الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد مسعود بن راحلة

أسامة هوادف

2023 / 6 / 26
سيرة ذاتية


الشهيد مسعود بن راحلة (1898_- 1956)

ولد الشهيد مسعود بن أحمد بن راحلة عام 1898 ب (ثنية بوثور) جبل أولاد سلطان من أولاد سي سليمان ، فكان رابع إخوته ، أكبرهم الحاج محمد ، نشأ وترعرع في بيئة مصدر رزقها الوحيد زراعة الأرض وفلاحتها ، وتربية المواشي ، والإقتيات منها وبيع الفائض منها في الأسواق القريبة لسد الحاجيات اليومية للأسر بما تدره من سيولة على قلتها ، فاشتغل الإبن مسعود منذ نعومة أظفاره بالفلاحة في الأراض التي ورثها والده عن أسلافه، ومن مردودها الزهيد إستطاع أن يكمل نصف دينه ويكون أسرة، فرزقه الله من فضله بعدة أبناء صالحين بارين كانوا له سندا في كسب القوت مما تدره الأرض من ثمارها، ونظرا لسلوكه الجيد الذي اتصف به من نبل وسداد الرأي ، وحصافة العقل كانت له منزلة مرموقة لدى أقاربه وجيرانه ، ومعارفه من سكان المنطقة من الأعيان ، ومن أجل ذلك اقترحه ڨايدها لتمثيلهم كوقاف ليقوم بما تقتضيه الظروف اليومية الطارئة من أحداث في أوساط الساكنة، وهو تمثيل موروث عن العهد العثماني ولعله قبل هذا التكاليف على مضض لأن أخاه الأكبر الحاج أحمد كان يومئذ منضويا تحت لواء أحد أحزاب الحركة الوطنية ، والذي أنتقى منه هذا الأخير كثيرا من أفكارها النضالية ، و ما أن إندلعت الثورة التحريرية الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954 حتى تخلى تلقائيا عن هذا التمثيل الذي أجبر عليه لبضع سنوات من تاريخ هذا الحدث المهم في حياة الأمة ، وقد صادف ذلك ، ولحسن الحظ وملاءمة الأقدار صدور قرار قادة الثورة على لسان جيش وجبهة التحرير الوطني يحظر تولى المناصب التمثيلية لدى الادارة الفرنسية ، فكان ذلك مناسبة له للإنخراط في صفوف الثورة مواكبا وصول الطلائع الأولى لجيش التحرير الوطني للمنطقة حيث تم على إثرها إنشاء وتنصيب أول مركز للجيش تحت إشراف أخيه الحاج محمد الذي وجد فيه وفي أولاده وأفراد العائلة سندا له في مهامه الثقيلة ، فقد تحملوا معه طواعية أعباء التموين والتخزين والإتصال ، وكل ما تعلق بإستقبال ، وحراسة النازلين به من قوافل جنود جيش التحرير وقادتهم الذين كانوا يستشيرونه في أمور التجنيد وإختيار الأفراد المؤهلين للعملية ، ومنهم بعض القادة البارزين في المنطقة كعبد القادر عزيل ، وعلي بن الشريف و عمار الطبيب وغيرهم.

، وكان للحاج محمد صنو المجاهد مسعود اليد الطولى في تزويد جيش المنطقة بالسلاح والذخيرة با لإشتراك مع أقطاب الثورة الأوائل كا لشهيد معامير بلقاسم رفيق درب الشهيد مصطفى بن بولعيد من بلدة نڨاوس ، والمجاهد عبد العزيز بن علجية من أولاد عوف وطائفة من المتعاطفين مع الثوار ، والمناضلين من الجهة ومن منطقة بريكة ونواحيها.

وقائع إستشهاد المجاهد مسعود بن راحلة:

_ كانت المنطقة التي ينشط فيها المجاهد مسعود مع إخوانه المجاهدين منطقة عبور بين شمال الأوارس وجنوبه ، وملتقى قادتها ، وفي محيطها وقعت عدة عمليات عسكرية من معارك ، ومناوشات ،وكمائن ناجحة خاصة في بداية التقسيم المناطقي فيما بعد، والتنظيم الجديد المنبثق عن مؤتمر الصومام الذي تمخضت عنه ترتيبات تتعلق بإثبات الثورة لوجودها كتنظيم عسكري يتمتع بكل صلاحيات الجيوش النظامية بالرغم من إعتمادها على العنصر البشري الكلاسيكي الذي يعتمد غالبا على حرب العصابات المنظمة ، وعامل المباغتة أكثر منه على العتاد الحربي الميداني الثقيل المؤطر ، ونظرا لما تكبدته قوات الجيش الفرنسي من خسائر بشرية في الناحية الرابعة من المنطقة الأولى الولاية الأولى في بداية سنة 1956 على يد مجموعات قليلة من المجاهدين الصامدين ، فتوصلت إدارة الإحتلال عن طريق وشاة من عيونها المبثوثة في المكان تشير الى أن هذه العمليات كان مصدرها المحيط الذي يتواجد به مركز الحاج محمد فعمدت الى حشد وحدتين للتحري والمعاينة تنطلقان من ثكنات نڨاوس الأولى تتجه مباشرة من الثكنة نحو مرتفعات جبل أولاد سلطان ، والثانية نحو نفس الجهة عبر بومڨر ، وفي الليلة المقررة ، وهي ليلة الأربعاء إلى الخميس من 25 أفريل 1956 إنطلفت المجموعتان في الاتجاه المسطر تتجلببان ستار الليل سيرا على الأقدام يتقدم كل واحد منهما دليل من عيون فرنسا ، وفي تلك الليلة كان من المقرر أن تنزل كتيبة من الجيش بالمركز المذكور إلا أنه في اللحظات الأخيرة تم تحويله إلى مركز المجاهد محمد أومركيش تحسبا لأي طارئ ، غير أنه في صبيحة الخميس 26 أفريل 1956 الموافق ل 15 رمضان 1375ه ، وبعد إطمئنان المرافقين الموجهين للكتيبة والعائدين الى المركز ، والقائمين على حراسته ، وفي تلك الأثناء من هذا اليوم باغتتهم وحدتا الجيش الفرنسي اللتان كانتا تطوقان المكان بوابل من الرصاص من كل الاتجاهات فاستشهد على إثرها المجاهد مسعود براحلة في عين المكان ، كما ألقي القبض على نجله عمار الذي كان يحاول إخفاء بعض المواد التموينية في المركز ، فاقتيد مكبلا بالقيود إلى ثكنة نقاوس حيث لفظ آخر أنفاسه الطاهرة تحت وطأة التعذيب ملتحقا بروح والده إلى العلياء شهيدا إلى جنات الخلد ، أما بقية أفراد عائلة الشهيدين فقد نالهم من التعذيب الشديد ألوانا بعد تدمير المركز المذكور عن آخره في ذلك اليوم الطويل.

وبهذا تكون عائلة براحلة وحدها قد قدمت ثمانية من الشهداء الأبرار على مذبح الحرية في سبيل الله والوطن خلال ثورة التحرير المباركة
بقلم الأستاذ معامير فاروق
جمع المعلومات / بن راحلة عبد الحليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد