الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد

عبد الله خطوري

2023 / 6 / 27
الادب والفن


مِنْ روايتها شهرزادُ حَكَتْ عن كيان مبهم آسمه سندبادُ أبدًا لَمْ تَكُنْ أنايَ أناهُ وعن ليال في هواها مُحْمِقَاتٍ باحَتْ لَمْ أكُ لحظةً طيفا في سَناها، حَمِقًا ظللتُ، واكَبِداهُ، رابضًا كمُنْبَتٍّ هناك إياهُ إياهَا ... وفي آلرحلة آلتي لم تكن، ظل سندباد رهين يمه آلمحتار .. كل شيء ينتفخ متورما ساخطا حارقا ومحترقا .. يصعد الدم لا يهبط .. يهبط لا يتجلَّدُ .. خارج النّفْس خارج الروح خارج البَدَنِ خارجَ الآه التي تسكنُ آلمتاهَ مكث رُوَيْدا على مهل يترقب آلمتاحَ يُدَخِنُ سخام آلذكريات ينفث الرماد الكابي .. هوووف .. يجأر حتى أدمَنه الضجرُ والزمنُ السليط آﻷغبرُ، فقرر على مَضضٍ أَنْ يمزقَ لَحمه أشلاء يرميها مأدبةً للمرَدة للأباليس لأطيار آلخرافة .. الهَيْكل العظمي المأفون تُطَقطِق غَضاريفُه سُمّا أجاجا زُعافا .. قد آستراح مَنِ آستراح مِنْ نَتَنه .. هنالك بعيدا، وضعوه بين المطرقة والسَّنْدَان فوق آلخَوازيق خرقوه .. الحَدّادُ لا يشبعُ، لا يصهدُ، لا يَعْيَى، لا يَرشحُ عَرَقا رغم الجو الحانق والإعصار الماحق حرقوه (١) .. تُسعرُ النارَ آلزبانيةُ .. تغريها .. تَخِزُ أحشاءَها؛ فتستجيبُ المرجومة، تزيد لوعة تستعر آشتياقا .. عبثا حاولَ الصراخَ .. لا نِدَاءَ يُجابُ في براري اليباب .. طوقوه من كل مكان .. أصبح لونه كأقنان عبيد آلأوطان .. أمطروه حجارة من رجوم حناديس آلنيران .. طَلَوْهُ بالقار بالزفت بالقطران .. حَنّطُوهُ في غير كفن في خندق صفدوه في إحدى دهاليز سِيلُولَاتِ (٢) آلضيم جرجروه ريثما ريثما ... وعلى الرأس النضاحة بالفوار تَدُورُ الدّوائرُ .. يُبْحِرُ الْجَدَثُ إلى عَوالمَ مِنْ عُباب مِنْ زُلاَل من زرقة في آلزعاف .. تجِفُّ الخَلايا .. تتبخّرُ مسام المَسامُ .. قَدَره الكَسِيفُ مترنحا يتشبّتُ مايزال بغبش الجُذور المَجْدُومَة .. يَرْنُو هناكَ حيث بقايا مِنْ أُمَيْل تُداعبُ ظلال سُحب ضُحًى رَعناء بلا ظلال .. وألف عَيْنٍ تثقبُ الحَنايا المَكلومةَ .. تتربَّصُ .. وعلى مَهل تنتظر .. لا مجالَ للحياة في حياة كهوف آلمنحدرات .. سَفح آلأطلس مُعتركٌ .. مرج آلمروج متلاطمُ .. الضغينةُ تأكُلُ الضغينةَ في لهاثها آلمعطوب .. الأوْصابُ تتناسلُ في غَسَقِ دياجير آلمدن الكسيفة كشُهب مِنْ نيون تغتالُ مدارك جأش فتوة آلفتيان تموتُ .. ترجمُ نفسَها بنفسها الأمنياتُ .. تتمرمر تشتعلُ تحتضرُ .. تنهارُ بآستمرار تمتد إلى آمتداد في الأبد .. هل ثمة أمل لمَجدافه آلمنكسر الواهن ؟ هل يَخْطُو القاربُ الساكنُ أمشاجَه، خطواتِه السّلَمُونية الأخيرة ؟ هل "جلجاميش" يَعِي فواجعَه في الزمن المَقهور العسير .. في الواقع الأسير ؟ هل آنتهتِ القضية ؟ هل مات زمنُ إبحاركَ أوليسيوس ؟ هل بينيلوبك آنتهت من نسج حكايتها آلمتناسلة ؟ هل سيكمل الإبحار سندبادُ ؟ هل سأكمل المسير أنا ؟ هل سأصعد تلك الوهاد أرتقي شعابات قممنا المكلومة هل ..؟؟.. لكن، رغم كل سَيِّءٍ وأسوأَ، رغم زمن عفاريت جزائر (٣) آلعتمات، رغم سخف آلعواصف وآلقواصل وأقانيس آلمحيطات، لاااابد يكون هناك حُلْمٌـ أَزْرَقُـ يَسْرَحُ كَآلْفَرَاشِ بَيْنَ بَنَانِ آلبيلسان في غيابات دهاليز آلرحلات لااااا بد ...
☆إشارات :
١_هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد : تناص لعنوان رواية ( ليس ثمة أمل لحلجاميش ) لخضير عبد الأمير ...
٢_في أغنية (غير خوذوني) لناس الغيوان :
(قلبي جا بين يدين حــداد
حداد ما يحن ما يشفق عليه
ينزل ضربة عل الضربة
وإلى برد زاد النار عليــــــه)
٣_سيلولات : من كلمة (سِيلُولْ / cellule ) الفرنسية، ومعناها الزنزانة
٣_جزائر : جمع لفظة (جزيرة ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا


.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف




.. فرحة الفنانة أمل رزق بخطوبة ابنتها هايا كتكت وأدم العربي داخ


.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي




.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ