الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية اللاارضوية والشيوعية البريمريه؟/ ملحق أ

عبدالامير الركابي

2023 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن لاحد ان يتخيل مسالتين متداخلتين، الاولى درجه ومستوى الانحطاط الذي تردى له مايسمى الحزب الشيوعي العراقي سياسيا وفكريا، والثانيه مستوى المواكبه التقييمية لموقع ومكانة الحزب المذكور حتى من قبل اولئك الذين هم بموقع معارضته، او الذين ذهبوا وبادوا للاستقلال عنه، واقاموا تنظيماتهم المستقلة باسماء مختلفه "شيوعيه"، هذا ومايزال ثمة سؤال، من اغرب الغرابات انه لم يطرح في بلد مثل العراق مفاده " كيف يمكن لحزب شيوعي ان يقف الى جانب غزو اجنبي، بالذات امريكي، لابل ويدخل ضمن الترتيبات الاحتلالية الاولى التاسيسية التي وضعها الحاكم الاحتلالي للاوضاع، نتاج الغزو التندميري الافنائي" وهل يمكن او يعد مما يناقش، القول بان الامر يتعلق بنوع الحكم الذي دمر الامريكيون الكيانيه العراقية بحجة تصفيته، علما بان مايسمى الحزب الشيوعي، كان حليفا للحكم المومى اليه، وانه لم يخرج من التحالف معه من تلقاء ذاته او رغبه منه، بل طرد واجبر اجبارا وبالقوة على ذلك.
هذا جانب اساس يتبعه ضلوع حزب الطبقة العاملة في التعايش مع الوضع المحاصصاتي الطائفي والطائفو قراطي، وتبريره له باسم الاصلاح لحال لايصلح تكوينا، وهو مادون دوله مرتكزه سلطة حثالة ريعية، نهابة بلا قوانين ولا اي مرتكزات دولوية، ناهيك عن وجهة التدمير الكلي للاليات الانتاجية، والانتاجية صفر، وحكم المليشيات، وكل هذا والحزب الذي نتحدث عنه يفترض ان لايكون له اي علاقة به، مما يجعل وجودة ضمنه، وممارسته السياسية والبرلمانيه داخله، انتماء له، وقبولا بمقتضياته، لان الحزب المذكور لافاعلية له ولااثر، ولايمكنه الا ان يخضع للقائم من قبل غيره، هذا اذا لم نتذكر بان الحزب مدار الانتباه والتناول، متحالف مع حركة يقودها رجل دين ربما تامينا للحماية وضمان الاستمرارية.
فهل يوجد او سبق ان وجد في اي مكان، وعلى مدى تاريخ تجربة الماركسية والماركسية اللينينيه، تصرف شبيه بما ذكرنا، وايه مقاييس او اسس تعريف وحكم، يمكن ان تستعمل في تعريف هذا الكيان العجيب، صاحب ربما النظرية الجديده، او الاضافة المبتكرة العبقرية للماركسية اللينينيه، تضاف بموجبه عبارة الاحتلالية، لنصير امام ظاهرة اسمها "الماركسية اللينينيه الاحتلالية"، يمكن ان تنسب للمدعو حميد مجيد، لان المواطن الفرنسي الذي جاء بعده وحل مكانه، ليس هو مبتكر الاضافة العظيمه اللاحقة على انهيار تجربة الاتحاد السوفياتي، والمعسكر الاشتراكي.
ولسنا في وضع يؤهلنا لتحليل بنية وتكوين التيار المنوه عنه، بما انه عجيبه من عجائب الزمن ، الا ان البعض يقول بان هذا التيار يجيز التعايش مع الاشتراطات الاحتلالية، واحراز الاجازه العلنيه، معتمدا على وزنه باعتباره " قوة علمانيه"، الاحتلال بحاجه لها، ويهمه وجودها واقامة قنوات التعاون معها، عن طريق السفارة الاحتلالية، ومن ذلك حتى تنظيم الاحتجاجات والوقفات، او التصريحات والمواقف المضادة لمظاهر الفساد المستشري ككينونه وبنية حكم، وهو مامن البين حاجة الاحتلال له الجديه، وهذا يعد ركنا اساسيا من اركان وجود حزبنا الثوري الطبقي، والا لما سمحت المليشيات التابعه للخارج للحزب المشار اليه بالبقاءيوما واحدا، بالاخص بصفته العلنية وقد صار امامنا مثال اليوم، وبعد هبة الاول من تشرين الكبرى 2019 وكيف جرى التعامل معها من قبل الحثالات التاريخية المسلحه، الامر الذي يعطينا صورة جليه عن موقع ومكان حزب الثورة "اللابد" بين تضاعيف الاحتلال والطائفو قراطية.
لاشك ان من هم بموقع ادارة التنظيم المنوه عنه، ليسوا اشخاصا عاديين بما يستدعي البحث عن اصولهم، ومواضع انحدارهم مكانيا وتاريخيا، فمثل هذا الفراز المتصل بالشيوعيه العراقية حري بالتحرى، الامر الذي يتطلب عودة الى اشتراطات الانبثاق والمنشا بضوء طبيعة المكان، وهنا تبرز امامنا اهم واخطر قضية مغفله في تاريخ العراق المعروف ب "الحديث"، المقام على جريمه كبرى مفهومية معرفية وواقعية تاريخيه كبرى، ارتكبها الغرب بحق موضع حضاري وتاريخي يمكن ان يكون منطويا على الحقيقة الكبرى الوجودية المجتمعية البشرية على مستوى المعمورة.
وبما ان الغرب وبحسب مايدعي، وماهو معتبر القمة المعرفية والنموذجية التاريخيه، فلقد كان من المتوخى ان تصدر عنه مبادرة بخصوص العراق وارض سومر وبابل البدئية التاسيسية، من قبيل الوقفه المختلفة عن تلك التي ذهبت باعتباط الى الاجمال، وافترضت لهذا الموضع كيانيه بعينها، لااساس لها ولا وجود في التاريخ، تلك التي عاصمتها بغداد، ومشكلة من ثلاث ولايات هي بغداد، والموصل، والبصرة، و كأن الامر متعلق برسم خريطة على الورق، وليس في قلب التاريخ، في مكان هو الاطول تاريخيا، والاكثر حضورا في التاريخ المجتمعي البشري، ماقد ادى الى وضع العراق ملحقا بما ليس بعراق، وماهو مضاد ومعاكس للعراق.
والاهم هو غفلة العقل العراقي وقتها، وكساحه الذي حال بينه وبين ان يبادر للقول بان " العراق هو ارض السواد"، وان البرانيه العليا ليست العراق، ولاتمت لديناميات تاريخه بصلة، وانه اليوم مجال وحيز مضاد للعراق الناشيء، المتشكل من القرن السادس عشر، بمحطتيه القبلية، والانتظارية النجفية، بازاء ومقابل الاطار البراني الاعلى، ومركزه العاصمة الامبراطورية المنهارة، والمتبقية من الدورة الثانيه التاريخيه، تتعاقب عليها السلالات والحكومات من ايام هولاكو الى العثمانيين، وهي منطقة لاتمت باية صله للعراق التاريخي، ولابالياته واشتراطات تشكله البنيوي، سواء منها السومرية البابلية الابراهيمه الاولى، او الكوفية البصرية الثانيه، وافرازها البغدادي، حيث التشكل الامبراطوري الكوني التاريخي تقابله الى الشمال كيانيه احادية، من نمط اخر مختلف تماما مقارنه بالبنية العراقية الجنوبية الازدواجية الاصطراعية، المحكومة لقانون الدورات والانقطاعات.
ولم يقم الادماج الاعتباطي الغربي لعراق، وجد مفبركا اليوم مكانيا، او على مستوى المساحة الجغرافية، فالجريمه الغربيه المشار اليها نوعية بالدرجة الاساس، فالجاري هنا هو اسباغ الخاصية الاحادية المتطابقه مع بنية النموذجية الكيانيه الغربية، مع افتراض اكتمال التشكل المجتمعي "البرجوازي"، ووحدته وصولا لمركزيته، الامر المخالف كليا لنوع نمطية التكوين المابين نهريني، الازدواجي اللاارضوي الارضوي، التصارعي المتحد غير الموحد، مافوق الكياني، والمتعدي للكيانيه المحلوية.
ولم يكن الغرب والاحتلال البريطاني للعراق هو من اكتشف حالة الالحاقية البرانيه للعراق المتشكل، المنبعث في دورة ثالثة، فهو بالاحرى كرس حالة كانت قائمه كعناصر واقعية سبقت حضوره، جاء هو ليبادر الى تاطيرها، ومنحها عناصر تكريس وتعزيز ماكانت تتوفر عليها في الفترة الممتدة من 1258 مع دخول هولاكو الى بغداد حتى عام 1917 يوم دخول القوات البريطانيه اليها، واعلان "تحريرها لااحتلالها" بحسب بيان المحتلين، وهكذا وجدت بحسب القياس على نموذج كيانيه عراقية، من المفترض انها محكومة لاليات تشكل "وطني" هو صورة الغرب الافتراضية، المرتهنه للغرب وسوقه الراسمالي العالمي، كما قد قرر الضابط ويرلند، وهكذا تغلبت الافتراضية البرانيه المدعمة بالنموذج الحي المتغلب عالميا، على فعل الاليات الوطنيه الذاتيه، الفاعلة منذ القرن السادس، فالغيت، بالاخص لان ابناء المكان قبلوا الافتراضية الغربية المجافية لابسط قواعد العلم والمعرفة المدعاة.
من يومها وبالتوازي والمواكبه الضرورية اللازمه، وجدت ظاهرة العقل العراقي الكسيح بملامحة الايديلوجية والحزبيه، ومنظورة الافتراضي الابعد عن الحقيقة الذاتيه الوطنية مع ادعاء الوطنيه الزائفة، ماكان يتولد عنه كما هو متوقع، ايقاع ونوع تمظهرات افتراضية ايديلوجيه تاسيسا وممارسة، هي حالة انفصام محكومة لفعل الواقع والياته المضمرة، غير المؤشر عليها، فكانت البرانيه العليا تقابلها الانبعاثية الاستبدالية التشكلية السفلى، وكل منهما يحور الظواهر الافتراضية بما يتلائم مع موقعه الفعلي، بغض النظر عن ماتراه او تعتقده الافتراضات البرانيه، وهكذا كان يوم وصلت انعكاسات الافكار الحديثة والايديلوجيات لتغدوا حاضرة وفاعله، بعد الاحتلال البريطاني، بخلاف الحالة في مصر وساحل الشام، فالافكار الماركسية والشيوعيه ظهرت في بغداد في العشرينات كصيغة برانيه، متلائمه مع المكان الاعلى، بحسب تكوبنه المفتقر للدينامية، بانتظار ان تصير الشيوعية شيوعيتان شيوعية ارض السواد المحكومة للديناميات الابنعاثية واللاارضوية، وشيوعية " الافندية" بحسب مااطلق عليها " فهد"، وكما هو العراق اليوم منذ انهيار بغداد، ونهاية الدورة التاريخيه العراقية الثانيه، ثنائية تصارعية بين تشكل حديث انبعاثي ثالت، واطار برانيه اعلى، فلقد اتخذت كل مظاهر الفبركة الكيانوية الغربيه، سمات الاصطراعية الواقعية، فحزب الليبراليه كمثال، اي حزب كامل الجادرجي، لم يوجد الا في بغداد، وان ظهرت له امتدادات ضعيفة لاتذكر خارجها ففي اضيق نطاق ممكن، وبلا فعالية، اما البعث فلقد حصل معه كما اسلفنا، ذات ماحصل للحزب الشيوعي، ولم يصبح حزبا ويتاسس فعليا، الا في ارض سومر، التي ارسي فيها حزب اللاااضوية الشيوعي بصيغته الفهدية في ذات مدينه الناصرية، عاصمة المنتفك.
وفي الحالتين طبعا، لا وجود للطبقات والصراع الطبقي، بل افتراضية واشتراطات تغلب نموذجي غربي على مستوى المعموره، سببه الانقلاب الالي، فالعراق موضع الاصطراعية البدئية لا الطبقية، بل المجتمعية اللاارضوية/ الارضوية، وهو محكوم تاريخيا وبنيويا لقانون الدورات والانقطاعات، مع اختلاف وتباين الشروط الناظمه لكل دورة، اولى سومرية بابلية كونية ابراهيمه، وثانية عباسية قرمطية انتظارية، وثالثة هي الدورة الانبعاثية الراهنه المستمرة من القرن السادس عشر، وهي دورة النطقية العظمى، واماطة اللثام عن الكينونه المؤجله المحتجبة على العقل البشري بفعل درجة مامتاح له من مستوى ادراكية، وحدود قدرة على الاحاطة حتى اليوم.
ـ يتبع ـ هل من شيوعية لاأرضوية ثانيه؟/ ملحق ب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة