الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( لماذا تراجع دور اقليم كوردستان في العراق )

يوسف شواني
شاعر ومترجم

(Yousif Shwany)

2023 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كان اقليم كوردستان في السابق ولسنوات عديدة مصدر القرارات المهمة في العراق الفدرالي لكن مؤخرا تراجع دوره بشكل واضح وتقلصت صلاحياته رويدا رويدا نتيجة اسباب كثيرة نود ان نوضح بعض منها بحيادية تامة وهذه الاسباب داخلية تخص الاقليم نفسه ولاشك ان هناك اسباب اخرى ايضا لا علاقة لها بالاقليم لسنا بصدد الحديث عنها حاليا :

1. تفضيل المكتسبات والمصالح الحزبية على المكتسبات والمصالح الوطنية فضلا عن تشتت القرارات الداخلية في الاقليم نتيجة اختلافات شاسعة في الراي بين الاحزاب السياسية وتشبث البعض منها ببعض القرارات الوطنية مقابل اعتراض الاخر خوفا من النتائج الانتخابية و تسبب ذلك في احداث شرخ في الادارة الموحدة للاقليم وخلق ادارتين ضمنا امام انظار العالم بوجود تحريض وحث داخلي وخارجي واقليمي على ترسيخها بمساعدة بعض القيادات الكردية غير الوطنية المنضوية تحت هيمنة شخصيات اخرى ..

2. فشل السياسة النفطية في الاقليم نسبيا رغم التعاقدات الكثيرة و جذب الشركات الاجنبية وخلق فرص عمل كبيرة الا ان النتيجة المخيبة للامال هي الديون المتراكمة على الاقليم والتي تصل الى عدة مليارات دولار بعد سنوات من مبيعات النفط اليومية والتي قد تعوض بعد عدة سنوات اخرى وهذه هي فلسفة الاستثمار دون شك ولكن كان بالامكان افضل مما كان و الخروج بنتائج افضل لو كانت هناك سياسة نفطية اكثر حكمة في التعاقدات والمبيعات ..

3. التعينات العشوائية في المؤسسات الحكومية في الاقليم والتي هي اقرب الى مؤسسات حزبية لذلك تعرضت الى ترهل كبير نتيجة الصراعات الحزبية في كوردستان على حساب الشعب حتى وصل الامر الى عجز حكومة الاقليم من دفع الرواتب بشكل منتظم و كامل على مدى سنوات وهو ماسمي بالادخار الاجباري فضلا عن توقف الاستحقاقات الاخرى كالعلاوة والترفيع والمكافاة وهذا يعني ان الادارة المالية غير سليمة ..

4. عدم وجود مراكز للدراسات الاستراتيجية في الاقليم مفعلة ومدعومة من الحكومة تدار من شخصيات ذو فكر نيّر لديها رؤية ثاقبة بعيدة المدى تستطيع قراءة الواقع السياسي في العراق و المؤسسات الموجودة لهذا الغرض في الاقليم جميعا ذو صبغة حزبية واضحة ويديرها شخصيات لا تملك المواصفات المطلوبة بل عقليات عقيمة لا تولد اي نتائج على ارض الواقع ولا تستطيع تقديم بحوث و تقارير دورية تخطط لمستقبل اقتصادي و سياسي مشرق ..

5. اختيار شخصيات كردية غير مناسبة في بغداد في الغالب سواء من البرلمانيين ام من الوزراء والوكلاء و المدراء العاميين وكذلك الوفود المفاوضة والتي دائما ما تخرج بنتائج اقل من الاستحقاقات القومية والوطنية وكان الاجدر من الاقليم الاهتمام الكبير بترشيح شخصيات رفيعة واكاديمية من كل الاختصاصات لتبوء المناصب في بغداد من اجل المحافظة على العلاقات الودية بينها و حل المشاكل وفق الدستور و القوانين الراعية بعيدا عن التشنجات السياسية غير المبررة و التي تسبب خسائر اقتصادية و سياسية لكل الاطراف..

6. استمرار وجود الفساد السياسي و الاداري والمالي في عموم كوردستان ايضا كما هي الحال في العراق وهو سبب اخر لتراجع دور الاقليم الذي كان يفترض به اكثر حكمة كونه بحاجة الى تنظيم نفسه و تقوية علاقاته لنيل حقوقه الدستورية كاملة بعيدا عن بعض الخلافات التي قد تكون مصطنعة ومقصودة احيانا من اجل تمرير صفقات جانبية اخرى وهناك الكثير من الخفايا بهذا الصدد لا يمكن الخوض فيها بالتفصيل ..

7. عدم الاهتمام بالاعلام وتوجيه شخصيات وطنية كردية معتدلة من اجل مجاراة الاعلام العربي الذي يحاول تشويه الحقائق في الكثير من الاحيان لمآرب حزبية ضيقة وتسبب ذلك في احداث شرخ مجتمعي كبير ستكون له عواقب وخيمة على البلاد في المدى البعيد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار