الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكثرية الصامتة والواجب الوطني العراقي

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الاحصائيات عن النسب المئوية من الشعب العراقي المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت عام/ 2021 كانت بنسبة 20% بالمائة وهذا يعني أن النسبة التي اعتكفت عن الانتخابات ولم تشارك بها بلغت 80% بالمائة من الشعب العراقي في الوقت الذي كان الشعب العراقي يعيش أزمة حكم تخضع للترهيب والتغريب والتغييب والترغيب بالرغم من أن الإنسان العراقي كان يعيش في لب هذه الأزمة وكانت تمثل أزمة مجتمع منفصل عن الواقع وعن الزمن وعن الوعي الفكري مما يشير ذلك ومنطق التاريخ سيعاد تشكيل الحكومة العراقية بدون جهد ومشقة ويبقى الجوع والفقر والبطالة يجثم بكابوسها على صدور أبناء الشعب العراقي جالسين على قارعة الطريق ينتظرون أن تفتح الأبواب للمنقذ العجيب الذي يستطيع أن يخترق المستحيل حتى لو كلفنا سنوات أخرى من الجوع والفقر والبطالة والأزمات المالية والاقتصادية والإنسانية فلماذا الاستعجال على الإصلاح والتغيير ما زالت الأكثرية من الشعب صامتة وصابرة فليس هنالك ما يدعو إلى الاستعجال طالما نحن نستنشق الهواء مع المخدرات ونشرب ماء دجلة والفرات العذب ونكتفي بوجبة أو وجبتين من الطعام ... في هذه المرحلة الموحشة يصبح للواجب الوطني ثمناً في رقاب الشعب العراقي ... إلى متى أيها الأحياء النائمون في قبور الأحياء وأنتم تحلمون بالحياة السعيدة والرغيدة بمعادلاتها وقوانينها ؟ وأن تبقى الحياة رهينة أحلامها ونضعها بين خيارات صعبة وفي مواقف أليمة تنزل بهم إلى الدرك السافل ينتظرون حتى تأتي اللحظة الحاسمة التي تنهض هذه الجموع من رقدتها وتثور على الواقع المؤلم والمزري لأن بقائها وسكوتها سوف تتفكك وتبدأ بالانحلال والتلاشي حتى تغيب عن الحياة وتتوزع في أجزاء صغيرة كما تتفسخ جثث الأموات وهي على قيد الحياة لا حول لها ولا قوة ...
إن الذين ينتظرون بصمتهم القاتل حتى يأتيهم الفرج من كائن كوني مجهول أو منقذ خارق وهم لا يحركوا ساكن وإنما ينتظرون حتى يأتيهم الفرج بعد أن يرون في أنفسهم كائنات تستحق الحياة لأنهم اختاروا الانقياد كالقطيع والخضوع كالعبيد من خلال الوعود بالنوايا الحسنة وبأحلام اليقظة من دون عمل وحركة ونشاط عملي وعقلاني لا يمكن للإصلاح والتغيير أن يتفاعل مع رغبات وطموح جماهير الشعب لأن القوى الصامتة التي يقودها أمل العاجزين والخاملين وتقضي أيامها وحياتها تخبر القصص والروايات عن الأولين الصالحين وتقتنع بواقعها المؤلم والمزري وتنام تنتظر الفجر والخلاص ولا تعطي للعقل الإنساني قيمة ولا للنفس عز وكرامة.
قال الشاعر أحمد شوقي :
وما نيل المطالب بالتمني ---- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ---- إذا الإقدام كان لهم ركابا
والمطلوب الآن من الأكثرية الصامتة التحرك والنشاط مع القوى المناضلة من أجل تغيير وإصلاح الواقع المؤلم والمزري الذي تعيشه الأكثرية من أبناء الشعب العراقي ولا يتم ذلك إلا من خلال المشاركة الفعالة في جميع نشاطات الشعب التي تساعد على الإصلاح والتغيير ومنها الانتخابات القادمة التي تفتح الأبواب الواسعة للجماهير المناضلة في العيش الرغيد والسعيد والمستقبل بالحياة الحرة والكريمة والأمن والاستقرار ... لأن الإنسان إذا لم يتحرك ويسير بخطوات ثابتة وصامدة لا يستطيع الوصول إلى غاياته وأهدافه في الحياة وإذا لم يصرخ لم يسمع صوته وألمه من الجوع والفقر والبطالة وما عدا ذلك لم يبق للشعب من عذر ولا وسيلة من أجل الإصلاح والتغيير للواقع المؤلم والمزري الذي يعيشه الشعب العراقي إلا من خلال المشاركة الفعالة مع جماهير الشعب في الإصلاح والتغيير وليس الخنوع والخمول واللامبالاة والانتظار حتى يأتيهم الفرج والخلاص.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ---- فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ---- ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يمارس صعود الجبال ---- يعش أبد الدهر بين الحفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -