الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيبة الوداع

جلال حسن

2023 / 6 / 24
الادب والفن


لا يمر يوم من دون ان نقرأ خبر نعي يشير الى رحيل إنسان، وعادة ما تكون لافتة النعي موشحه بالسواد وأعلاها آية أو صليب، فيقلب مزاج الصباح او المساء الى صفرة من الألم والحزن والأسف، ينز لوعة على فداحة السواد،
نعي مكتوب يستفز الدواخل بأعمق المشاعر الإنسانية أسفاً، أنه الموت المحمل بالمجهول والذهول بين الفقد الأبدي لبعض الأقرباء والأصدقاء وحتى الغرباء منهم، وبين ما نحن فيه من خوف وتعاسة وغربة وضياع وانتظار وجزع.
بعض اللافتات تظهر فجأة خصوصا بعد تشغيل زر فتح مواقع التواصل الاجتماعي، وعادة ما تكون الخبر الأول.
غريبة أول خبر! يا للتعاسة.! والمحزن حين تعرف ان الراحل من أقربائك أو أصدقائك القريبين او الافتراضيين الذين تعرفت عليهم ولك معهم صداقة ومعرفة وحميمية .
في صفحتي كثير من الأصدقاء رحلوا، ولكنني أبقيت صفحاتهم وصورهم وعناوينهم وكتاباتهم كما تعرفت عليهم للوهلة الأولى، بحجز نفس المكان ونفس القيمة في الغياب،
كم كنت أتمنى أن لا يرحلوا، لكنهم رحلوا.!
واقعا، وبما لا يقبل التأجيل، أننا سنموت جميعا يوما ما أيضا، لذا يزداد الإحساس بوطأة الانتماء الى مكان افتراضي، وكل افتراض يصبح حقيقة بالإحساس، خصوصا في حياتنا المشبعة بالألم والفجائع، كأنها سكين حادة بيد قلب يابس،
واذا كان الموت هو الحقيقة المفزعة في الحياة، فان إرث الإنسان بالكتابة والأثر الإنساني بالمعرفة والقيم والعرفان والخبر هو الاستثناء بالبقاء الذي يتوزع على التذكر والإشادة بالذكر الحسن وحسب.
هذا الاستثناء هو حرب قائمة على غلبة الزمن رغم جسامتها ومعرفة نتائجها ضد شر نحاربه، ولكن لا فائدة من نعي قادم.
لا حل غير محاربة مزارع الأحزان بأضعف إيمان، ولا نحتاج الى نصائح بائسة لتسكين الوهم،
نصائح لا فائدة منها، ولا تخفف الضغط على قلوب لا تحتمل الفقد والخسران، بل تزيد اللوعة على شغافها، ولا تقوى على الفاجعة.
ان وطأة ما يجري في انتكاس البقاء نحو فقدان حزين تجعل الحياة في جانب يلزم الدفاع عنها بوصفها فترة قصيرة محددة بزمن قصير جدا تحتم أن تعيشها بعلاتها لإنقاذ واحات جمالية أن أمكن،
لأن الموت يأتي بغتة، ولا يبالي أحد، وينتقي ما يشاء،
أي مشاعر تنتابك، وأنت تقرأ خبرا في صباح يوم حزين عن رحيل إنسان؟ أي مشاعر منكسرة تعطب سويداء القلب وأنت تقرأ جمل التعازي والمواساة!
أنه الرحيل القسري، والفقد النهائي، والمغادرة الموجعة الى عالم آخر مجهول، أنه اندثار وغياب وزوال،
لذا نتألم ونمتعض، ولكن لا يفيد أي احتجاج.!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص