الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة المصرية صحافة الجاهلية

جورج المصري

2006 / 11 / 1
الصحافة والاعلام


تحت عنوان " الحوادث " في جريدة حكومية مصرية أثار دهشتي بل هالني ما قرأت، ليس من هول الحوادث أو لان إخبار الحوادث كانت بشعة ولكن لوضوح الظلم الاجتماعي و تخلف الدولة و أسلوب الكيل بمكيالين و أن الضعيف لا يوجد له نصير في دولة فسدت فيها الذمم.

وهنا عزيزي القارئ قارنت بين خبرين. الخبر الأول هو اختلاس أحد علية القوم لمبلغ عشرة ملايين دولار من بنك استثماري شراكة مع بنك من البنوك الوطنية وجاء الخبر مبهم لا يوجد به أسم المختلس أو المدير المتهم بمساعدة المختلسين. وأخفي المحرر أسم البنك و الفرع ولكنه ذكر انه احد البنوك الاستثمارية التي يقع مركز البنك الرئيسي في شارع كورنيش النيل بعد منطقة بولاق أبو العلا. ووضح أن الجريدة الرسمية ناشرة الخبر تحاشت إغضاب علية القوم وقامت بعدم نشر أسماء المتطورين في الاختلاس.

و الخبر الثاني في نفس الصفحة عن طالبة بالصف الثالث الإعدادي ضبطت تغش وذكر الخبر اسمها الرباعي وليس الثلاثي فحسب بل اسم المدرسة و الفصل الدراسي و اللجنة ورئيسها و المادة التي ضبطت فيه التلميذة متلبسة بالغش و المدينة و الشارع التي تقع فيه هذه المدرسة. لم تراعي الجريدة أنها طفلة قاصر ولم تراعي التدمير المعنوي و الأدبي للطفلة ولأهلها ولم تراعي أنها تعد السابقة الأولي لهذه الطفلة. دمرت الصحفية إنسانه أخطئت وقد يكون سبب خطئها أن الدولة لم تقدم لها الفرصة الكافية للتعليم و التحصيل بسبب كثافة الفصول ولانعدام الكفاءات التعليمية أو لعدم استطاعة التلميذة أن تأخذ حظها من الدروس الخصوصية باهظة الثمن أو إلي آخرة من العوامل التي تجعل طالب يخاطر بسمعته و يضبط وهو يغش.

أين وزارة الطفل أين هؤلاء الذين يدعون أنهم يحافظون علي الناشئ وعلي مظهر مصر الحضاري. قد تتسأل عزيزي القارئ متي كانت هذه الواقعة وأي جريدة نشرت هذا الخبر اللعين عديم التحضر عديم الرحمة ولماذا انتظرت إلي ألان لكي افتح هذا الموضوع.
السبب الحقيقي هو أنني لم ارغب أن أقع في نفس الفعل الغبي بل المشين و لأنني لو ذكرت لحضارتكم اسم الجريدة و التاريخ و الصفحة، كأنني أشارك في الجريمة واشهر بالتلميذة وأهلها وكأنني الدبة التي قتلت صاحبها. هذه المقالة أوجهها إلي نقابة الصحفيين و إلي كل الصحفيين الشرفاء في مصر و العالم العربي.
أطلب منكم أن لا تزيدوا من الظلم أطنان من الغباء وان تشهروا بالأطفال علي صفحات الجرائد لمجرد حشو أبواب تافهة تخاطب فضول بعض القراء. كأنكم تنشرون الفضائح رسميا علي الملأ وانتم سعداء بل تتقاضون أجر علي هذا القتل العلني. تتسترون علي فضائح الكبار من إعمال سرقة وفساد خوفا منهم وتشهرون السكين في وجه الأطفال.

أن الميثاق العالمي لحماية الحدث و الذي وقعت بالطبع علية مصر يحتم عليكم أن تحترموا خصوصية الأطفال وأهاليهم. لقد حرمت اتفاقية حماية الإحداث العالمية من نشر أسماء الأطفال دون سن الثامنة عشر وحرمت حتى نشر أسماء أبويهم أن كانوا متورطين في أي جرائم أخلاقية أو جرائم تمس الشرف لما فيه من تأثير سلبي علي مستقبل هؤلاء الأطفال الأبرياء.

أرجو أن تأخذ نقابة الصحفيين المصرية قرارها بشطب أي صحفي ينشر تفاصيل تمس مستقبل طفل أو حدث. لقد كان أولي بهذه الجريدة أن تنشر اسم مختلس العشرة ملايين دولار بدلا من نشر أسم طفلة غشت سؤال خيبان في مادة ما ؟

انتم تتسترون علي غش الحكومة المصرية للشعب المصري يوميا لأنكم جبناء وتستأسدون علي طفلة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توتر غير مسبوق في العلاقات الروسية الفرنسية على خلفية حرب أو


.. الرئيس الجزائري يجتمع مع قادة الأحزاب قبل أشهر قليلة من الان




.. ما الاستراتيجيات التي تتبعها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال


.. ما طائرة -أكنجي- التركية التي استعانت بها إيران في حادثة سقو




.. -فلسطين ستعيش للأبد- .. طلاب يابانيون يطالبون بقطع العلاقات