الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوأم المدهش : نجم وإمام

سليمان جبران

2023 / 6 / 20
الادب والفن




تاريخ الأدب العربي حافل بظاهرة الشعراء "المتمرّدين". ابتداء بالصعاليك في الجاهليّة وصدر الإسلام، وانتهاء بالشاعر أمل دنقل (1940 – 1983) في مصرالمعاصرة . لكنّك لن تجد شاعرا احترف الثورة متأخّرا، ابن 38 سنة، ولم "يطلّقها" حتّى يوم وفاته، وقد جاوز الرابعة والثما نين! هذا هو أحمد فؤاد نجم، أو "الفافاجومي"! حتّى مجموعته الشعريّة الشعريّة الأولى، ولم يكنْ يومها احترف الشعر السياسي بعد، أثارتْ حفيظة الشاعر عبّاس محمود العقّاد ( 1889 – 1964)، فعارض نشرها، متذرّعا بمعارضة النشر في اللغة المحكيّة: أثار الديوان معركة داخل المجلس الأعلى للفنون والآداب، إذ كان عبّاس محمود العقّاد ضدّ شعر العامّية، وبالتالي ضدّ طبعه، فتضدّى له كلّ من بيرم التونسي ومحمّد فريد أبو حديد وسهير القلماوي التي قدّمتْ للدّيوان".
الحكّام الأغبياء، بحكم سلطتهم وجبروتهم، يظنّون أنّ سَجن االشاعر "المشاغب" يمكن أنْ يشكّل حلّا. لكنّهم لا يفقهون، ومن أين لهم أن يفقهوا، أنّ سَجن المناضل ، سواء كان رجل سياسة أو شاعرًا، مِنْ شأنه أيضا أنْ يزيد الغضب الشعبي غضبا، ويفتح عيون كثيرين من "المحايدين" الخالدين إلى الراحة، فتكون النهاية عكس ما أمّلوا وخطّطوا! هذا أحمد فؤاد نجم؛ يُسجن أوّل مرّة، فيكون السجن وناسه مدرسة للسجين المبتدئ، وأيّ مدرسة! "في السجن التقى بنوع آخرمن الرجال. . طيّبين وأبناء نكتة وأذكياء، لا يختلفون كثيرا عنه وعن مواطنيه الصعاليك . . متمرّدين وحكماء مثلهم. . لكنّ تمرّدهم يخيف بعض الشيء، فهو يشمل آفاقا لم يصلْ إليها فكره من قبل، وتمتزج حكمتهم بثقافة تنفذ إلى جوهر الأشياء. . يحبّون الشعر والفنّ والناس، ويتحدّثون عن عالم قادم لا عن فردوس مفقود . . حتّى أشعارهم غير ما عرف من شعر". باختصار: كان ثائرا عفويّا فغدا في السجن، بعد لقائه بثوّار عقائديّين، ثائرا مبدئيّا؛ كانتْ ثورته "شخصيّة" فغدتْ ثورة فكريّة شاملة!
الحكّام، أصحاب لسلطة والحبروت، يظنّون أيضا أنّ سَجن الشاعر، أو الفنّان، مِن شأنه أن يكتم صوته أو يشلّ ريشته. لكنّهم لا يفقهون أنّ سَجنه بالذات مِن شأنه، في أحيان كثيرة، أنْ يؤدّي إلى ازدياد وعيه وعنفوانه وانتشاره. هذا ما كان بالنسبة إلى أحمد فؤاد نجكم. "توافقتْ فترة سجنه الأولى في الستّينات مع وجود عدد كبير من المناضلين المصريّين في السجن، أحبّهم وأحبّوه، وعن طريقهم بدأتْ عنده قمّة التمرّد والصعلكة، التي وهبها حياته، تأخذ منحى آخر. قرّر أن يحتفظ بأنبل ما في الصعاليك؛ كالقدرة على تجاوز قناع الحياة السشكلي، والمزج بين هذه القدرة وبين هذا العالم الجديد الذي فتحه أمامه المناضلون المصريّون . . قرّر أنْ يوظّف مكتسباته الخاصّة وصلابته للثورة، وأن يعود بشعره إلى الأُصول التي استقى منها أساتذته من شعراء الشعب المناضلين، النديم وبيرم".
وُلد أحمد فؤاد نجم، ويُلقّب الفاجومي أيضا، في 23 آذار 1929، في قرية كفر أبو نجم، على اسم العائلة، في محافظة الشرقيّة. أمّا لقب الفاجومي فهو مَن اتّخذه لنفسه، وفسّره بأنّه "الشخص المتهوّر الذي لا توجد عنده حسابات". وفي قاموس سبيرو للمحكيّة المصريّة وجدناها فجومي، دونما ألف، ومعناها : impulsive . وفي "المنجد": فَجَمَ –َ فجمًا هُ: كسر حرفه فتفجّمَ وانفجم فهو مفجوم (عاميّة). وكذا هي في محكيّتنا أيضا. وفسّرها أنيس فريحة في "معجم الألفاظ العامّيّة"قائلا: فجم الإبريق والإناء: كسر حافته أو جزءا منه، مضيفا أنّها من أصل آرامي. كما شرحها أحد القرّاء المصريّين قائلا: الفاجومي هو الشخص الجريء في رأيه، سليط اللسان، يقول للأعور أعور في عينه. المعاني كلّها متقاربة طبعا، وجميعها في ظنّنا مقبولة على من اختار هذا الاسم!
الشطر الأوّل مِن حياته، حتّى حرب 1967، قضاه نجم "صعلوكًا" تمامًا. لا يستقرّ في عمل، ولا في مكان. تٌوفّي والده، رجل البوليس عزّت أفندي نجم، حين كان الشاعر، أصغر إخوته، في السادسة، ليعيش بعد وفاة والده يتيما شريدا، في بلد لا يرحم الأيتام ولا المشرّدين! يصف نجم والده المذكور قائلا: كان والدي في بدء حياته ضابط شرطة مشاغب [مشاغبا] أُبعِد عن عمله واشتغل موظّفا في وزارة الماليّة ثمّ فلّاحا في الأرض التي يملكها. مات أبي وكنتُ في السادسة، لا أذكر من طفولتي البعيدة إلا صور الجنّة. كنتُ طفلا مدلّلا أحبّني والدي لأنّني أشدّ الأبناء قبحا. وأذكر أيضا أنّه قبل أن يموت قال لي. . يا بنيّ فيك شيء يقول لي إنك إمّا أن تصل إلى قمّة ما وإمّا أن تبقى في الحضيض. . فليحمِكَ الله . . "
دخل نجم ملجأ الأيتام، حيث التقى بعبد الحليم حافظ، عبد الحليم شبانة يومها، وعمل بعد سنوات الملجأ في قريته، راعيا للمواشي. ثمّ انتقل إلى القاهرة عند شقيقه، إلا أنّ هذا طرده بعد حين، فاضطُرّ إلى العودة إلى قريته، ليعود بعدها إلى القاهرة من جديد. وفي القاهرة مارس أعمالا كثيرة؛ فعمل كوّاء ولاعب كرة قدم وبائعا وعامل بناء وخيّاطا – كثير الكارات قليل البارات! كما دخل السجن مرّات عديدة، فبلغت "سنوات الخدمة" مجتمعة حوالى سبعة عشر عاما: في العهد الملكي، وفي عهد عبد الناصر، وعهد السادات! وإذا كان السجن مدرسة، كما علّمونا، فقد كبان نجم من التلاميذ النابهين!
بعد حرب 1967 وشيوع اليأس والإحباط في الشعب المصري، والشعوب العربيّة كلّها في الواقع، أطلق نجم قصيدته الذائعة الصيت "بقرة حا حا" فكانتْ ردّا على الهزيمة، ونقدا شعبيّا لاذعا للنظام وسوءاته: وفي يوم معلوم/ حا حا/ عملوها الروم/ حا حا/ زقو الترباس/ حا حا/ هربو الحرّاس/ حا حا/ دخلو الخواجات/
حا حا/ شفطو اللبنات/ حا حا/ والبقرة تنادي/ حا حا/ وتقول يا ولادي/حا حا/ وولاد الشوم/ حا حا/ رايحين في النوم" . انتشرت القصيدة، بصوت وتلحين إمام طبعا، انتشار النار في الغابة الكثيفة، لِما فيها من تصوير لنقمة الشعب، ونقد لاذع للنّظام باعتباره المسؤول الأوّل عن الهزيمة. أمّا عقاب نجم فكان إلقاءه في السجن بالتهمة الجاهزة – حيازة المخدّرات!
يروي نجم في ترجمته الذاتيّة لقاءه بالقاضي الذي أطلق يومها سبيله بكفالة، وهو موقن بإعادته من جديد إلى السجن كما حدث فعلا، فيقول: فكّوا الحديد مِنْ إيدي، ومشيت ورا الحاجب، دخلنا عالقاضي، قال للحاجب: أخرج واقفل الباب وراك. خرج الحاجب وفوجئت بالقاضي بيقول لي: سمّعني بقرة حا حا [...] ولقيتني بدون تردّد بانشد القصيدة بكلّ ما في داخلي من حزن وعشق وشجن. . فوجئت بدموع القاضي نازلة على خدوده في صمت، فانفجرت بالبكا وأنا بنشد القصيدة حتى انتهيت منها. وبعد لحظات صمت طلّع من جيبه ورقة بعشرة جنيه ومدّهالي وهو يقول: أنا حافرج عنكم بكفالة عشرين جنيه .. وانا أقدر أساهم بالمبلغ دا فقط. قلت له شكرا أنا معاي المبلغ. قال لي طب خد هاتلي شريط من تسجيلاتكم . قلت له إحنا ما بنبعش شرايطنا .. أنا حجبلك شريط هديّة قال لي طيّب أنا حفرج عنكم لكن همّا مش حايسيبوكم .. خلّوا بالكم".
الأستاذ صلاح عيسى يذكر أيضا، في مقدِّمة الفاجومي، سيرة نجم الذاتيّة، أنّ المناضل الفلسطيني نايف حواتمه التقى بالرئيس جمال عبد الناصر، بعد اعتقال نجم بسنة، في أواخر الستينات، وأراد التوسّط عند عبد الناصر لإطلاق سبيل ثلاثة من "المغضوب عليهم" ، نجم والشيخ إمام والأستاذ صلاح عيسى نفسه. فما كان من عبد الناصر إلا أن تجهّم وجهه، وأجابه بجفاء واضح: ما تتعبش نفسك. . التلاتة دول مش ح يطلعو م المعتقل طول ما انا عايش".
إلا أنّ سجنه ومعاناته في عهد عبد الناصر لم يمنعاه من إنصافه بعد عشرين عاما على وفاته، من باب "ما بتعرف خيري تتجرّب غيري" فقال فيه: عمل حاجات معجزة / وحاجات كتير خابت / وعاش ومات وسطنا / على طبعنا ثابت / وان كان جرح قلبنا / كلّ الجراح طابت / ولا يطولوه العدا، مهما الأمور جابت!".
في مذكّراته أيضا، يعاتب نجم/الفاجومي عبد الناصر على سَجنه ذاك، رغم أنّه كان من مؤيّديه ومحبّيه، مثل يساريّين كثيرين غيره دخلوا السجن يومها، بهذه الكلمات الدامعة:
. . ليه كده يا ريّس؟ داحنا مالناش غيرك! أنا عن نفسي كنت باحبّه لدرجة العبادة وكنت باحسد نفسي إنّي عشت في عصره وكنت فرحان وفخور إنّه رئيس مصر وقائد ثورتها في الزمن اللي أنا عشته وكان كلامه عندي زي القرآن وكلام أبويا علي الشمروخ وأمّي وكلّ الناس اللي باصدّقهم عشان باحبّهم" لم يبرح نجم السجن في عهد الرئيس عبد الناصر فعلا، ولم يخرج منه إلا في عهد السادات، عندما أفرج عن السجناء السياسيّين جميعهم بعد استقرار حكمه. لكنّ السادات نفسه أدخله السجن من جديد . لم تكن التهمة هذه المرّة القصيدة التي ألقاها بالذات، بل طريقته في الإلقاء، مقلّدا السادات بطريقة أضحكتْ كلّ سامعيه. فقد ورد في حيثيّات الحكم على الشاعر بالسجن سنة كاملة مع الشغل: إنّ ما أتاه "نجم" ليس بفنّ أو شعر أو إبداع، وإنّما هو إسفاف وسخرية برئيس دولة".

الصوت والناشر
لا يمكننا، طبعا، سرد حياة نجم، شاعرا ومناضلا، دون ذكر صديقه ورفيق نضاله، الفنّان الضريرإمام محمّد أحمد عيسى أو: الشيخ إمام ( 1918 – 1995 ). قال نجم في صديقه إمام : والله يرحمك يا شيخ إمام . إنتَ اللي دوّقتني شعري وخلّيتني أحبّه كمان". يصف الأستاذ صلاح عيسى، في مقدِّمته لِمُذكّرات أحمد فؤاد نجم، هذا الثنائي الرائع، قائلا: رجل متوسّط القامة، مهوّش الشعر، نابت الذقن، ممصوص القوام، يتجاوز عمره الأربعين، يرتدي - أحيانا – قميصا قديما وبنطلونا ناحلا، وغالبا ما يرتدي جلبابا يلديّا ويضع في أقدامه صندلا أو بلغة فاسي، يتأبّط ذراع رجل نحيف، أبرز ما في وجهه نظّارة سوداء كبيرة يُخفي بها غينيه الكفيفتين، ويسحبه ليصعدا إلى منصّة المدرّج، فيستقبلهما الطلّاب بعاصفة من التصفيق المدوّي تستمرّ وقتا طويلا، ثمّ يبدأ الشاعر "أحمد فؤاد نجم" إلقاء قصائده ويغنّي الشيخ "إمام عيسى" ما لحّنه من القصائد، قبل أنْ يخرج الجميع في مسيرة صاخبة، تدور في أنحاء الحرم الجامعي، وهي تهتف بالحياة وبالسقوط!".
كان لقاء نجم بالشيخ إمام في المرّة الأولى من باب الصدفة، في حيّ "الغوريّة" الشعبي، في الحارة الضيّقة "حوش قدم" بجوار الأزهر الشريف، سنة 1964. وحوش قدم اسم تركي بمعنى قدم الخير، ويكتبها بعضهم "خوش قدم" بالخاء، كما ذكر نجم نفسه : ولمّا سألت سعد الموجي عن معنى التسمية الرسميّة لحوش أدم اللي هي خوش قدم قال لي: يعني قدم الخير". كان اللقاء المذكور صدفة، لكنّها صدفة خير من ألف ميعاد. لم يكن الشيخ إمام قبل هذا اللقاء سوى رجل ضرير مغمور، يعزف على العود، ويغنّي الأدوار القديمة للشيخ زكريّا أحمد وسيّد درويش "رافضا إغراءات كثيرة كان من الممكن أنْ تُشْهره، لكن على حساب التزامه بالتراث، وبشرط مسايرة الأوضاع الفنّيّة الهشّة فكريّا والسائدة آنذاك. فكان لقاء الشاعر والمغني تفاعلا فكريّا للاثنين، أعطى نتاجا غزيرا في مضامينه وعفويّته وصدقه".
لم يكن الشيخ إمام قبل لقائه بنجم جرّب التلحين، بل كان يعزف ألحان سابقيه، كما أسلفنا، فدفعه نجم إلى التلحين، فأخذ يلحّن قصائد نجم: التقيت بنجم في سنة 1962، وكان لقاؤنا بداية جديدة لي وله معا .. سألني عندما التقينا، وبعد أن استمع إليّ: لماذا لا تُلحّن؟ فقلتُ مداريا خجلي من الفكرة: لأنّي لا أجد الكلمات. فقال لي على الفور: اِسمع هذا النموذج، وقدّم لي أغنية عاطفية لحنتُها على الفور [...] هل تصدقين أنّ كوني كفيفا قد أفادني كثيرا، أشعر أنني أستعيض عن العالم المرئيّ بعالم داخليّ يزداد غنًى ويتفجر موسيقى. من يدري؟ لعلني محظوظ.... أنا بالفعل محظوظ، لأني لم أنضمّ إلى صفوف المزوّرين الذين يقبلون أيّ شيء، ويلحّنون أيّة كلمات مهما كان مستواها.» لم يكنْ هذا الثنائي الرائع ليتألق وينتشر، فيغدو عاملا شعبيا مؤثرا في تاريخ مصر الحديث، لولا دوره الواضح في الردّ على هزيمة 1967. كان شعر نجم بألحان الشيخ إمام صوت الضمير المصري الذي ظلّ على إيمانه بالشعب المصري وقدرته على تجاوز الهزيمة القاسية: «حتى سنة 67 كان جمهورنا محدودا للغاية، وكان ستار الصمت المُسدل بإحكام على تجربتنا جزء [جزءا ] من ستر أشدّ ثقلا أُسدلت من قبل على فنون عظيمة وفنانين عظماء لأنها كانت تستلهم الروح الحقيقية للشعب المصري. وكانت الهزيمة هي المحبس الذي انفتح لكي تتدفق معا. كنتُ أكتب قصيدة وأحيانا اثنتين في كلّ يوم.. وقررْنا معا أنْ نقتحم المسارح والقاعات العامة التي تقدّم حفلات غنائية. كنا نصعد على المسرح، وقبل أن يفيق المشرفون على الحفلات نكون قد أدّينا أغنية أو اثنتين، وكثيرا ما ضُربنا وطُردنا من الحدائق العامة التي كانت تقام فيها هذه الاحتفالات... وأمام المهانة وقلّة الرزق والحصار.. كنا نزداد شراسة ونتفجر".
يمكننا القول، دونما تردّد، إنّ ظاهرة الثنائي نجم وإمام، بعد حرب 67، كانت عاملا من عوامل الردّ على الهزيمة العسكرية والروح الانهزامية التي ضربتْ شعب مصر يومها! كُتبتْ هذه القصيدة [بقرة حاحا] بعد الهزيمة مباشرة ردًا على تلك النغمة الانهزامية التي قادتها جريدة "الأهرام" حين قدّمت منطقا متكاملا يقول إنّ مصر الفقيرة المتخلّفة المهزومة ليس في مقدورها أن تناطح الثور الأميركي، ولهذا جاءت بقرة نجم المسلوبة والمهدرة نطّاحة، رغم كلّ شيء، وكانت بذلك ردًا شعبيا أصيلا من موقع الجرح الفائر ضدّ هؤلاء الذين أرادوا وما زالوا أن تتغلغل الهزيمة وتكرّس".
في أوائل الثمانينات تفرّق هذا الثنائي المدهش، بعد رحلة مشتركة استمرتْ فترة طويلة، قاما بها إلى أوروبا وشمال إفريقية. لم يذكر نجم ولا سيّد إمام السبب الحقيقي لانفصام هذا الثنائي الملهم، لكنْ يبدو أن مَنْ وحّدهما البؤس والشقاء فرقتهْما النعمةُ والرخاء!
أخيرا، لا يمكن ذكر الثورات الشعبية المتلاحقة في مصر، ضدّ الأنظمة الجائرة والاستغلال وكبت الحريّات، إلا وكانَ لهذا الثنائي الرائع، نجم وإمام، وبهذا الترتيب أيضا، نصيب فيها وأيّ نصيب!

من أشعار نجم
"شید قصورك"
شیّد قصورك عالمزارع من كذنا وعمل إيدينا
والخمارات جنب المصانع والسجن مطرح الجنينة
واطلق كلابك في الشوارع واقفل زنازينك علينا
وقلّ نومنا في المضاجع أدي احنا نمنا ما اشتهينا
واتقلْ علينا بالمواجع احنا اتوجعنا واكتفينا
وعرفنا مين سبب جراحنا و عرفنا روحنا والتقينا
عمّال وفلاحين وطلبَة دقت ساعتنا وابتدينا
نسلك طريق مالهاش راجع والنصر قرّب من عينينا
النصر أقرب من إيدينا
معتقل القناطر 1973














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا