الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة ماهن تنموي تزود بالمنهج العلمي والدراية ليبذل حياته في مقاومة أهوال تخلف التنمية بجنوب شرق المغرب

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

2023 / 6 / 22
سيرة ذاتية


احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بورزازات بجنوب شرق المغرب محفلا تأبينيا لمضي أربعين يوما على وفاة أحد أعلام التنمية الماهن الجمعوي والحقوقي الدكتور لكبير أحجو، ولأن المحفل زاخر بالمواقف الإيجابية الشهادات، التعريف بسيرة رجل يحسن الاقتداء بنهج في الآداء التنموي بوسط يتخبط في أهوال التخلف حسُن اقتباس شهادة زميله وصديقه الأستاذ مدني منتصر لأنها خالية من الشوائب. نودي على الأستاذ مدني ليشهد بصفته الشخصية ولينوب على أساتذة الجغرافيا، جغرافيا الأرياف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير حيث كان يدرس الفقيد. وإنها لخسارة حاقت بجغرافيا الأرياف بالمغرب يوم فقدت أحد مدعميها بكرة يوم السبت 06 من شهر مايو (آيار) من العام الجاري. ولما نودي على الأستاذ مدني منتصر أحس بالارتباك، وعبر عنه بالقول: «لا أخفيكم سرا أنني أجد نفسي في هذه الطروف العصيبة مرتبكا»، لا أخفي عليكم أني «لا أعرف من أين سأبدأ وإلى أين سأنتهي إن أردت تقديم شهادتي أمامكم في حق الفقيد العزيز لكبير أحجو»، لماذا؟ «لأن السي لكبير جمعتني معه صداقة دامت أمدا بعيدا وارتقت إلى مستوى الأخوة بيننا وبين أسرتينا، أمدا يداني خمسين سنة، أي منذ سنة 1971. سأحدثكم عن ماذا في هذه الشهادة؟ فهل عن فترة الدراسة؟ ليكن الحديث في البدء عن تلك الفترة: إنه رفيقي في القسم، جمعتني به الدراسة برحاب ثانوية ولي العهد بورزازات في بداية السبعينيات. وكنا أول فوج في تخصص الآداب العصرية لمن أريد له أن يتم دراسته الثانوية بمدينة ورزازات»، ويجتاز امتحان الباكالوريا «بثانوية محمد الخامس بمراكش، حيث يوجد مركز الامتحان».
وهل سأحدثكم عن الفترة الجامعية؟ نعم، «فبعد حصولنا على شهادة الباكالوريا، وقع اختيارنا على شعبة التاريخ والجغرافيا بجامعة محمد الخامس بالرباط». اتجهنا نحو للتسجيل في تلك الشعبة، ثم استقر رأينا على اختيار الجغرافيا، بما هي تخصص فرعي «بعد سنتين من التكوين الجامعي العام»، ولما حالفنا النجاح وحصلنا على الإجازة في مادة الجغرافيا، سافرنا إلى فرنسا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي لغاية متابعة الدراسة، فكان تسجيلنا لغاية الحصول على دبلوم الدراسات المعمقة (Diplôme des études approfondies)، باللغة الفرنسية. «هنالك اختلفنا في الاختيار، فبينما اختار الفقيد لكبير أحجو متابعة دراسته بجامعة بول فاليري بمدينة مونبوليي (Université Paul – Valery à Monpellier)، اتجهت إلى معهد الجغرافيا بجامعة إيكس مارسيليا الثانية بإيكس اونبروفونس Université Aix Marseille Ⅱ – Aix en Provence). و«خلال هذه الفترة من الحياة الطلابية، كنا نتبادل الزيارات الحبية في إطار علاقة الصداقة الخاصة، التي كانت تربطنا، وكنا أيضا نتبادل المراجع والوثائق، ونعمل سويا على مواضيع التكوين والبحث في ميدان العلوم الإنسانية بصفة عامة، خاصة وقد وقع، نحن الاثنين على التخصص في جغرافيا الأرياف. وهنا أود التركيز على هذا الاختيار، إذ لم يكن عن طريق الصدفة، بل أملته علينا أصولنا وجذورنا الجغرافية»، فنحن أبناء الواحة بجنوب شرق المغرب، المغرب العميق. وإن «غايتنا المساهمة في دراسته وتنميته، مع التركيز على المجالات الهامشية».
«وهل سأحدثكم عن فترة العمل؟ شاء القدر أن نلتقي مجددا. وكلنا ابتغى العودة إلى المغرب، أرض الوطن. وصادفت تلك العودة افتتاح أبواب جامعة ابن زهر بأكادير في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي.... وخلال هذه الفترة من حياتنا، اجتمعنا لنعمل بسمتنا أستاذين جامعيين، واستقر رأينا أن نشتغل مع مجموعة من الأساتذة في شعبة الجغرافيا. وأنشأنا فريقا انقطع للبحث والاهتمام بالجغرافيا التطبيقية.
طموحنا يميل ليستقر على العزم لجعل هذا التخصص علما حقيقيا يضع الإنسان في صلب في صلب اهتمام الجغرافيين بعيدا عن الشوفينية التخصصية الدقيقة، والتي طالما جذذت الجغرافيين إلى ملل ونحل، وأفرزت اللامبالاة، فترى هذه الملة لا تكترث بتلك النحلة والعكس صحيح».
وبعد الدراسة والعمل، فهل سأحدثكم «عن الرجل ذي الثقافة الواسعة، والعلم الوافر، والمتعدد الأبعاد. كان له دور كبير وفعال، وكسب أفعالا قوية في تجسيد انفتاح الجامعة بالملموس على محيطها الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا الصدد سخر الفقيد كل ما راكمه من درايات، ومهارات واسعة ومعارف»، ولما لا؟ فهو «ابن نشأ وترعرع داخل أسرة فلاحية، وباحث في جغرافيا الأرياف». ضرب في الأرض وطاف وجال ودرى «الآفاق الوطنية والأجنبية وخاض تجارب يكاد مداها أن يتمثل أنه لا نهائي». إنه إنسان «منفتح، مرن، يتواصل بسهولة مع الآخرين، ونسج علاقات متعددة، رحابها فاقت المحلي إلى الوطني وإلى الدولي، وفاقت تخصصه الجغرافيا لتغشى كل التخصصات العلمية أن كانت ذات صلة بالتنمية الترابية». ذاك هو مجمل ما سمح به الحيز الزماني لشهادة الفاضل المدني منتصر بالمدرج الحامل نعته حرف (S) بالكلية المتعددة التخصصات بمدينة ورزازات حيث نظم محفل تأبين الفقيد لكبير أحجو مساء يوم السبت 17 من شهر يونيو(حزيران) من العام 2023. وقبل أن أختم المقال أحبي أن أحيي الأستاذ مدني منتصر على إتحافنا بهذه الشهادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟