الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة فاغنر الروسية، ماهيتها وماذا يجري؟

رائد الجحافي
كاتب ومحامي

(Raed Al-jhafi)

2023 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مجموعة فاغنر -التي أصبحت اليوم ومنذ أربعة وعشرين ساعة تقريبا تتصدر واجهات وسائل الإعلام وأصبحت حديث الساعة على مستوى العالم-، هي عبارة عن شركة خاصة تقوم بتجنيد المرتزقة وتاجيرهم للجيش الروسي والشركات والسفارات وغيرها لتنفيذ بعض المهام المسلحة والأمنية والخدمية كالمشاركة في المعارك أو تأمين بعض المناطق والطرقات أو تقديم الخدمات للجنود والمقاتلين وغيرها من المهام.
عرف عن هذه الشركة قيامها بتجنيد أصحاب السوابق الإجرامية والبلطجية واستغلال وحشيتهم في خوض المعارك وشن الهجمات ومواجهة اي تهديدات أمنية تهدد البلاد، وبحكم قرابة مؤسس الشركة من الرئيس بوتين الذي كان فاغنر يمثل الطباخ المؤتمن للرئيس بوتين في السنوات الماضية لذلك استطاع الانفراد بعقود تجنيد المرتزقة المقاتلين بالأجر اليومي.
والشركة خاصة وليست رسمية تقوم السلطات الروسية بالتعاقد معها وفق الحاجة لكن فاغنر استطاع استغلال شهرة شركته بإقامة علاقات مع قادة جيوش وحتى حكام أجانب خارج حدود روسيا..
استطاع بفعل الأموال التي يجنيها من توسيع شركته التي بلغ عدد المرتزقة المنضوين داخلها باكثر من خمسة وعشرين ألف مرتزق معظمهم شاركوا في المعارك التي تدور في اوكرانيا وفي أوقات سابقة تم استئجار مجاميع منهم للقتال في سوريا والسودان وغيرها.
وظهرت هذه الشركة بشكل معلن في الصراعات بين روسيا وأوكرانيا ابتداء من 2014م. مجموعة “فاغنر” يقودها يفغيني بريغوجين المقرب من فلادمير بوتين.
ويعتبرها الكثير من المناوئين للرئيس بوتين أنها عبارة عن كيان غير واضح المعالم، يجري استخدامه لأغراض مختلفة وفقا للحاجة.
وتعتبر هذه الشركة من ضمن سوق الأمن الخاص المختصة حول تأجير الحراس الشخصيين للمسئولين والشركات والسفارات وغيرها.
وهي أيضاً شركة خاصة، تقدم خدمات الحماية في المناطق الحساسة وإزالة الألغام والتدريب، وتعمل إلى جانب شركات خاصة مشابهة التي بلغ عددها في روسيا حوالي عشرين شركة من الشركات العسكرية الروسية كشركات تجارية لا تتمتع بأي وضع شرعي، حتى لو كانت إمكانية توفير إطار قانوني لها موضوع نقاش منتظم في روسيا. كما جرى استخدام هذه الشركات العسكرية في تأمين حركة السفن التجارية في خليج عدن وفي عمليات إزالة الألغام في البلقان وليبيا، كما تم توظيفها أيضا من طرف منظمة الأمم المتحدة في تأمين قوافل اللاجئين في سوريا.
قانونيا، يحظر نشاط المرتزقة في روسيا كما وفق المادة 359 من قانون العقوبات الروسي.
وتعتبر مجموعة “فاغنر” التي لا تحمل اي صفة تجارية محددة ولا تمتلك تصريح قانوني، لأنها تتألف من مجاميع من المرتزقة الروس المجندين بشكل خاص لخدمة رجل معين - وهو يفغيني بريغوجين- والذي يعتبره الروس “تابعا مخلصا” للكرملين.
وقد استطاع بريغوجين تحقيق ثروات طائلة في تسعينيات القرن الماضي، في سوق الوجبات السريعة، وتعمل شركاته بتنظيم المناسبات الرئاسية الروسية. وقد تم إدراجه في قائمة العقوبات الأمريكية إذ وجهت واشنطن له تهم التدخل قصد التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
الخطر يكمن أن مجموعة فاغنر عملت على استقطاب وتجنيد الكثير من الضباط والجنود الروس المتقاعدين ذوي الكفاءات العملياتية التي اكتسبوها أثناء عملهم ومشاركتهم في الصراعات التي شهدها الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وطاجكستان وشمال القوقاز وغيرها.
وأظهرت تحقيقات صحافية استقصائية سابقة نشرتها وسائل الإعلام الروسية مثل “ميدوزا” و“فونتاكا” وغيرها أن أغلب الاشخاص المجندين من طرف مجموعة فاغنر تلقوا تدريبات عسكرية في قاعدة عسكرية توجد بـ“مولكينو” في منطقة “كراسنودار” التابعة للواء العاشر للمديرية العامة للأمن العسكري الروسي، وهناك من يوجه كلامه بأن المجموعة أصبحت تملك آليات عسكرية متطورة توازي ما لدى الجيش الروسي النظامي ويقومون بتدريب افرادهم عليها، وان تلك الآليات العسكرية تصلهم من الجيش الروسي..
وقد لا يستبعد ان ما يجري اليوم تعد من ضمن سياسة بوتين في تنظيف سلطته والتخلص من الشوائب والأخطاء، ومن ضمنها مجموعة فاغنر التي تزيد قوتها يوم بعد يوم بالإضافة إلى ما رصدته الاستخبارات الروسية من تقارير استخباراتية خطيرة حول وجود علاقة بين مجموعة فاغنر وجهات خارجية منها اتصالات مع دول تعتبرها موسكو العدو الأول للروس بالإضافة إلى ما قام به اثنين من قادة المجموعة في العام 2013م في معركة مع الجماعات الإرهابية في سوريا عندما قام القائدين بالتواطىء مع تلك الجماعات بمقابل ملايين الدولارات مقابل هزيمتهم وتسليم أسلحتهم للعناصر الإرهابية وجرى محاكمة القائدين والحكم عليهما بالسجن بتهمة الارتزاق، بالإضافة إلى إرسال مرتزقة للقتال والتدريب لدى أنظمة عربية وافريقية دون علم السلطات الروسية.
كل هذه الأمور مجتمعة كانت بمثابة جرس انذار أمام بوتين الذي رأى أنه تأخر كثيراً وأصبح من الصعب تفكيك المجموعة لكن عليه أن يبدأ بذلك قبل مضاعفة الكلفة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة