الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الجوار

عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)

2023 / 6 / 24
الادب والفن


دائما ما اشعر بأن هناك ما ينتظرني. شحص ما أود أن اهاتفه او آخر أخاف أن يحناجني دون أن يطلب ذلك صراحة خجلا مني. دائما ما أشعر بأنني علي موعد ما ويجب أن افي به. يجب أن لا أتأخر عنه. منذ صغري كنت دوما مثقلا بالمسؤوليات. والتي فرصت علي فرضا نتاج كبر سن أبي وكوني أكبر إخوتي ومع سفره للعمل بالخليج خلف ذلك علي عبأ نفسيا أكبر مخافة أن يرحل وحيدا في غربته وهو شيخ كبير بخلاف مسؤوليتي عن أمي واخواني حيث تربيت علي كوني " رجل البيت".
كانت هذه البدايه بالتأكيد فسنوات التأسيس هذه جعلتني دوما أدور جغرافيا في فلك أبي. و بعد عودته من الخارج واستقراره في بيتنا بمصر الجديده، كنت لا استطيع أن أبعد زمانيا أو مكانيا مخافة أن لا أجد الوقت الكافي لاعود له مسعفا.
شيخ مريض كان أبي منذ أن وعيته صغيرا واستمر مسؤولا مني الي أن رحل مجبرا لظروف مرضه ولعجزي عن الاستمرار في محاربة مرضه وشيخوخته.
لم أفكر يوما أن أنقل أي مسؤوليه لأحد إخواني الثلاثة والذين اعتادوا ذلك وتعاملوا معه كحق مكتسب. لم أفكر من الاساس في امكانية ذلك فانا ابنه الاكبر وإكثر من عاشره ولا أثق ابدا في آخر يستطيع أن يقوم بخدمته. كانت ميولي أدبيه من الاساس ولكنني التحقت بعلمي رياضه لأحقق له أمنيته في أن يكون" ابو المهندس" الصفه التي تعارضت دوما مع كافة ميولي ولكني جلبتها له طواعيه سنه واحده قبل الفراق الاخير.
في احد ايام العمل وقد كنت اهاتفه أكثر من مره من شركتي التي أسستها عند تخرجي والتي حتمت علي تفويض اخواني الطلبه وأمي ليراعونه حين تواجدي بالعمل وأثناء إحدي المكالمات والتي كانت تستدعي من اخواني مساعدته في الاتكاء عليهم ليخذلونه عن عبث وتكاسل وعدم اهتمام، ويهوي ارضا في غيبوبه لم يعد منها للابد
أتذكر أنني تركت عملي ورافقته خلال فترة مرضه لمدة شهرين بالمستشفي لم أري اخواني زإئرين سوي مري واحده وأخري مر بي أصغرهم ليأخذ مني شنطتي او شبشبي لا أتذكر لقضاء عطلة الصيف بالاسكندريه.
اتصور انني السبب في افسادهم لكوني اتصدي دوما لأي مسؤوليه دون أن احاول أن يقوم كل بواجبه.
أخي الاصغر هذا تكاسل حتي عن مصاحبتنا في رحلتنا الاخيره معه الي فارسكور دمياط مسقط رأسه الحبيب ومآل جثمانه الضعيف حيث واراه ترايها للابد.
" لم اقم يوما بزيارة قبر أبي لقناعتي أنه غادر ذاك الجسد ولم يعد يوما هناك"
لا أعرف هل تلك النشأه هي ما جعلت النزوع للمسؤوليه جزأ اساسيا من تكويني أم أنها صارت عادة لدي ولكني بالتأكيد انحو اليها طواعيه.
لم اسمع باحتياج كائنا من كان الي نصيحه او مساعده او معلومه او مسانده ماديه الا وشعرت بوجوب تدخلي ايا ما كنت أملك من توجيه او نصح او حلول. وأشعر بالكثير من الاسف والتقصير والحرج إذا لم تتوافر لدي مقومات الحل وكأنني ملزم بذلك.
لم يذكر امامي يوما احتياج شخص ما الا وبادرت " ما استطعت الي العمل علي سد هذا الاحتياج. ربما مثل هذا عبئا علي حيث صرت الملجإ لجميع من حولي وذلك لتعدد علاقاتي ومعارفي حال احتياج ايا منهم حتي ولو لابسط المعلومات التي يمكن الوصول اليها عن طريق جوجل ولكن صار الكل يتكاسل طالما هنالك من يتصدي حبا وطواعية للعون.
مع الايام اعتدت وضعي هذا وصار ليس واضحا لدي وغير فارق من الاساس مصدر احساسي هذا ولكنه ترسخ بداخلي بصوره جعلت من الطبيعي لدي أن أشعر دوما بأن هناك من ينتظرني.
ورغم رحيل أبي الحبب منذ سنوات طوال وكذلك أمي الغاليه مؤخرا الا انني لا زلت مثقلا دوما بهذا الشعور وبوجوب بقاءي دائما في الجوار. انتقلت المسؤوليه هذه بالطبع لتشمل اسرتي الصغيره من ابني وزوجتي ولكني امسكت بنفسي في لحظات عده وهما بجانبي ، ومع ذلك يخامرني نفس الشعور.بانني قد تأخرت.. او بعدت ..وبوجوب عودتي الي الجوار ....وهو ما سيحدث بالتأكيد مهما طال الزمن يوما ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي