الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المياه الوجه الآخر للصراعات العسكرية والنزاعات الإقليمية.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قد تشكل الصراعات العسكرية بين الدول او على المستوى الوطني الوجه الظاهر فقط للمعادلات الجيوسياسية في العالم المليئ بالاضطرابات السياسية والإقتصادية، غير أن هناك وجها آخر للصراعات الإقليمية يدور رحاها في الخفاء، وتبرز كحروب ولكن بمسميات أخرى ولكن محورها هو " المياه" .
حروب المياه مصطلح انتشر في القرن الماضي، ولكن لماذا يهيمن خطاب "حروب المياه" على العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام العالمية ، لا سيما عند تغطية أخبار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدورها تتناقل الصحافة العربية هذه الأخبار ، وتوصفها بالمناطق التي كثيراً ما تُعد الأكثرعرضة لحروب المياه. ولكن لماذا لا تشير وسائل الإعلام العالمية الى الحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا بأنها حرب مياه، لو نعود بالتاريخ قليلاُ والى زمن الإتحاد السوفياتي لنعرف أهم أسباب هذا الحرب، وتحديدا في العام 1944 حين قامت الحكومة السوفيتية آنذاك بتهجير 200 ألف من تتار القرم بتهمة مساندة الجيش النازي ، وقام المهندسون السوفيت بشق قناة مائية بطول 400 كيلومتر تتفرع من نهر دنيبرو الذي يعدُ رابع اكبر أنهار اوروبا لتوفير المياة لشبه جزيرة القرم لغرض استصلاح الاراضي وتوطين السوفييت فيها بعد إجلاء التتار (السكان الاصليين) منها، وتحويلها الى سلة غذاء البحر الأسود وبعد نجاح انتاح الحبوب والفواكة وفرت قناة شمال القرم المائية شريان الحياة لهذه الأرض. ولكن في سنة 2014 تغير الوضع مع ضم شبة جزيرة القرم إلى الإتحاد الروسي، فقامت أوكرانيا بإنشاء السدود وقطعت تدفق امدادت المياه في قناة شمال القرم المائية وجفت القناة المائية، ما أدى الى حصول نقص حاد في مياه الشرب ومياه الري وتضرر حوالي 2.5 مليون من سكان الإقليم مما أدى تقليل حصة الفرد من المياة واصبحت دون المعايير الدولية التي تبلغ 1000 متر مكعب وضمن نطاق الفقر المائي وبعد تهديدات من قبل الجانب الروسي وتعنت من الجانب الأوكراني فاجأ الروس العالم بالعلميات العسكرية في أوكرانيا،في شباط 2023 وكان اول ما قاموا به تأمين منبع قناة مياه شمال القرم ونسف السدود التي بناها الأوكرانيين وتامين تدفق المياه الى شبه جزيرة القرم، لكن لماذا لا تشير وسائل الإعلام العالمية لهذه الوقائع ويُخفون الأسباب للنزاعات ولإندلاع الحروب بسبب المياه ولكن يبحثون عن مسميات أخرى.! ، أو يُصرف الانتباه عن أوجه عدم المساواة الحالية في المياه. كيف يمكن تحديد التحديات الحقيقية الحالية والمستقبلية التي تواجهها الدول المتشاطئة لإمكانية الوصول إلى المياه العذبة، بشكل عادل ومنصف وكيف يُمكن تفهم هذه الحالات والاستجابة لها على نحو أفضل؟ وكيف يمكن أن يؤدي أيضاً التفكير في إيجاد حلول لمشاكل المياه إلى ممارسات أكثر استدامةً وإنصافا.ً؟
ولكن مع تسبب تغير المناخ والتلوث في زيادة إجهاد إمدادات المياه العذبة، فقد يبدو النزاع داخل الحدود الوطنية وعبرها أمراً حتمياً. وفي المقابل تبدو المياه أهم أداة للسلام وخاصة عند التعاون بين الدول المتشاطئة والتي تشترك في أحواض الأنهار العابرة للحدود الدولية في مجال تنظيم تدفقات مياه هذه الانهار ،
حيث تتمثل مصادر المياه كإحدى أهم الرسائل الرئيسية للحكومات كونهم المسوؤلين عن وضع الإستراتيجيات والسياسات بإعطاء الأولوية للمياه لضمان استخدامها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد والبيئة. وضرورة اتخاذ إجراءات سياسية رفيعة المستوى لمواءمة التكاليف المالية والاجتماعية لاستخدامات المياه على جمبع الأصعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث