
رمت بحيرتي
على سرير الظنون ..
تسرقني
خارج مدارات زمن
ابتلاني عماه .
خاطت لي خريطة وجد
و أغرقت جبتي في براريها .
و أهدتني بوصلة غواية
في جسدي تجري
تستدرك مسافات مضت
و أخرى تجيء .
تظللني بظلال غنجها
فيضل رشدي الطافح
على أديم الصمت
و دوام انتظار ..
لم أك أعي أنها
وقعت في شرك عفويتي
وأنها
بكت بين يدي مسودات
فكنت نهرها تسبح
في أغانيه
و نارها أوقدني كلما
ليل اشتاق جمراتي
و كنت نهارها أضيء خوفها
علي .
و ربما كنت شاعرها
أسير عشقها لوطن
يقوده الطغاة بلا تيجان .
و جناحها كنت أداري غباري
لحظات العناق ..
كأنها أنثى لم تكتمل
بها خطاي
و لم تكتحل
بها رؤاي ،
و أنا أبحر في دواة مسودات
معا ملأنا حبرها
في معبد العشق ..
كيف تتزوجني
و تربيني على خيانة جميلة
و ركوب قطار سريع
إليها ،
وهي في المحطة الأخيرة
توزع تذاكر
لعشاق آخرين غيري ؟ ..

لو كنت عرافا
أستبصر الذي يجيء ،
ما رفعت لساني عليها
سهوا
و قد كانت عزفي المنفرد
اليحملني خارج طقوس الأعراس .
و قد كنت فارسها الأخضر
تخبئني
في سطور أسطورتها
في قافلة واحدة نسير
على قافية واحدة ننام
كروي و مجراه
نتبادل المواقع سويا ..
أ غناء هذا أم رثاء ينزف
من جبروت زمن لولبي
يفرق اللحظات السمان ،
أم تأريخ صيني
يعيد للموت أغانيه
و أحلامه الحسان
لنجوم في سماء القصيد ؟ ..

سرقتني مواويلها ،
فأفرغتني
من شهوة انتظار
و داهمني سؤالها
فأفزعني حد الدوار
و كل المرائي لا تشبهني
براء من صورتي
حين تسعى إليها نهرا غريبا
يتسلل
على مسامع خطبة جمعة
أو يتلصص
على خطبة رئيس يفتري ...

سرقتني أبجديتها
تطهرني من دنس حياة
لست أفقهها
لكني أشتهيها
في كتاب الظنون .
فكيف لا تكون
في البداية لغة هديل
تؤجج كينونة الوجود
و مسكن الجنون ،
و هي قرة نبيذي ؟؟ ...
....................
أ كتوبر 2012
....................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى