الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحروب الاغتصابات سلاح قديم متجدد !

ايليا أرومي كوكو

2023 / 6 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


ففي الحروب السودانية ظلت الاغتصابات نوع من الاسلحة الاشد فتكاً ضد المتجتمع و الفئات الضعيفة من النساء و الفتيات .
ما يميز الحرب لسودانية الحالية بكل تداعياتها و فجور العدوات و الخصومات و التشفي وفش الغبائن فيها . انها حرب الاخوة الاصدقاء الذين تحولوا ما بين أمس و ضحاها الي اعداء الداء . وهذا يذكرني بالإخوة كارامازوف في رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي و هي تعني الاخوة الاعداء .
هذه الحرب اللعينة التي يديرها و يقودها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع . و بالاحري هذه الحرب المدمرة للسودان التي يديرها بالرموت كنترول من خلف الكواليس في الميدان رموز النظام السابق من الاخوان مثل كرتي و البرهان شخصياً سوف لا و تبقي و لا تذر . و الجيش السوداني في هذه الحرب هو نفسه ضحية كبري وعبار عن حصان طرواده يمتطيه النظام السابقه تحقيقاً لأجنداته و اطماعه في السلطوية أهم يحالون محاولات مجنون لادارة عقارب الساعة الي الوراء و من ثم الاستيلاء علي السلطة و حكم السودان مجدداً و هذا لعمري مستحيل كالخل و العنقاء . فاللعبة باتت اكثر وضوحاً و مكشوفة و هذه المؤامرة لن تنطلي علي الشعب السوداني الضحية و لا علي العالم .
قوات الدعم السريع هو الوجه الاخر من العملة . أي وجه جيش نظام البشير الذي دمر الجيش السوداني و شوهه وغبشه و محي عقيدته الوطنية علي حساب ايدلوجيته الحزبية الضيقه جداً الاسلاموية . أهمل النظام السابق الجيش السوداني اهمالاً كاملاً متعمداً و بقصد و اصرار . و في الجانب الاخر أغدق كرمه و جوده لقوات الدعم السريع . و هذا ما رفع من أسهم قدرات قوات الدعم السريع التدريبية و التأهلية و المادية علي حساب الجيش السوداني الوطني . و كان محمد حمدان دقلو هو حامي حمي الرئيس السابق عمر احمد حسن البشير الذي كان يتنبر به عند قدومه وحضوره قائلاً حمايتي جاء !
عنوان موضوعنا الاغتصابات سلاح قديم متجدد في الجيش و قوات الدعم السريع . استخدم هذا السلاح القديم و مورس كثيراً في الحروب السودانية في الجنوب ودارفور و جبال النوبة و النيل الازرق . لكن رغم كل الادانات و الاستنكارارات و الشجب لهذا الممارسات اللا اخلاقية و اللا دينية لم تجد تلك اذاناً صاغية و لا عيناً تري . هو ذاته السلاح الذي استحدث و صار جديداً في هذه الايام و في الحرب الحالية الاخيرة التي تدور راحاها لأول مره في العاصمة السودانية المثلثة أي الخرطوم أم درمان و بحري .
الاغتصابات فعل شنيع جداً مرفوض مقزز و مستهجن . هذا الفعل القبيح لا يمكن قبوله دينياً و اخلاقياً و انسانياً بأي حال من الاحوال فحتي الحيوانات الوحشية و الاليفة تتراضي عند علي الجماع الاقبال بحميمية
الحيوان لا تغتصب ابداً ابداً دعك من الانسان الذي ميزه الله بعقل و كرمه . و في الذاكرة ارشيف حول ما قالة الرئيس السابق عمر احمد البشير في حديثة عن الاغتصابات في دارفور . فال البشير وقتها بأن علي المرأة الغرباوية او الدافورية يجب ان تفتخر عندما يغتصبها جعلي . فاذا كان رب البيت علي العود ضارب فما شيمة أهل الدار الا الرقص .
الاغتصاب في عرف الجنود هو نوع من الاذلال و القهر و قتل الخصوم و الاعداء معنوياً و روحياً و نفسياً . لا سيما ما يتم من الاغتصابات للنساء امام الرجال من الازواج او الاخوان و الابناء انه قتل ممنهج للرجولة و بصورة بطيئة مهينة مذلة .
و في دارفور وثقت هيئة هيومن وتش الانتهاكات و العنف الجنسي وقد نفت الحكومة السودانية حينها تلك الممارسات جملة و تفصيلاً . و اشهرها علي الاطلاق ، ما تم في قرية تابت من عنف جنسي موثق و شهود من المجتمع و الضحايا و هيئات الامم المتحدة و المنظمات الانسانية التي كانت تعمل في دارفور . طردت كل المنظمات من ولايات دارفور لهذه الاسباب وغيرها حتي تخفي الحقائق المؤلم و تمر الجرائم و يتم التستر علي المجرمين و لا تطالهم يد القانون و العقاب .
كما شهدت دولة جنوب السودان ، تلك الدولة الحديثه المنفصلة من السودان . شهد جنوب السودان القديم احداث مماثلة من الانتهاكات الجنسية العنيفة و للأسف الشديد طالت حتي الفتيات و الصبايا القصر في دولة انفصلت لأسباب الظلم و الانتهاكات . لم يتورع جيش دولة جنوب السودان و حركاته وهي تعد امتداد طبيعي لجيش السودان بذات العقائد القتالية و بالتي تسري في جيناته هرمونات و شبق العنف الجنسي .
الجديد في الاغتصابات هذا السلاح القديم الحديث في الحرب الحالية في الخرطوم هو تطور الياته و اساليبه . فالمغتصبيين في الخرطوم يدخلون عنوة علي الاسر ويحتلون البيوت و المنازل من ثم يقومون بهذا الافعال البهيمية الوحشية امام الازواج و الابناء و الاخوان . و قد طال الشر الاشرار و ها هم اليوم يحصدون ثمارهم التي بزروها و زرعوها في كل السودان المهمش و المغضوب عليه . المغتصبين هنا لا يتكتفون بذلك في احايين كثيرة بل يقومون بتصويرها بالفيدوهات و نقلها و تداولها علي نطاق واسع عبر الوسائط . الامر الاشنع في هذه الانتهاكات الجنسية هو شعور المغتصبين بالانتشاء و الفرح و بهجة الفوز و الانتصار علي الخصوم الاعداء . يتناسي هؤلاء بأن ما يمارسون من جرائم و فواحش ويقدمون علي تصويرها تعد جرائم مكتملة الاركان لأدانتهم . فبحق أي اله من الالهة في الكون تجري و تمارس الاغتصابات و الله برئ يرفض تلك الممارسة ضده و الانسان و يقبلهم لأنفسهم و المجتمع السوداني بأكمله . و الاغرب الغريب جداً هو ما تصاحب الممارسات من صيحات التهليل و التكبير ( الله اكبر ... الله اكبر ) .
أوقفوا الحرب هذه الحرب العبثية اليوم قبل الغد ليس لأجل الخرطوم فقط بل لأجل كل السودان .
أقفوا الحرب في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق فالحروب لا تحل المشاكل بل تأزمها و من نتائجها سريان الكراهية بين الاثنيات و القبائل السودانية . فما يحدث في الجنينة في غرب السودان من تطهير عرقي و ابادات جماعيه هي من واحدة من الأفرازات السيئة .
فهل من عقلاء وسط أمراء الحرب في السودان .
هل تبقي في السودان رجال شجعان يفهمون قيم الامن و الاستقرار و يدركون بشاعة الحروب و الاقتتال وما يصاحبها ممارسات شريرة .
ليس أقلها بحال من الاحوال العنف الجنسي و الاغتصاب بل نهاية هذا السودان و بعثرته الي ما لا يحمد عقابه .
فالمتحاربين أضحوا هم الاعداء الحقيقيين لهذا البلد و علي السودانيين فعل ما يمكن لآنقاذ بلدهم من اطماع الطامعيين في الداخل و الخارج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -