الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة شهادات على سياج الضمير حمدي الكحلوت

رائد الحواري

2023 / 6 / 23
الادب والفن


المجموعة مكونة من تسع عشرة قصة، تتراوح مواضيعها بين الوطني والاجتماعي، والسرد القصصي جاء من خلال أنا السارد/القاص، والسارد/القاص العليم، وبخصوص حجم القصص يتراوح ما بين الخمس صفحات إلى السبع صفحات باستثناء بعض القصص جاءت تتجاوز هذا العدد ألاول تقل عنه، وهذا ما يجعلها من القصص الكلاسيكية التي حافظت على حجم القصة ومكوناتها الفنية، وكذلك نجدها تحافظ على الطرح الطبقي الذي ينحاز للفقراء والكادحين، من هنا يمكننا اعتبار هذه المجموعة أفضل ما يمثل القصص التي تهتم بالمضمون وتحافظ على الفنية القصصية.
بداية ننوه إلى ما جاء في مقدمة المجموعة التي تنتمي لأب الأرض المحتلة، من هنا نجد مجموعة من القصص تتحدث عن مقاومة الاحتلال وعن العمليات الفدائية التي كانت تجري، من هنا نجد العديد من القصص تتحدث عن هذا الأمر مثل قصة "الحصاد" التي تتحدث عن الفلاح الذي يخفي سلاحه في الأرض التي يعمل بها مزارعا، فيها يبين القاص الطريقة التي عامل بها المحتل الفلسطيني: "عرافيم، وكل عربي أما "مخرب" أو مساعد "لمخرب" وليدفع الجميع الثمن" ص112، ثم يأخذنا إلى إجراءات الاحتلال على الأرض والتي تتمثل في "ممنوع التجوال، حتى إشعار آخر، من يخرج من بيته تطلق عليه النار فورا، جميع الرجال حتى سن الستين يخرجون إلى ساحة المدرسة.. وبعد يومين من التعذيب الجماعي لا بد من كبش فداء يزين صدر النشر الإخبارية" ص113، هذه الأفعال بالتأكيد سيكون لها تبعيات، فمن يتعرضون لهذا الإذلال لا بد أن يقاوموا ويواجهوا المحتل، من هنا كان العمل الفدائي هو الوسيلة للرد على المحتل:
"المكان مطوق.. الانسحاب إلى نقطة (ه)... الساعة عشرون .. الشكل مزارع...تحت شجرة زيتون كبيرة كانت الحفرة كافية لإخفاء كل شيء... في يمناه كانت الفأس تلوح الآن... وفي اليد اليسرى كان يقبض على أعشاب برية نضرة... ومن فمه تعالت صيحات غاضبة تطال من الجنود المتقدمين في الحقل ألا يدوسوا الزرع بأقدامهم فقد حفت يده من البرد طوال الليل وهو يحضر الأرض لحصاد يوم جديد" ص144و115، اللافت في هذه القصة أنها تجمع ما بين الواقعية والرمزية، فهي تعطي القارئ الحالتين معا، وهذه الفنية هي من منحت القصة لمسة جمالية، إضافة إلى مضمونها التقدمي/الوطني المقاوم، وبهذا يكون القاص قد ربط بين المضمون المقاوم وفنية الشكل الأدبي.
وعن معاناة الفلسطيني في السفر والتنقل يتحدث في قصة "طقوس للحب عبر الأبواب الحزينة" عن ممارسة الاحتلال وتضيقه على المسافر دون مراعاة لأي حقوق وطنية أو إنسانية: "بل من هذا الأرض التي تدوسها بحذاء أمريكي وتقف على أبوابها حارسا تحدد لي ساعات زيارتها" ص18، هذه البداية، فهناك غريب/ محتل موجود بإدارة غربية أمريكية تنغص على الناس حياتهم ويحدد لهم زيارة وطنهم، بيتهم، أرضهم.
وعن الإجراءات والإذلال يقول: "ثمن العبور كبير... تدخل حافيا عاريا... من باب كتب عليه "إيها المواطن الكريم" وتخرج من باب الأحذية المعادة، الجسد تطوف به حمى من نوع آخر" ص19، وعن الفحص الأمني والتحقيق يقول: "لمن هذه الصورة؟.. هذا الرقم.. أعطنا الكتب.. كل شيء يجب أن يفحص... لا شيء يهم إلا الأمن" ص20، هذا حال الفلسطيني على نقاط العبور والخروج، منذ أن وجد الاحتلال وحتى كتابة هذه المداخلة.
هذا على صعيد إجراءات الاحتلال والعمل الفدائي، لكن هناك قصص اجتماعية تتحدث عن هموم الناس الفقراء وكيف أن ضيق الحال يحرمهم ممن يحبون/ يرغبون/ يريدون، في قصة "الوصية" يتناول القاص قصة حب تنشأ بين "سعيد" الفقير وفتاة، لكن والدها يرفض تزويجه بها لضيق الحال: "شاب في العقد الثالث.. لا يملك في الدنيا سوى راتب متواضع وبيت قديم" ص108، ورغم رفض والدها يبقى متعلقا بها، إلى أن يتوفى، وهنا يشعر "سعيد" أن الأبواب فتحت أمامه، لكن يفاجأ بهذا الأمر: "فقد كانت آخر كلمات والدها قبل أن يموت هي أن تكون زوجة لصديقه التاجر الحاج عبد الرحمن وقد أعطاه وعدا بذلك وليس لنا مفر من قبل تلك الوصية وتنفيذها...وأما .. أنت ف... ولم ينتظر سعيد بقية الحديث فقد أحس بدوار ولم يفق إلا وهو يضرب في الشارع على غير هدى" ص110و111، نلاحظ أن القاص لا يدخل في التفاصيل، مكتفيا بإعطاء إشارات للقارئ، وهذا ينم عن احترامه لعقلية المتلقي الذي سيصل إلى المضمون بعد أن يتوقف عند مجرى الأحداث.
المجموعة صادرة عن دار الشرق، عمان، الأردن، الطبعة الأولى عام 1984.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو