الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطاقة الإيرانية الى باكستان في خطر بسبب الهجمات المسلحة

هشام جمال داوود

2023 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


إن محاولة باكستان لحل أزمة النقد الأجنبي عن طريق استيراد الطاقة من إيران يمكن أن تكون في خطر لأن هجوماً مسلحاً بالقرب من حدودها قد ألقى بالشكوك على الصفقات المستقبلية.

ففي 21 آيار قتل خمسة من حرس الحدود الإيرانيين في ساراڤان وهي بلدة في إيران تقع بالقرب من الحدود مع باكستان.
وقع الحادث بعد ان قام رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بافتتاح خط نقل بقدرة 100 ميغاواط في قرية حدودية والذي سيوفر نقل الكهرباء الإيرانية إلى مركز ميناء گوادر في جنوب باكستان الذي جذب الاستثمار في إطار تطوير البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق الصينية.

انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الهجوم باعتباره "عملاً ارهابياً" ومحاولة لإلحاق الضرر فيما يخص التعاون والعلاقات الودية بين طهران وإسلام أباد، خاصة وان هذا الاعتداء وقع بعد أول اجتماع فردي للقادة منذ عقد من الزمان.

ومع ذلك تحملت جماعة مسلحة تسمى "جيش العدل" مسؤوليتها عن قتل حرس الحدود انتقاماً لما تصفه المعاملة السيئة للأقلية المسلمة السنية في إيران الشيعية.

المدير المؤسس لبرنامج إيران في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقرا له قال: "يمكن لهذا الهجوم أن يفسد الصفقات المحتملة للطاقة بين إيران وباكستان" وأضاف "لا يمكن تحقيق التعاون الاقتصادي في بيئة ينعدم فيها الأمن".

قبل بضعة أيام اقتحمت مجموعة متطرفة أخرى منشأة لإنتاج الغاز الطبيعي والنفط في شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية مما أسفر عن مقتل أربعة من رجال الشرطة واثنين من الحراس الخاصين.
بينما تتعامل البلاد مع أزمة اقتصادية تتخللها تضخم بنسبة 36% (اعتبارا من نيسان) وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، حيث انخفضت مستويات الفوركس في البلاد إلى حوالي 4.3 مليار دولار أمريكي وهو رقم لا يمكن أن يكون كافيا إلا لمدة شهر واحد تقريبا من الواردات.
علاوة على ذلك فإنها تواجه أيضا 3.7 مليار دولار أمريكي من الديون الخارجية المستحقة هذا الشهر وتوقفت خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة 7 مليارات دولار أمريكي.
نظرا لانخفاض إمداداتها من الدولار الأمريكي تحاول إسلام أباد عقد صفقات طاقة مستقبلية مع إيران لأنها تستطيع دفعها بالعملة المحلية.

وقال برزيميسلاف ليسينسكي الخبير في الشأن الإيراني في أكاديمية دراسات الحرب في وارسو في إشارة إلى هجوم حرس الحدود "بدون وقف مثل هذه الحوادث لن يكون التعاون في مجال الطاقة بين باكستان وإيران ممكنا".

قال مسؤول حكومي باكستاني، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث مع وسائل الإعلام، إن إسلام أباد تريد إضفاء الطابع الرسمي على واردات النفط من إيران حتى تتمكن من دفع ثمن الإمدادات بالعملة المحلية، لكن العقوبات الأمريكية على إيران بسبب برنامجها النووي يمكن أن تعقد الصفقات ما لم تتمكن إسلام أباد من التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.

وقال ايضاً "ستحتاج باكستان إلى إيماءة من الولايات المتحدة للمضي قدما في هذا الترتيب".

إن العديد من المسؤولين الحكوميين الباكستانيين قالوا بدورهم إن إسلام أباد وطهران تجريان محادثات لاستئناف مشروع خط أنابيب عبر الحدود الذي يمكن أن يوفر 750 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي الإيراني إلى باكستان أي ما يعادل 20% من احتياجاتها.

واخيراً تقدمت باكستان بطلبٍ من واشنطن التنازل عن أي عقوبات قد تواجهها لاستيراد الغاز من إيران ولكن لم يتم الإعلان عن أي قرار بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام