الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يريده (طباخ الريس)

صوت الانتفاضة

2023 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


"يفغيني بريغوزين" قائد ميليشيا فاغنر، او ما يسمى ب "طباخ بوتين"، يقود تمردا مسلحا في روسيا؛ فما الذي يريده؟ او ما هي طموحاته؟ لكن أولا من هو "طباخ بوتين" هذا؟

يفغيني بريغوزين، تولد لينين غراد او ما تسمى حاليا بسانت بطرسبورغ 1961، توفي والده وهو التاسعة من عمره، فانضم الى مجموعة من المجرمين، في عمر الثامنة عشر سطا على بيت سيدة وسرقها مع عصابته، كما ارتكب عمليات إجرامية أخرى كلفته 13 عشر عاما من السجن؛ في التسعينات أطلق سراحه، وعمل في بيع النقانق، لكن طموحاته كانت أكبر، ففي منتصف التسعينات افتتح مع شركاء له مطعما في مدينته، وسرعات ما كون علاقات وصداقات مع المشاهير، خصوصا مع عمدة المدينة ونائبه آنذاك فلاديمير بوتين؛ استحوذ على عقود خيالية لتوفير الطعام لمدارس موسكو؛ خلفيته الاجرامية ساعدته في التقرب من وزارة الدفاع الروسية للاستفادة منه، ظهر في العام 2014 في احداث ضم شبه جزيرة القرم، فقد أسس شركة امن خاصة اطلق عليها "فاغنر"، لها اذرع في بلدان عديدة "مالي، سوريا، ليبيا، السودان، مدغشقر"، لكنه لفت الانتباه في خوضه المعارك في أوكرانيا، خصوصا بعد معارك باخموت.

شركة فاغنر: احدى أكبر الشركات الأمنية الخاصة حول العالم، هناك بلدان كثيرة تعتمد على الشركات الأمنية، العراق واحد منها؛ الا ان فاغنر هي الأكبر، حسب وسائل الاعلام فأن هناك 20 ألف من عناصرها يقاتلون في أوكرانيا فقط، رئيسها ومؤسسها يفغيني بريغوزين ظهر في أحد السجون الروسية، وهو يتحدث للسجناء عن تخفيف عقوباتهم او العفو عنهم بعد ستة أشهر من الخدمة في مجموعته، كما انه يجند لها مرتزقة من البلدان الفقيرة والبلدان التي تعيش فوضى الحروب الاهلية والصراعات.

مجموعة فاغنر هذه متوحشة جدا، فأغلب عناصرها هم من خريجي السجون والبلطجية ومجرمي الحروب، ومثال على إجرامية هذه المجموعة حينما هرب أحد قادة فاغنر وسلم نفسه للقوات الأوكرانية، وفيما بعد ذلك تمت صفقة تبادل الاسرى، سلمت القوات الأوكرانية هذا القائد، قامت فاغنر بتصوير عملية إعدامه، بضربة بمطرقة كبيرة على رأسه.

هذه المجموعة دعمت الأسد في سوريا، تدعم حميدتي في السودان، تحمي شركات التعدين الروسية في مالي، وتدعم قوات حفتر في ليبيا؛ فرضت عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي، بسبب سلوكياتها "المثيرة للقلق" بالنسبة لهم؛ دائما ما ينكر بوتين وجود اية علاقة له بفاغنر ورئيسها، مع ان يفغيني بريغوزين هذا كان يقدم الطعام بنفسه لبوتين في أحد مطاعمه، ما جعل وسائل الاعلام الغربية تطلق عليه لقب "طباخ بوتين".

لكن ما الذي جرى لهذه العلاقة؟

منذ دخول قوات فاغنر في أوكرانيا والخلافات صارت كثيرة، قسم منها ظهر على السطح، عبر تصريحات نارية يفغيني بريغوزين، متهما الجيش الروسي بضرب قواته تارة، وفي أخرى بسرقة العتاد المرسل له، الى ان وصلت به الجرأة للطلب من الرئيس بوتين بمحاكمة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان. وها هو اليوم يقود تمردا عسكريا ويطالب بتسليم هذين الشخصين له. لقد أصيب بالجنون تماما.

بوتين كان صارما مع طباخه، فقسمات وجهه الغاضبة كانت واضحة، ولغته كانت حاسمة، ورده كان سريعا، وعرف طباخه بأن "البابا" غاضب جدا، وسيكون قاسيا، سرعان ما امر بسحب قواته الى قواعدها؛ تقول الاخبار ان الرئيس لوكاشينكو "رئيس روسيا البيضاء" اتصل بالطباخ وسلمه رسالة من بوتين واضحة ومحددة.

الغرب، متمثلا بالناتو، ما بين فرح بالأحداث هذه من جهة، ومتخوف منها، فهو يمني النفس بإسقاط بوتين، فالحرب التي يقودها في أوكرانيا كلفته الكثير، ويعرف انه لا يستطيع الانتصار فيها، فيتمنى –ويحاول- احادث خلخلة داخل السلطة في موسكو؛ لكنه من جهة أخرى متخوف وقلق، فالبديل هو بلطجي و"عصابچي"، دائما ما طلب باستخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا لحسمها، وروسيا تمتلك أكثر من عشرة الاف رأس نووي، بالتالي اصطدمت هذه الفرحة بالخوف والقلق، فصاروا يرددون عبارة "نتابع الأمور عن كثب".

#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل: مظاهرات عارمة في شوارع تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن


.. شاهد فيديو جميل لـ-قمر الزَهْرة- يضيء سماء لاس فيغاس




.. القصف والغارات تطرد النحل من صناديقه في جنوبي لبنان


.. شاحنات مساعدات تبدأ دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم| #الظهيرة




.. ما أبرز التطورات الميدانية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة؟