الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الإمبراطورية الروسية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


La chute de l’empire Russe
" بينما كنت اشتغل على هذه الدراسة ، مدير البوليس السياسي ، ورئيس " البنية السرية " ( صديق ومستشار محمد السادس ) ، كانوا يقطعون الكونكسيون عن منزلي ، حتى لا تعرف هذه الدراسة طريقها نحو النشر . لذا سأخرج لإرسالها من Cyber " .
الازمة الأوكرانية المتصاعدة ، ستسبب في الانهيار الكامل لنظام القيصر فلادمير بوتن ، كما يبدو المشهد اليوم أمام أعين كل المحللين ، رغم اختلاف النتيجة التي توصل لها هؤلاء ، لان الارض الأوكرانية ليست جامدة ، بل هي رمال تتحرك حسب الاتجاه الذي تكون الرياح قد سلكته ..
لكن ما يجمع عليه الجميع ، وبالأذلة ، ان القيصر الامبراطور الروسي الذي تورط في المستنقع الاوكراني ، خسر الحرب ، لأنه لم يحسمها كما كان منتظرا في الزمن المناسب ، وبالسرعة القصوى ، لان جيش القيصر الامبراطور ، من حيث العدة ، والعتاد ، والدعاية ، ليس هو الجيش الاكراني . بل ومن خلال قصاصة وكالات الانباء العالمية ، وما يجري على الأرض ، فعلا يؤكد انهزام القيصر الامبراطور الروسي في الحرب الأوكرانية ، هزيمة لم يكن ينتظرها اطلاقا ..
الآن ليس انّ القيصر الامبراطور الروسي ، غرق في المستنقع الاكراني . بل ان الاحداث الرائجة ، وكما تَرُوج في الميدان ، لتصل الى اعلان العصيان المسلح ، والمدني على الأبواب ، اذا دخلت قوات Wagner الى موسكو ، كفاتحة لقلاع القيصر الامبراطور، التي تلاشت وتعرت حقيقة قواته ، التي فضحها الغزو الروسي البليد لأكرانية . فقوات " فاگنر " Wagnerالتي دخلت القضية الاكرانية مساندة للجيش الروسي ، تمردت وأعلنت العصيان العسكري ، الذي ينتظره العصيان المدني ، خاصة عند دخول قوات " فاگنر " موسكو ، التي تبعدها بحوالي 400 كيلومتر .
فهل قوات " فاگنر " الزاحفة نحو موسكو ، اذا واصلت الزحف حقا ولم تتوقف ، والتي أعلنت العصيان العسكري ، ضد الرئيس القيصر الامبراطور " فلاديمير بوتين " ، ستكون رأس الحربة لإحداث التغيير المنشود الذي تنتظره شعوب روسيا الفدرالية ، الرافضة لدكتاتورية القيصر الامبراطور ، الذي يحكم الإمبراطورية الروسية بيد من حديد ؟ .
ان بوادر التغيير الجذري بروسيا الاتحادية ، اصبح مع انتفاضة جماعة " فاگنر " الزاحفة نحو العاصمة ، بالأمر الأكيد ، والمنتظر من قبل الشعب الروسي الذي داق درعا من دكتاتورية القيصر الامبراطور ، المتشبث بالحكم ، كطاغية ، خارج التقاليد الديمقراطية العريقة . وكسياسي نصّاب ، ليستمر على رأس الدولة ، لم يتردد في نهج كل الأساليب الخسيسة ، التي تكفل بقاءه على رأس الدولة . فمن رئيس للجمهورية خلال حقبتين متتاليتين ، الى وزير اول ، حيث اصبح " مدفديف " رئيسا شكليا لورسيا القيصر ، ثم الرجوع لدوائر الدولة كرئيس جديد ، وانتقال " مدفديف " من رئيس شكلي لروسيا ، الى وزير اول جديد مرة ثانية ، تحت سلطة القيصر الامبراطور الذي طغى الطغيان المبين ، ووصل به طغيانه ، حين أهان الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، الذي زار موسكو كوسيط ، لتقريب وجهة النظر بين القيصر الامبراطور الروسي الطاغي ، وبين رئيس الدولة الاكرانية . فطريقة الاستقبال للرئيس الفرنسي ، كانت تعبيرا صريحا ، عن درجة الطغيان والجبروت التي وصل اليها القيصر نفسياً / بسيكولوجيا ، ملوحا باستعمال الجيش ، وملوحا باستعمال الأسلحة المحرمة ضد أي دولة تهدد سلامة روسيا ، التي هي في الحقيقة سلامته ، حتى يبقى على رأس روسيا الاتحادية ، ويبقى القيصر الامبراطور المسلط على رقاب شعوب روسيا التي تئن من قمعه المنقطع النظير ، والمتواصل بشكل مفضوح أمام أعين العالم ، الذي يشاهد ما يجري من تهور وحماقات ، لكنه عاجز عن ابتكار أساليب حماية شعوب روسيا ، التواقة الى الديمقراطية ، بعد ان عانت من الدكتاتورية زمن الاتحاد السوفياتي السابق .
وللإشارة فان استقبال الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، بتلك الطريقة المهانة ، سبق للرئيس التركي Ardogan ان تعرض لإهانة مقصودة اشد من إهانة الرئيس الفرنسي ، ومرد ذلك ، حالة نفسية مريضة تعاني الضعف . ولإخفاء هذا الضعف وتحوله الى نقيضه ، يلجأ الشخص المريض لاصطناع مواقف تعطيه في اعتقاده / الوهم / يتوهم ، القوة على غيره من الزعماء الديمقراطيين ، الذين يمتازون عليه بأخلاق مزاولة السلطة ، بسبب انتخابهم من قبل الشعب ، دون اللف والدوران ، مرتين رئيسا للجمهورية ، ومرة رئيسا للحكومة ، ومرة رئيسا للجمهورية ، وبخلاف رؤساء الغرب الديمقراطيين ، الذين يغادرون بمجرد ان يصبح الدستور واجب التطبيق في حقهم ، كما في حق غيرهم .. ففي جميع الدول الغربية الديمقراطية ( الولايات المتحدة الامريكية ، فرنسا ، المانيا ، بريطانيا العظمى ، إسرائيل الأكثر ديمقراطية ) .... الخ ، لا يسمح لرئيس الدولة ان يجثم على الدولة ،طالما هو على قيد الحياة . بل لا يجب ان تتجاوز مدة انتدابه كرئيس ، دورتين اثنين ، لا ثالث لهما .. ودائما بالنسبة للإهانات في حق رؤساء الدول الديمقراطية ، فإهانته لم يسلم منها محمد السادس ، ملك المغرب المخزني البوليسي ، و اللاديمقراطي . فكانت إهانته لمحمد السادس بفرنسا ، اكثر وقعا ، لمّا كان القيصر يصافح رؤساء الدول ، وعندما دَنُوَ من محمد السادس ، امتنع من السلام عليه ، ملوّحا بيده بطريقة عنيفة ، تظهر كرهه لمحمد السادس.. .
ليس زحف جماعة " فاگر " نحو موسكو ، واعلانها العصيان العسكري ، الذي سيتزاوج مع العصيان المدني المنتظر ، والرافض لدكتاتورية القيصر ، وحده من عرّى على الوضع المُتداع ، لشخص القيصر نفسه ، والمرفوض كأسلوب حكم تجاوزه الزمن ، وتجاوزته الاحداث المسترسلة ، والمتواصلة بالمنطقة . بل لقد تعرت حقيقية ( قوة ) الجيش الروسي الكبير الذي ( لا يقهر ) ، عندما انهزم القيصر ، وانهزم جيشه ، الذي عجز امام أبواب العاصمة Kiev ، وراح يجتهد في صياغة التبريرات عن وقوف الجيش الذي ( لا يقهر ) ، عاجزا امام دخول العاصمة الاكرانية Kiev ، متضرعا بالمقولة التي تكررها الأنظمة العربية الدكتاتورية ، بعد كل ضربة يوجهها لها الجيش الإسرائيلي ، بان موسكو هي من سيختار الوقت المناسب لدخول العاصمة الأوكرانية ، والسيطرة التامة على ما يعتبره القيصر الامبراطور ، أراضي روسية يجب استردادها الى الحضيرة الروسية بأيّ ثمن .. وهنا حين يتمسك القيصر بشبة جزيرة " القرم " كأراضي روسية ، فالغاية من ذلك ، تبرير إضافة الى القرم الأوكرانية ، بسط اليد الروسية على باقي الأقاليم الأوكرانية الناطقة بالروسية ..
والسؤال هنا . هل اذا كانت هناك شعوب لا تتكلم اللغة الرسمية لبلد تعيش فيه ، لان لها لغتها الخاصة بها ، وبجوارها البلد الذي لغته الرسمية هي لغة الشعوب او الأقليات التي تعيش في البلد الذي لغته الوطنية الرسمية ليست لغة الأقلية التي تعيش فيه ، يجيز للدولة التي بها بعض الشعوب الذين يتكلمون لغتها ، ويعيشون في دولة أخرى ، لغتها الرسمية ليست هي لغة الشعوب الأخرى ، يبيح ويسمح للدولة التي بها شعوب تتكلم لغة غير لغتها الدستورية ، تشجيع التمرد والدعوة الى الانفصال ، وإعلان حرب التحرير باسم الشعوب التي تتكلم لغة ، غير اللغة المنصوص عليها في الدستور ؟ . فهل الفرنسيون مثلا الذين يعيشون في كندا ، ويتكلمون اللغة الفرنسية ، يعطي الحق ، والصلاحية ، والمشروعية لباريس ، لإعلان الحرب على كندا ، وإعلان انفصال " الكبيك " عنها ، فقط لان هناك فرنسيون يتحدثون الفرنسية ؟. ونفس الشيء يقال عن سويسرة التي تتكلم شعوبها خمس لغات ، وكل لغة تعتبر اللغة الرسمية لدول مستقلة بجوار سويسرة ، التي بها شعوب تتكلم لغات شتى .. فهل هذا الوضع سيعطي لفرنسا ، ولإيطاليا ، ولألمانية الحق في غزو الاتحاد السويسري ، بدعوى تحرير الأقليات التي تتكلم لغات ، هي لغة الدول المجاورة لسويسرة ؟ .
ان اكبر خطأ قام به قيصر روسيا " فلادمير بوتين " ، هو حين غزا ، ونكرر بان ما حصل لا كورانيا هو غزو ، هو إعلانه الحرب التي ضمن ربحها في اقل من 48 ساعة ، وربما اقل ، في حين ان الواقع كان يفي بأشياء لم يستطع القيصر الروسي تداركها ، بل لم يفطن لها . فما ضبّب عليه الوضع ، أولا الغرور والنرجسية المتولد بسبب الثقة العمياء في الجيش الروسي ، وعدم الاخذ بعين الاعتبار القوة الحقيقية للجيش الاوكراني ، الذي يقف وراءه الشعب الاوكراني ، ووقف وراءه الغرب الديمقراطي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ، الذين زينوا الأرضية للقيصر لدخول اوكرانية . لكن الأرضية كانت تعج بالأسباب المباشرة لهزيمة منتظرة ، كان يخطط لها على الأمد القريب ، بتوريط الروس في حرب ليس بحربهم ، وعرت عن حقيقة ( القوة ) التي للجيش الروسي ، كما عرت عن عدم فعالية الأسلحة الروسية امام الأسلحة الغربية . وهنا نتساءل : اين السوخوي 57 ، و 35 ، الميگ 41 ... وأين صواريخ س 400 ، و س 500 ... الخ ..
فقبل الغزو الروسي الظالم الذي خرب أوكرانيا ، وتسبب في الويل لشعبها المسالم ، الجميع كان يعتقد ، خاصة امام استعراضات الجيش الروسي ، وإظهار قوته المنفوخ فيها ( طوابير المدرعات على مسافة ثمانية كيلومترات ) ، انه اذا هاجم أكرانيا ، فهجومه سيكون خرجة صيد اليمام ، او ان الهجوم سيكون سفرا سياحيا ، وان الجيش الروسي الذي ( لا يقهر ) سيسيطر على كل أوكرانية خلال 48 ساعة ، وربما اقل . وان الشعب الاوكراني ، والجيش الأوكراني ، سيستسلمون للجيش الروسي الذي ( لا يقهر ) ، خلال فترة وجيزة ، ليتم محو بلد كان يسمى اوكرانية ، واصبح بلدا روسيا بقوة السلاح ، لفرض الامر الواقع ..
فهل حقق الجيش الروسي المنفوخ فيه بالهواء ، ملحمة بسط السيادة الروسية على البلد الأوكراني في مدة تقل عن 24 ساعة ؟ . وهل نجح الجيش الروسي في محو اكرانيا من الخريطة الدولية ، التي تعترف بالجمهورية الاكرانية ، كدولة عضو بالأمم المتحدة ، وبلد قائم الذات ، بكل ما تتوفر عليه الدول من شروط العضوية بالأمم المتحدة ..
أم أن اكرانية لم تكن ابدا دولة بالمفهوم المتعارف عليه ، فكانت ( شبه دولة غاب لا يحكمها قانون ) ، تعيش خارج المنظومة الدولية بالأمم المتحدة ؟ . فاصبح مباحا للروس غزوها ، والحاقها كتراب وطني بروسيا الاتحادية ...
ان دخول القيصر بوتين لأكرانيا ، زينته له الولايات المتحدة الامريكية ، بلد رجال السياسة الكبار، التي ورطت روسيا في حرب استنزاف ستطول ، ما دام جندي روسي واحد فوق التراب الاوكراني ، وورطت الغرب في حرب عجز عن القيام بما يجب القيام به ، قبل الغزو ، فاصبح الاتحاد الأوربي متورطا في حرب زينتها له واشنطن ، من خلال تصريحات وليس بوعود ، بما يجعل الانفاق الأوربي باسم محاربة الغزو ، مستمرا بلا هوادة ، فاصبح الاتحاد الأوربي مهتما بالقضية الأوكرانية التي تهدد أمنه العام ، المفروض ضرورة حمايته من قبل " الناتو " ، الذي تقوده أمريكا ، بما يخدم ويحافظ على مصالح واشنطن الخاصة ، التي تتعارض في اكثر من منطقة ، بالمصالح الاوربية التي ليست هي المصالح الامريكية . وهذا التناقض ليس فقط بين الاتحاد الأوربي ، وبين واشنطن رغم عضويتهم معا في حضيرة حلف " الناتو "، سيظهر جليا عند فاجعة غزو " الوحش كورونا " ، الذي عرى على التناقض العضوي ، ليس فقط بين الاتحاد الأوربي وبين الولايات المتحدة الامريكية ، بل ان التناقض طفى على السطح بين دول الاتحاد الأوربي انفسهم ، قبل ان تتبخر القوانين التي تحكم العلاقة بين دول الاتحاد الأعضاء في " الحلف الأطلسي " ، وبينهم وبين أمريكا .. فالاتحاد الأوربي اصبح اليوم بين مطرقة القيصر الروسي ، وسندان المخطط الامريكي . ومثل نجاح أمريكا في توريط القيصر الامبراطور فلادمير بوتن في غزو أوكرانيا ، وهو نفس الأسلوب استعملته واشنطن مع صدام حسين ، حين شجعته السفيرة الامريكية بالدخول الى الكوت ، ونجاحها في ترك مواقف الاتحاد الأوربي من التهديد الروسي بالاجتياح ، رخوة ، حيث النفقات الغير محدودة التكاليف التي اثقلت الكاهل الأوربي ، فواشنطن أعطت إشارات خادعة للأوربيين ، وللرئيس Zelensky ، فهمها فهما غير صحيح ، معتقدا ان الولايات المتحدة الامريكية ، ستهب للحرب المباشرة مع الجيش الروسي ، في حين سنجد ان الموقف الأمريكي الحقيقي ، الذي اعطى إشارات خادعة لرئيس اكرانيا ، يتخلى عنه عندما جَدّ الجِدُّ ، خاصة عندما اعلن الرئيس John Biden مرات عديدة ، بان الولايات المتحدة الأمريكية ، لن تدخل الحرب مع روسيا من اجل اكرانيا .. وهنا سنجد المواقف الغربية من الازمة الاكرانية ، كانت ولا تزال جد متقدمة من الموقف الأمريكي الذي يدير ما يجري في أكرانيا بمنطق " الكوبويْ " Cowboy ، لا بمنطق العدالة الدولية ، وموقفها مِنْ ما يجري بأكرانيا ، التي تعرضت للغزو ، باستعمال القوة العسكرية المفرطة التي يدينها القانون الدولي .. فالوعود الكاذبة لواشنطن ، شجعت رئيس اكرانيا Zelensky ، على تحد القيصر الروسي الذي لم يعد في اعتقاده ذباً روسيا . وعوض ان يدخل الرئيس في مفاوضات مع موسكو، تجنبا لحرب الأرض المحروقة ، وينجي اكرانيا من الدمار الشامل الذي كان ينتظرها ، تاق في الوعود الامريكية الخادعة ، التي تعرت منذ لحظة الغزو اللاقانوني لدولة اكرانيا ، العضو بالأمم المتحدة .. فلو جلس رئيس اكرانيا Zelensky ليتفاوض دفاعا عن بلده ، لتم تجنيب أوكرانيا الوضع التي أصبحت عليه اليوم .. فما معنى اشتراط القيصر الروسي فلادمير بوتين ، عدم انضمام اكرانيا الى الحلف الأطلسي ، ليصبح جارا لروسيا الاتحادية ، -- والحال ان الحرب الأيديولوجية انتهت -- ، هو الشرط الوحيد لإيقاف الغزو الروسي لأكرانيا .. واذا كان شرط القيصر بعدم انضمام اكرانيا لحلف " الناتو " ، حتى لا يصبح الحلف الأطلسي بحدود روسيا ، فماذا سيقول القيصر الروسي ، عندما ستصبح فلندا La Finlande ، و السويد Le Suède أعضاء بالحلف الأطلسي ؟ . وهذا يُثْبت ان الغرض الروسي من غزو اكرانيا ، ليس هو الدخول الى " الحلف الأطلسي " الذي يرفضه القيصر الروسي ، بل ان أطماع فلادمير بوتين ، كانت تهدف تثبيت مِلْكية شبه " جزيرة القرم " ، واجتياح المناطق الاكرانية المجاورة للروس ، التي تتحدث اللغة الروسية بدعوى الحماية ..
فلو كان الرئيس Zelensky ، حقا يقدر حجم الاخطار التي تنتظر اكرانية الدولة ، لبادر الى الدخول في المفاوضات مع الروس ، من جهة لنجاة الدولة الاكرانية من الغزو الذي كان مخططا له ، ومن جهة لإحراج القيصر حتى لا يخرج عن القانون الدولي ، ومن جهة اللعب على الوقت القادم ، خاصة انتظار تغييرات بروسيا قد تنتهي بذهاب فلادمير بوتين ، وتغييرات بكل المنطقة ، عندما يصبح قيصر روسيا غائبا او مغيبا ، سيما والرئيس القيصر يعاني من اضطرابات صحية بسبب التقدم في السن ..
فماذا جنى zelensky الذي ضيع فرصة العمر في الاحتفاظ بكل الدولة الاكرانية ، وانزوى وراء الوعود الامريكية المعسولة ، حتى عندما جد الجد ، صرحت أمريكا وبالفم المليان ، انها لن تدخل الحرب مع روسيا بسبب أكرانية ..
الآن الإدارة الامريكية استأثرت بالجميع ، واغرقت الجميع في المستنقع الاكراني الذي كلف الكثير ، غرق الجيش الروسي الذي ( لا يقهر ) ، فاصبح بعد الهزيمة يقهر او قابل للقهر ، وغرقت دول الاتحاد الأوربي في المستنقع الاكراني ، خاصة المانيا وفرنسا وبريطانيا ، وغرق الروس الذين ظهر عيبهم عندما عجزوا عن الدخول الى Kiev وتراجعوا خاسرين ، ومتأزمين نفسيا ، وغرق Zelensky ، لأنه اضحى العوبة يتلاعب بها الجميع ، وفي جميع الاتجاهات .. والولايات المتحدة الامريكية تتحدث عن كلفة إعادة بناء الدولة الاكرانية بأكثر من 400 مليار دولار ، وطبعا الحظ في إعادة البناء ، سيكون من نصيب الشركات الامريكية الكبرى ..
عندما كان الروس يلعبون على نفسية الخصوم ، من خلال الصور المتداولة للجيش الروسي الذي ( لا يقهر ) واصبح قابلا للقهر ، خاصة عرض صور رطل من الدبابات الروسية التي وصل ثماني كلومترات ، ظن العالم ان الجيش الروسي سيسيطر بالكامل على اكرانيا في ظرف اقل من 24 ساعة .. لكن الحقيقية الجلية ، اثبتت عكس ما نظر له ، وفهمه المختصون بالشؤون العسكرية .. فتحديد مدة 24 ساعة للسيطرة على كل اكرانية ، وانّ شعبها وجيشها سيستسلمون طواعية ، جماعة وفرادى للجيش الروسي ، كذبته وقائع الحرب الدائرة والتي تدور ، وقد مر على هذه ( الحرب ) الغزو اكثر من سنة مرت ، والجيش الروسي الذي بشر الجميع بسحقه للمقاومة ، اصبح غارقا في مستنقع ندم دخوله ، ولو كان القادة الروس العسكريين على علم بالتطورات اللاحقة ، مع الطاقم السياسي، فانهم لن يدخلوا ابدا اكرانية التي عرت عن حقيقة الجيش الروسي الذي عجز الدخول الى Kiev ، وعجز في حسم الغزو، ونتائج الغزو ، بما كان يريده القيصر الروسي ، لتسجيل وضع جديد للاتحاد الروسي ، مقارنة مع فرنسا وبريطانيا ، وألمانيا ، والولايات المتحدة الامريكية .. ولو رجع فلادمير بوتين الى الحرب الروسية الأفغانية ، التي انهزم فيها الروس شر هزيمة ، ما كان لروسيا ان تفكر يوما بغزو اكرانيا او غيرها من الدول .. فالحرب اليوم هي بين الكرملين Le Kremlin ، بمنظريه الايديولوجيين والعسكريين ، وبين الشعب الاكراني المتمرس في حرب العصابات ، كما تجسد ذلك الثقافة الشرقية ..
لقد أصبحت الحرب الاكرانية التي غرق في مستنقعها الجيش الروسي ، مُتحكم جديد في تطور لم يكن منتظرا ، ولا متوقعا من قبل جميع اطراف الصراع ، باستثناء الولايات المتحدة الامريكية التي دعمت إشعال الحرب ، حتى تتحكم في جميع مكانزماتها ، سواء الحكم في اكرانية الذي يكون قد ندم عندما رفض التحاور مع موسكو ، حول مطالب لن تؤثر في الوضع القانوني للنظام ، او القيصر الروسي الذي يكون قد ندم على مغامرة الغزو ضد القانون الدولي ، او اوربة التي وجدت نفسها متورطة في المستنقع الاكراني ، دون ان تؤثر فيه ، ويبقى المؤثر الوحيد المتحكم في اللعبة ، وفي خيوطها المختلفة ، هو واشنطن التي خرجت لوحدها منتصرة على الجميع .. ومرة أخرى عندما اعلن الرئيس الأمريكي الديمقراطي John Biden ، ان الولايات المتحدة الامريكية لن تدخل الحرب مع روسيا من اجل اكرانية .. اصبح واضحا ان الامريكان ، وحدهم يهضمون قواعد النزال ، وبيدهم وحدهم مفاتيح الحل ، لجميع المشكلات الدولية ، وبما فيها نزاع الصحراء الغربية .
ان الشعب الروسي ، ساخط على الحرب الاكرانية ، والتي ليست حربه . مما يفسر هذه القناعة عدد الضحايا الذين سقطوا وعددهم بالألاف ، والخسائر الفادحة في العتاد العسكري الذي ظهر دون المتوقع منه . فلو اكمل تنظيم Wagner زحفه نحو موسكو ، فان شعوب روسيا الاتحادية سيخرجون لاستقباله ، وسيتحول الاستقبال الى عصيان مدني ، وانتهاء بانهيار نمط الحكم الدولتي الذي يقوده القيصر فلادمير بوتن ، بتكتيك الخمسينات ، والستينات ، والسبعينات ، وليس بتكتيكات اليوم التي تركز على البراغماتية ، وعلى الحرب الخاطفة . ولو كانت القيادة الروسية في شقيها ، القيادة السياسية ، والقيادة العسكرية ، ملمة بطبيعة النتائج التي ستترتب على الغزو الروسي لأكرانية ، وضد الشرائع الدولية .. لما أقدمت موسكو على الغزو الظالم . بل كان لها ان تتخذ نفس المواقف من انتماء La Finlande ، و دولة السويد La Suède ، الى حضيرة حلف " الناتو " ، وهم جيران روسية الاتحادية ، حيث سيصبح " الحلف الأطلسي " على حدود روسيا الجغرافية .. فهل من فرق بين انضمام اكرانية الى " الناتو " ، وانضمام كل من " السويد " و" فنلندة " الى الحلف ، وهم جيران روسيا الاتحادية ، التي لا تزال تعتمد الاطروحات السياسية التي ماتت ، بتحلل وسقوط الاتحاد السوفياتي ، وسقوط أنظمة برجوازية الدولة في اوربة الشرقية ، التي كانت تحكم باسم ( الشيوعية ) ، وباسم ( المبادئ الاشتراكية ) .. ومرة أخرى نتساءل من خلال تورط الروس في الحرب التي تجري بمسميات شتى : اين طائرات السوخوي 57 ، و 35 ، وأين طائرات الميگ Mig الحديثة من مختلف الأصناف .. وأين صواريخ س 300 ، وس 400 ، وس 500 ، وأين الأسلحة التي تزود بها الدول الموالية لها ، كالجزائر والهند ؟ ..
واجمالا . لقد انهزم الجميع امام الغزو الروسي لأكرانية . انهزم الجيش الروسي شر هزيمة عندما عجز عن الدخول الى عاصمة الدولة Kiev ، وعجز في حسم حرب بَشّر بنهايتها في اقل من 48 ساعة ، ولتطول الى اكثر من سنة ، كلها خسائر فادحة في الأرواح ، وفي العتاد .. وانهزم Zelensky ، لأنه وضع كل بيضه في السلة الامريكية ، التي استعملته كطعم للروس وللأوربيين ، ولم ينجح في تفادي الحرب بسبب عدم فهمه إشارات الولايات المتحدة ، التي لم تتعدى درجة الوعود حتى الغير معسولة ، وانهزم الاتحاد الأوربي ، الذي وجد نفسه متورطا في حرب ليست بحربه ، فاقتصر الدعم الأوربي من خلال الدولار واليورو ، وارسال الأسلحة الثقيلة التي لن تفيد شيئا في الحالة الاكرانية ، التي تتطلب حرب الشعب الطويلة الأمد ، مثل حرب الفيتنام ، وحرب أفغانستان ، والحرب الكورية ، وحروب الهند الصينية .. ففرض العقوبات الاقتصادية على روسيا الاتحادية ، ستنال من شعوب روسيا ، وانْ كانت ستنال من القيادة الروسية ، فهي لن تؤثر فيها تأثير العقوبات على الشعوب التي تنتظر رفع المشعل للقطع مع دكتاتورية القيادة ، خاصة طغيان القيصر الروسي فلادمير بوتين الذي شغل خمسة عشر سنة كمدير عام لجهاز الاستعلامات الروسي KGB .وللأسف لم يستفد من كل ما راكمه طيلة حياته وتجربته ، وخاصة وان حرب أفغانستان التي تسببت في سقوط الاتحاد السوفياتي ، لا تزال آثارها لم تنمحي بعد .
وبعد ان كان الجميع ينظرون الى روسيا في عهد القيصر فلادمير بوتين ، منظار المهابة والاحترام ، ستكون مغامرة الرئيس " بوتين " بغزو اكرانية ، لفرض سياسة الامر الواقع ، وعجزه في حسم معركة الغزو خلال مدة وجيزة ، وعجزه من دخول العاصمة Kiev ، لأنه لو نجح في دخولها ، لكان للأوضاع ان تكون قد تطورت في صالح الجيش الروسي الذي سيسمى حقا بالجيش الذي ( لا يقهر ) ، ولكان للدولة الروسية اليوم ، مكانة أخرى ، ليست مكانة الهزيمة التي يجتر لوحده نتائجها . فحتى الصين عندما تراءى لها نتائج الغزو السلبية ، الهزيمة ، سلت شوكتها كدولة مناصرة لروسيا ، ولتتخندق مع الوضع الجديد ضمن دول الحياد . بل ان القيادة الصينية ، ستكون قد استخلصت العبرة من الغزو الفاشل لروسيا لأكرانية ، على القضية " التيوانية " ، حيث لم تعد بكين تستعمل لغة التهديد بالاجتياح ، بل تراجعت من التهديد بغزو " تيوان " ،الى الدعوة لإنصاف التاريخ التيواني الذي يشهد بصينية تيوان ...
ان اعلان تمرد جماعة Wagner ، وتهديدها بالزحف نحو موسكو ، قد افقد الرئيس فلادمير بوتين زمام القيادة ، لابتكار الحلول الأنسب ، والحق إهانة اكبر بالرئيس الذي اصبح الجميع ينتظر ذهابه . فهزيمة الجيش الروسي المجلجلة ، وتبخر كل التنظيرات المُروّج لها ، انعكس على الوضع المشفق عليه للرئيس القيصر ، الذي حان وقت رحيله ، سواء باعتماد ( الديمقراطية ) الانتخابات ، او بالعصيان المدني في كل البلاد ، الذي سيسرع بذهاب القيصر ، مع البقاء على إمكانية محاكمته .. فحين تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال في حق الرئيس شخصيا ، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية ، وغزو بلد عضو بالأمم المتحدة ... تكون حرب اكرانية قد الحقت الإساءة بشخص الرئيس ، وبحق روسيا التاريخ ، وروسيا الدولة .. وطبعا لقد انعكست هذه المخلفات السلبية ، على مكانة الرئيس فلادمير بوتين ، في علاقاته مع الجمهوريات الاسيوية ، التي لم تعد تنظر للرئيس بنفس الاحترام والوقار . وحين تتدنى درجة الاحترام للرئيس القيصر الروسي ، فمعنى هذا ، ان فلادمير بوتين ، لم يعد هو نفس الشخص قبل الغزو .. وروسيا الدولة النووية ، لم تعد كذلك بعد الغزو الذي انتهى بالفشل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟