الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرد فاغنر: مؤامرة ام فعل منتج للتغير؟

مزهر جبر الساعدي

2023 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


(تمرد فاغنر: مؤامرة ام فعل منتج للتغير)
في العقدين الأخيرين اي منذ بداية القرن الحادي والعشرين؛ يقول اغلب المحللين السياسيين، او من اغلب الكتاب السياسيين؛ من انه لا وجود لشيء او لأمر اسمه مؤامرة؛ بعبارة اخرى ان جميع ما يجري في العالم من تغييرات في الحكومات او في غيرها من التغييرات؛ هي بدوافع داخلية؛ وهذا القول يجافي الحقيقة والواقع الدولي بما فيه من صراعات؛ تدفع الدول الكبرى بالزرع المتبادل لأدوات التغيير والضغط وهز اركان السلطة والمجتمع في الاستهداف المتبادل. في هذا.. لا قصد التغييرات والتحولات التي تحدث بفعل التطور التاريخي او ان الاوضاع ونضوجها وارتفاع سقوف وعي الناس الذي يضغط باتجاه؛ الحاجة الى تغيير الاوضاع بما يجعل منها منصة او قاعدة لانطلاقة جديدة؛ كرافعة للأوضاع تلبي او حتى تسبق وعي الشعب في تهيئة البيئة لهذا التطور لجهة تعميقه وتوسعته. الامر الأخير او التغييرات الأخيرة لها في الكثير منها مبرراتها المقنعة تماما؛ وهي خارج اطار المؤامرة، لأنها جاءت بفعل داخلي وليس بتأثير خارجي. في اغلبها يجري تمرير التغييرات بهدوء او بهامش من العنف قليل جدا؛ لأن الأوضاع تكون قبل بدء التغييرات متهيئة في جميع الصعد؛ للتحول والتغير، كما ان كوابح السلطة بالوقوف في وجه هذه التغييرات والتحولات تكون ضعيفة ومساحة حركتها تكون صغيرة جدا، وربما في البعض من حالات التغييرات لا تجد لها مكانا للوقوف عليه؛ لمواجهة هذه التغييرات. لكن في المقابل مساحة المؤامرة هي الغالبة في الوقت الحاضر ومنذ قرن من الآن. عليه فان المؤامرة موجودة تماما، اما الحديث عن عدم وجودها فهو حديث غير واقعي ابدا؛ ويدفع بحركة الواقع خارج التحليل الحيادي والمنصف في الوصول الى الحقيقة. في تحليل الاحداث الأخيرة في روسيا التي تخوض حربا مصيرية في اوكرانيا؛ نتائجها سوف تتقرر على ضوئها مصير روسيا، وليس مصير الرئيس الروسي بوتين، كما انه ومن الجانب الثاني؛ ان نتائجها سوف يتقرر على ضوئها مصير الولايات المتحدة الامريكية تحديدا ولا اقصد هنا مصيرها كدولة عظمى فهذا الامر له شأن اخر، بل ان ما اقصده هو قيادتها للعالم وتحكمها بمصائر الكثير من الدول والشعوب على ظهر كوكبنا هذا. اولا وقبل كل شيء من المستحيل ان تنهزم روسيا او ان روسيا بوتين يسمح بهذه الهزيمة ان تحدث. في هذه الحالة، حين تلوح في الافق اشارات الهزيمة، وطبقا للعقيدة العسكرية الروسية سوف تستخدم سلاحها النووي التكتيكي، وهذا الامر تدركه امريكا ويدركه الغرب الامريكي. ثانيا وبصرف النظر عن تصريحات مسؤولي امريكا والغرب الامريكي في اتجاه دعم اوكرانيا غير المحدود؛ هؤلاء المسؤولون في امريكا وفي الغرب الأمريكي عندما يعرفوا ان الحرب في اوكرانيا وصلت الى نقطة او محطة التفجير الكارثي؛ سوف تتغير مواقفهم باتجاه ايجاد منصة او قاعدة للتفاوض. هذا يعني ان تحصل روسيا على جميع اهدافها من عملية الغزو لأوكرانيا او حسب تسمية الروس لها من انها عملية خاصة في اوكرانيا. لهذا ومن وجهة نظري المتواضعة ان ما حدث في روسيا مؤخرا من تمرد شركة فاغنر شبه العسكرية؛ هو ربما، وربما كبيرة جدا، مؤامرة للمعطيات الواقعية التالية: اولا الاعلام الامريكي والغربي الامريكي الذي تحرك بسرعة البرق من دون ان ينتظر النتائج وكأن رئيس فاغنر سوف يطيح بحكومة موسكو، وليس مقدمة لحرب اهلية. ثانيا المناورات العسكرية الضخمة جدا في كندا وفي السواحل الامريكية قبل ايام من تمرد شركة فاغنر. ثالثا اجتماعات او اتصالات بايدن السريعة جدا من دون ان انتظر لو لساعة ما سوف ينتج من نتائج عن تمرد مجموعة فاغنر؛ مع رؤساء فرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا؛ مما يشير الى ان الامر برمته ربما مبيت وان امريكا والغرب الامريكي على علم مسبق به، وبأهدافه. ثالثا المسؤولون في امريكا وفي الغرب الامريكي؛ اكدوا بعد ساعة ربما اكثر قليلا؛ ان اهداف رئيس شركة فاغنر شبه العسكرية؛ هو الاطاحة بحكومة بوتين؛ وان نجاح هذا الهدف؛ يتوقف على موقف الحرس الوطني الروسي في الساعات القليلة المقبلة.. رابعا ان تصريحات رئيس شركة فاغنر شبه العسكرية وهي تخوض حربا شرسة في السيطرة على باخموت؛ ادلى بأقوال قال فيها؛ ان ليس هناك اي تهديد من قبل الناتو لروسيا. وما الاقوال عن هذا التهديد ماهي الا من بنات افكار وزير الدفاع التي اقنع فيها بوتين. هذا القول يتقاطع تماما مع الطبيعة التي بها يتم اتخاذ قرار مصيري مثل قرار الحرب في اوكرانيا وعلى ما ينطوي عليه من مخاطر كارثية اذا ما انزلق الوضع وخرج عن السيطرة. تصريح زعيم فاغنر هذا لا يمكن ان يصدر عن مسؤول يحرص على انتصار بلده الذي يخوض حربا سوف تقرر مصير هذا البلد. إنما من الممكن ان يتم مناقشة هذه الحرب ومآلها في الغرف المغلقة مع مسؤولي صناعة القرارات الروسية. خامسا التصريحات الأخيرة لاستخبارات روسيا البيضاء والتي بينت فيها؛ ان بولندا واستخباراتها؛ جندت مناوئين او معارضين لحكومة كاوشينكو؛ تقوم بدعم واسناد عمل عسكري في داخل روسيا البيضاء للإطاحة بحكومة كاوشينكو. هذه التصريحات؛ اعتقد لها حظ وافر من الحصة او من انها حقيقية وواقعية. عليه؛ اعتقد بدرجة كبيرة جدا، ان لم اقل هي الواقع المتحرك على الارض بعينه، وهو؛ ان الاحداث الاخيرة في روسيا؛ مؤامرة من قبل امريكا والغرب الامريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة