الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد الطلبة العام العراقي طود نضالي شامخ في المآثر النضالية للشعب العراقي

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لقد فرض الطلبة الأبطال اتحادهم الجبار (اتحاد الطلبة العام) حيث قامت لجنة طلاب الكليات والمعاهد التي انتظمت منذ الأيام الأولى لوثبة كانون ثاني/ 1948 التي ضمت جميع الأجنحة للحركة الوطنية التي لعبت دوراً نضالياً بارزاً في قيادة الحركة الطلابية التي ساهمت بقسطها المشرق إلى جانب قوى الشعب الأخرى في الانتصار الذي حققه شعبنا وقدموا العديد من الشهداء الأبطال (جعفر الجواهري شقيق الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري وشمران علوان الياسري وقيس إبراهيم الآلوسي) كما قامت لجنة طلاب الكليات والمعاهد التي شنت حملة كبيرة من أجل إطلاق سراح الطلبة المعتقلين بسبب نشاطهم الوطني في الوثبة الباسلة والمطالبة بفتح الكليات التي أغلقت آنذاك وبعد الانتصار الكبير الذي حققته الوثبة تمكن الطلبة البواسل بفرض الحريات الديمقراطية وأصبحت الشوارع في بغداد في أيدي الطلبة والعمال والجماهير الشعبية الكادحة وكذلك في البصرة ومدن عراقية أخرى ... فتوجه نشاط وعمل الطلبة لتأسيس اتحادهم المناضل (اتحاد الطلبة العام لجميع العراقيين) وفي مطلع نيسان/ 1948 تمت الانتخابات الطلابية في اثنين وخمسين كلية ومعهد ومدرسة وتقرر أن ترسل كل مدرسة مندوبين اثنين منها إلى المؤتمر وانعقد المؤتمر الأول لأول اتحاد طلابي في العراق هو اتحاد الطلبة العام في 14/ نيسان/ 1948 في ساحة السباع في بغداد لأن السلطات العراقية رفضت السماح بعقده في إحدى القاعات العامة وتولى الطلبة الأشاوس حراسة مؤتمرهم من اعتداءات الشرطة وقوى الأمن المتوقعة وقد ساندهم بشكل فعال في الحراسة فصائل صدامية من العمال الشيوعيين جاءت خصيصاً للإسهام في هذه المهمة المشرفة ولإبراز التضامن بين جميع فصائل الحركة الوطنية والمظاهرات.
كما ساهم اتحاد الطلبة المجاهد في الاضرابات الطلابية في الكليات والمعاهد والمدارس في العراق احتجاجاً على اتفاقية النفط الجائرة عام/ 1952 وقد شارك اتحاد الطلبة العام مع الأحزاب الوطنية المعادية للاستعمار في وثبة تشرين المجيدة التي أسقطت وزارة مصطفى العمري وكذلك أسقطت محاولة تشكيل حكومة برئاسة أحد أقطاب البلاط الملكي (جميل المدفعي) عام/ 1952 مما اضطر البلاط الملكي من إنزال الجيش العراقي واحتل بدباباته ساحات وشوارع بغداد وتعين رئيس أركان الجيش العراقي (نور الدين محمود) بمنصب رئاسة الوزراء وقد بقيت الدراسة معطلة في الكليات والمعاهد حتى الأول من شهر شباط/ 1953 بعد سقوط حكومة نور الدين محمود العسكري ومجيء حكومة مدنية أصدرت أمراً باستئناف الدراسة فيها ... وفي عام/ 1955 خاض اتحاد الطلبة العام مع القوى الوطنية في النضال والتصدي عل ادخال العراق في التحالفات العسكرية الانكلو – امريكية عندما وقعت الحكومة العراقية على الحلف التركي العراقي الاستعماري وقيام الاضرابات والمظاهرات ضد تجديد وتبديل معاهدة عام/ 1930 بمعاهدة نيسان/ 1955 ... وقد شارك اتحاد الطلبة العام العراقي القوى الوطنية وجماهير الشعب العراقي في الاضراب والتظاهرات بناءً على دعوة مجلس التضامن الآسيوي – الأفريقي المنعقد في القاهرة في صيف عام/ 1956 تضامناً مع نضال الشعب الجزائري وثورته الباسلة ضد الاستعمار الفرنسي ... كما شارك اتحاد الطلبة العام في العراق في الاضرابات والتظاهرات في العراق في خريف عام/ 1956 تضامناً مع الشقيقة مصر في تأميم شركة قناة السويس واستنكاراً لتواطؤ حكومة نوري السعيد مع العدوان (الفرنسي البريطاني الاسرائيلي) ضد مصر واستشهاد الطلبة أحمد الدجيلي وعبد الحسين الشيخ راضي وعبد الأمير الفيخاني في النجف واستشهاد لؤي توفيق ثابت في الموصل والشهيد ناجي نعمة السماوي الطالب في دار المعلمين العالية في بغداد.
والآن بعد هذا الزخم الكبير في النضال الوطني العراقي واستشهاد الكوكبة الواسعة من الطلبة الأبطال والتاريخ الزاخر بالنضال يلجأ أحد وزراء حكومة المحاصصة الحزبية الطائفية إلى التصدي لذلك الجبروت الشامخ (اتحاد الطلبة العراقي العام) إلى تحريمه في العمل ومنعه في دوره النضالي الخالد وهكذا وبكل بساطة يتجاوز على الدستور وعلى الفسحة الضيقة من الحريات الديمقراطية مع النهج في فرض وسن قوانين كم الأفواه وحرية التعبير والهدف والغاية لائتلاف إدارة الدولة يصب في القضاء على الفسحة الضيقة من الحرية في الدستور العراقي.
إن اتحاد الطلبة العام في العراق قد بلغ عمره (75 سنة) وقد ساهم بجميع نضالات الشعب العراقي من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية وحرية الشعب وسعادته وقد كان المفروض أن يقام له تمثال يخلد ويعترف بتاريخه النضالي الوطني وليس الغائه وتحريمه وكأننا نعيش في القرون الوسطى وليس في القرن الواحد والعشرين عصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية للشعوب هذا الحد الفاصل والقاطع بين الفكر الرجعي المحاصصي الطائفي المهيمن وبين الفكر التقدمي الوطني الديمقراطي الاجتماعي هذا الحد العدمي الذي أقام علي الحد الظلامي الفاصل بالتصفية وإنهاء تاريخه النضالي.
إن الشعب العراقي يعيش الآن في أزمات مالية ومعيشية وعجز الدولة الطائفية المحاصصية من إيجاد الحلول لها وإنقاذ الشعب من آلامه وكوارثه ولذلك فإن المراهنة عليها يجب استبدالها بدولة المواطنة والمجتمع المدني الديمقراطي الذي يسعى ويناضل من أجل سعادة ورفاهية الشعب واستقراره ويضمن العيش الحر الرغيد للعراق وطن وشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ