الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- حبر قلمي أسود لا يكتب عن الألوان -

مضاء رشد الباي

2023 / 6 / 20
الادب والفن


حبر قلم: مضاء رشد الباي

كل يوم ينظر إلى الغسق لأن نور الشمس لم يكتمل، يحّدق في السماء فيرى النجوم بعيدة ومشعّة، مشهد معتاد في يومياته لكنه قد يتغير بتغير صفاء السماء ودخول السحب العابرة التي قد تعكر مزاج الطقس وربما مزاجه أيضا، يواصل السير فهو لا يعرف التوقف ولا الوقوف لأنه في رحلة ذهاب وعودة يومية لا ملامح فيها سوى بعض المشاهد الحزينة أو اللقطات المضحكة القصيرة التي في الغالب قد تكون مجرد لحظات عابرة دفعها القدر لتقف أمامه.

يسير ويسير في طريقه المعتاد ليرافقه ضوء الشمس لكنه لا يأبه به إلا عند رؤية ظله الأسود الذي لا يشاركه الطريق لأنه في الغالب يكون أمامه أو وراءه، الطريق طويل والنهاية لم تقترب، يُسرع كي لا يصل متأخرا لأن التأخير قد يعرضه لعقوبة القانون والقدر في آن، لكن الطريق طويل وهو يعلم أن عقارب الساعة لا ترحم فهي لا تؤمن بما يُسمى " ظروف خارجة عن النطاق".

ينتقل من مكان إلى مكان، زمان إلى آخر لكن الأحداث تبدو متشابهة جدا والشخصيات تقريبا ذاتها لكن ما لاحظه هو فقط تغيّر الديكورات، يشعر الآن بالانزعاج الشديد من الضوضاء المحيطة به ومن كثرة المشي وطول الطريق وتبعثر الفصول وفجأة شعر ببعض القطرات التي تسقط على رأسه فتعجب من ذلك خاصة وأنه كان يحاول الهروب من أشعة الشمس الحارقة وها هو الآن يفر من المطر الذي قد يباغته دون سابق إنذار، وكأن مصيره هو الهروب.

طال الطريق فعلا وهو يتحرك ولم يجد وجهته أو بالأحرى لم يجد النهاية، غابت الشمس، رحلت معها الزقزقات أيضا وعوضّتها أصوات أخرى هو يخاف منها لأنها تشعره بالوحدة التي يكرهها لكنه تعب من المشي ويهاب مواصلة السير وحيدا تحت ضوء البرق وصوت الرعد، احتار وتردد في مصيره ومستقبل تحركاته لكنه لم يجد الحل فصوت المطر أفقده التركيز وأعاد إلى ذاكرته صوت صديق راحل تحت الماء.


لحظات مرت كأنها ساعات، أيام أو ربما أسابيع ولم يحدد مصيره إلى الآن هل يواصل المسير إلى النهاية؟ أم أن النهاية هي مكان وقوفه؟… أخيرا قرر العودة فأدار ظهره واكتشف أن طريق العودة أيضا طويل، حاول إقناع نفسه بالعودة وحقه فيها فالطريق إلى الأمام طويل وشاق وصعب وهو الآن متعب جدا، اقتنع بالعودة لكنه تفاجأ بأن الإياب لا ملامح له أيضا، إلى أين سيعود؟ فهو لا يعلم من أين بدأ وكيف بدأ، نظر إلى ساعته لأول مرة منذ زمن بعيد فهو لا يلبسها لمعرفة التوقيت بل للزينة فتفاجأ بتوقف العقارب التي كان يهاب سُمّها وتلاعبها بالأزمنة.

نقل نظره إلى الشخصيات المحيطة به فوجدها كالظلال العابرة قاتمة اللون، رأسها منغمس في القاع تتحرك بسرعة نفاثة لا تقف حتى أنه لم يستطيع تحديد ملامح الوجوه ولا نظراتها فقط ما اكتشفه هو ذلك التشابه في الحركة السريعة التي لم تهدأ ولم تفرق بين الفصول، بعد تلك العاصفة القصيرة أو الطويلة التي مرت به وجد الأوراق متناثرة على الطريق، هي أيضا متشابهة في تناثرها.

وحيدا بين الأوراق والشخصيات والزمان هو ينتظر ماذا؟ لا يعرف، ما يشعر به هو التعب فقط، لا يعلم سبب تعبه ولا كيف يعالج نفسه ولا يهمه مصيره فقط هو يبحث عن الراحة وحتى هذه الأخيرة لا يعلم كيف يمكن تحقيقها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية