الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقارب عقارب ؟

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2023 / 6 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كيف يمكن ان تتدمر العلاقات الانسانية بين الاقارب وخصوصا الاخوة ؟

سؤال طرحته على نفسى وحاولت ان اجد له اجابة ، ربما تكون صحيحة او لا تكون .

أحد أخطر الأسباب فى تقديرى لسوء هذه العلاقات وتدميرها هو العشم الزائد ، والعمل بدون قواعد ، وتداخل العوامل الانسانية والعلاقات الشخصية فى سير العمل الذى يوكله احده الاشقاء للاخر أو احد الأقارب للاخر .

القصة بكل بساطة انك قد تعمل شيئا ما فى مقابل نتيجة ما تتوقعها من اخيك أو قريبك وتأتى النتيجة عكس ما تريد تماما (مخيبة لامالك ) .

فى فيديو شهير جلس صديقان يتناول كلاهما مشروبه ، قام احدهم بمداعبة صديقه وهو يشرب مما ادى الى تساقط المشروب عليه وقام بالضحك مبديا سروره على مقلبه هذا .

لم يتجاوز الامر دقائق ، حتى قام صديقه بفعل نفس الشيىء معه فما كان من الأخير ال ان قام بصفعه بالقلم ، ومشى متذمرا ومنزعجا مبديا غضبه من التصرف .

انه نفس التصرف ولكن رد الفعل كان مغايرا تماما لماذا ؟

انه العشم والتوقع المخالف للواقع من احدهما تجاه تصرف الأخر .

ان الامور بين الاشقاء والأقارب تمضى هكذا ، تصرف وراء تصرف ، وعشم وراء عشم ، حتى تصل الامور الى منتهاها وتنقطع الخيوط تماما .

ترى هل يمكن ترميم هذه العلاقات مرة اخرى وإعادة استئنافها حتى ولو فى اضيق نطاق ؟ ربما ولكن كيف ؟

قديما كان لدى صديق موكل ، كانت علاقته منهارة بشقيقه تماما وبينهم مشاكل وقضايا ، كان الحوار منقطعا بينهما ، لم اكن اعرف ايهما المتسبب فى ذلك .

ولكنى كنت حزين للغاية ومنزعج من الموقف ، كنت اعرف كليهما ، ويصعب عليا حالهما ، كنت صغير بالنسبة لهما ولم ذلك يسمح لى بالتدخل للاصلاح بينهما .

لقد مات احد الأخوين واستمرت القضايا والمشاكل بين الاخ وورثة اخيه ، بل وتقطعت الخيوط تماما ، حتى ان زوجة اخيه ماتت ولم يدرى بها احدا وهما فى نفس البيت .

كانت لدى حيرة شديدة فى هذا الزمن الباكر من هذه العلاقة المحزنة بين الأخوين ، ربما لم اكن اتصور ان هذا يمكن تكراره معى ولكن بدون قضايا حتى الان .

لا اعتقد ان هذه المشاكل بين الاخوة والأقارب ، موجود فى الغرب لسبب بسيط لانه لاعلاقات عاطفية بينهم ، ( بزينس اذ بيزنس) كما يقولون ، صنعت لك عمل ، المقابل فورا وربما قبلا .

خرجا للعشاء كلا يحاسب لنفسه ، ربما لو زاره فى بيته سيعطيه اجر المبيت، صدقا وليس مبالغة هذا يحدث .

وهكذا لامجال لمقاطعه او قطيعة ، القطيعة قد تحدث واقعيا وبدون مشاكل لعدم انغماس ايا منهما فى علاقات اقتصادية متشابكة مع الاخر .

يقولون هذا امر سيىء فى الغرب ، ربما ولكنه افضل من اضاعة باقى العمر فى الشرق ، فى خلافات كان يمكن تجنبها بقليل من الحكمة وكثير من النفعية وحساب الامور .

بعد ان انتهيت من كتابة مقالى ، قرات عرضا مقال للدكتور محمد عرنوس يدعم تماما فكرة ان المبالغة فى العلاقات والعشم الزائد سبب اساسى فى تدمير العلاقات.

يقول الدكتور محمد عرنوس : المبالغة فى العلاقات تقتل الواقعية فيها بحيث تحول العلاقة من شكلها الطبيعى والواقعى الى شكل درامى واحيانا يكون خياليا ..

فتبدا العلاقة فى الدخول الى خيط متشابك يصعب اصلاحه ...... المبالغة تأتى دائما برفع مستوى التوقعات لطرفى العلاقة فتصبح الطلبات الخيالية والمثالية أمر مفروض وأساسى لاستمرار هذه العلاقة فى هذا الطريق .

وهكذا تحولت اشكال العلاقات فى مخيلتنا الى أسطورة خيالية لن تتحقق رغم محاولاتنا , وحين نفشل فى تحقيق هذا المستحيل نتذمر من الطرف الاخر وندعى اننا نعيش علاقات سامة .

والحقيقة ان افكارنا وتوقعاتنا هى التى تحولت الى افكار وخيالات سامة . فوصلنا الى مرحلة اننا لن نرضى حتى نرضى ...؛

لنحترم واقعية العلاقات .. لنحترم ان لكل شيىء سقف. ... لنحترم الحدود ... لنحترم فكرة العلاقات الغير مثالية .... لنحترم الواقع الذى نعيش فيه

وهو أننا لن نعيش المثالية مهما حاولنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة