الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا حسافة...ما دامتْ الفرحة يا زيلينسكي !

محمد حمد

2023 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هناك حالات لا يمكن لايةِ دولة في العالم التساهل معها أو التغاضي عنها ابدا: الخيانة والعصيان المسلّح، خصوصا في زمن الحرب...

تخيّل البعض، من المتصيّدين في الماء العكر، من امريكان واوروبيبن، أن خمسة آلاف مرتزق من شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، يمكنهم أن يغيّروا النظام (أو يسقطونه) في دولة نووية عظمى مثل روسيا. واذا كان الأمر بهذه السهولة، واذا كان لدى شركة "فاغنر" هذه الإمكانية والقدرة والارادة، فلماذا لم يذهب مقاتلوها إلى عاصمة اوكرانيا كييف لاسقاط النظام النازي فيها وانهاء الحرب التي كلّفت "فاغنر" آلاف القتلى والجرحى؟ بدلا من "الزحف" الى موسكو، خصوصا وأن مقاتلي ابن العلقمي يفغيني بريغوجين، سبق لهم وان قاتلوا هناك، وقتلوا،كما يقولون، آلاف الجنود الاوكرانيين وقدّموا، كما بقولون ايضا، آلاف القتلى والجرحى من رفاقهم؟
لقد خابت آمال كل من عوّل على عمل إجرامي رذيل في ظرف تقف فيه روسيا بكامل قدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية في مواجهة تهديد نازي خطير على حدودها، مدعوم بكم هائل من الأسلحة المختلفة والأموال الطائلة والدعم السياسي والإعلامي اللامحدود. اضافة الى آلاف المرتزقة الاجانب.
ومن الواضح ان الاضواء اخذت تتضاءل والاحاديث بدأت تقلّ تدريجيا في وسائل الاعلام، خصوصا بعد تحرير مدينة باخموت، عن "بطولات" و"معجزات" وانتصارات شركة فاغنر ومقاتليها، لجأ رئسيها ومؤسسها يفغيني بريغوجين الى الحصول على حصّته من الدعاية الاعلامية وتسليط الاضواء على شخصه الغير مبجّل، والذي تدور حوله مئات الشبهات ومن كل نوع، لجأ هذا الرجل الى اكثر السُبل خِسّة ونذالة في التاريخ، فاختار سبيل الخيانة والتمرّد. وبالتالي "سخّم وجهه" بالعار الذي قذفه خارج روسيا، دون ان يكسب شيئا. اللهم باستثناء اموال طائلة من بيلاروسيا ومن روسيا بشكل غير مباشر. وذالك للتخلّص من شروره والسيطرة على نزواته. والمعروف ان المرتزقة، مهما كانت اشكالهم والوانهم وقومياتهم ، لا دين ولا ربّ لهم غير المال. الذي هو سبب وهدف وجودهم. وان المرتزقة في كل مكان ليسوا اكثر من "بنادق للإيجار" لمن يدفع اكثر.
لقد قيل لنا ان المتمرّد وناكر الجميل، مؤسس شركة فاغنر العسكرية سوف ينتقل الى بيلاروسيا. لكن الحقيقة التي لا تخفى على ذوي الالباب، هي ان الرجل تمّ نفبه الى هناك مطأطأ الراس. ومن الآن فصاعدا سوف تكون قواته ومعسكراته تحت المراقبة الشديدة من الارض ومن السماء . وان اي تصرّف ارعن او "زلّة قدم" او لسان غير مدروسة سوف تكلّفه ثمنا باهثا. فالرجل خلق لنفسه، بعد ان ركبه شيطان الغرور والزهو، أعداء كثيرين داخل روسيا وخارجها.
وفي موضوع ذي صلة نشرت جريدة "الجمهورية" الإيطالية واسعة الانتشار ما يلي: "تم العثور في مقر شركة فاغنر" في مدينة بطرسبورج على 43 مليون يورو ( رواتب للمقاتلين كما يدّعي بريغوجين نفسه) إضافة الى جوازات سفر مزورة مع صور لقادة "فاغنر" . كما تم العثور في نفس اسلحة وسبائك من الذهب".
ان القيادة العسكرية الروسية تصرّفت في هذا الموضوع بمنتهى الحكمة وضبط النفس: فضّلت الحوار على قوة السلاح، والعقل بدل العاطفة، والمسؤولية بدل اللامبالاة والتهوّر. واستطاعت ان تجنّب روسيا، وربما العالم اجمع، ما لا تحمد عقباه ولا احد يتمناه باستثناء مهرج اوكرانيا زيلينسكي، الذي رأح يرقص طربا "ويدگ" اصبع، طبعا دون الكفّ عن المطالبة بالمزيد من الأسلحة ليقضي على جميع مواطنينه من أجل المخرف جو بايدن و "آكلة الاكباد" اورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية التي أصبحت "رهينة المحبسين" حرب اوكرانيا وهيمنة امريكا.
وفي الحتام، لابد من الاعتراف بالجهود الخيرة والمساعي النبيلة التي قام بها فخامة رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، الذي حقق ما يشبه المعجزة في الساعات ال 24 التي كادت ان تزجّ العالم في غياهب المجهول...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و