الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات مسجون سياسي بتهمة ترويج أفكار متطرفة - 2

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)

2006 / 11 / 1
أوراق كتبت في وعن السجن


خرجت معهم وسط الصمت المطبق والذهول الشامل الذي لزم البيت .... أما الشارع الصغير الهادئ الذي كنت أقطن فيه ، فقد كان على غير حاله في تلك الساعة من الليل .

كان كل الأهالي قد استيقظوا ، وخرجوا من الشرفات ليروا أي تهمة تنتظر هذا الفتى الذي لم يكن قد أتم عامه الحادي والعشرين بعد ... سألت امرأة : " فيه إيه يا محمد ؟ " .. على الفور انطلقت الكلمات البذيئة من فم ذاك الرائد تتوعدها بتلفيق تهمة جاهزة إذا لم تعد أدراجها ، وتلزم بيتها .... أما الأستاذ " سيد " فقد اكتفى بمصمصة الشفاه ، واسترجاع ما حدث له أيام السادات عندما سجن بتهمة " العيب " ، وخرجت تنهيدة من صدره تعلن البكاء على وطن سليب أسير



" عملت كدة لي " .... هكذا سأل أحد الجنود في السيارة .... كنت قد بدأت أفيق وأدرك تماما ما أنا فيه .... سألته "وماذا فعلت؟" ... رد وعلامات الحيرة على وجهه : " مش عارف بس أكيد حاجة كبيرة " ... ضحكت وقلت : "أنا كذلك لا أعرف " .



كنت " الزبون الأول " ، ولكني لم أكن الأخير ، فقد جاءوا بآخرين من تيارات مختلفة :

أ- س. ف : " دعوة سلفية " .

ب- ش . ص " تنظيم الجماعة الإسلامية " .

ج – ع . ن : كادر في غالحزب الشيوعي المصري " تحت التأسيس " ، وعضو في عدة منظمات لحقوق الإنسان "ترى من سوف يطالب حقوق هذا الحقوقي ؟!!! " .

وغيرهم .



في الخامسة صباحا وصلت السيارة رحاب أمن الدولة الشريف... كان النهار قد بدأ ينشر نوره ، وتراجعت جنود

الظلمة القهقرى، وأذن الله بميلاد يوم جديد على بلد لم يعد يعرف للجدة والتغيير شكلا .



في الاستقبال أخذت بياناتنا ، وبطاقاتنا ، وربطت أعيننا بقماشة تسمى " الغمة " ، وتم اقتيادنا إلى إحدى الغرف التي كان يحرسها جنديان ، وكانت غرفة خالية م كل شيء ما عدا دراجة بخارية ، ومكتب متهالك ومقعد خشبي كسيح مثل هذا الوطن المهيض .



بدأت الجرأة تنتابنا ،وبدأنا بالهمس : " الأخ منين ؟ . طب اسم الكريم ؟ " ، ودخلنا في مرحلة جرأة جديدة .. إذ بدأنا نرفع جزءا من " الغمة " عن أعيننا لنستبين حالة الغرفة والمكان من داخل وخارج .



" بِلدي . عاوز الحمام " ( بِلدي اختصار بلدياتي مستخدمة بين الجنود بعضهم البعض في الجيش بين المجندين ) . هكذا طل س.ف ... رد الجندي " اخرس خالص " ، " اخرس ازاي ؟ أموت يعني ؟" .... " ما تموت ولا تروح في نصيبة " .



رفعت " الغمة " نهائيا لأتابع هذا الموقف وأنظر ما سوف يسفر عنه . كان الاشتباك الكلامي قد احتدم ، وفي لحظة واحدة كان الجندي داخل الغرفة ثائرا لاعنا لآبائنا مجيلا النظر فينا . توقفت عيناه عندي فجأة ف.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ


.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق




.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا


.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ




.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة