الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات والاحتجاجات السلمية وسيلة تجعل الدولة تعرف مدى نجاح وفشل علاقتها مع الشعب

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إن هذه الظاهرة تعتبر درس يجب على الدولة أن يستفاد منها لأن الدولة مؤسسة خدمية للشعب وتعمل على رسوخ مؤسساتها وثبات مسيرتها وتجعل من الأزمات والاحتجاجات والمظاهرات الجماهيرية أحداثاً يمكن التعامل معها انطلاقاً من العلاقة الخدمية للشعب باعتبارها الراعية الوحيدة للشعب من خلال تعاملها مع كل ما يؤكد على بقاء هذه العلاقة الحميمة بين الدولة والشعب الذي يصب في تنفيذها من خلال الدستور الذي يعتبر عقد بين الدولة والشعب كما أن الدولة ومؤسساتها تشكل وحدة متماسكة من أجل خدمة المواطنين واستقرارهم وسعادتهم ورفاهيتهم ومعالجة جميع المنغصات والعوائق التي يتعرض لها الشعب.
إن السوداني عندما استلم منصب رئاسة الوزراء يعتبر الفرصة الأخيرة للأحزاب والكتل السياسية التي أذاقت الشعب العراقي الفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري وانفلات السلاح وتفشي المخدرات وغيرها من السلبيات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسببت انفجار ثورة الجوع والغضب التشرينية عام/ 2019 واستمرت سنة ونصف واستشهاد ثمانمائة مناضل عراقي وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق ومن ثم استبدال اسم الأحزاب والكتل السياسية إلى الإطار التنسيقي ومن ثم إلى ائتلاف إدارة الدولة وقد رافقت هذه الرتوش والتغييرات بالظاهر وليس بالمضمون وتكليف السوداني وهو يحمل راية الإصلاح وشهادة حسن السلوك للشعب العراقي وكان الأمل والرجاء بميزانية الثلاث سنوات لإنقاذ الشعب العراقي من متراكمات أزمات قاتلة استمرت عشرون عاماً إلاّ أن ما يؤسف له عندما انفجرت التحذيرات من الخبراء الاقتصاديين وخبراء البيئة تحذر من مستقبل غامض للشعب العراقي إضافة إلى مظاهرات واحتجاجات الخريجين وأصحاب العقود التي شملت الكثير من المحافظات العراقية إضافة إلى التحذيرات التي تصدر من الخبراء والمعلقين وأصحاب الرأي من وجود مطبات وعراقيل وخطوط حمراء في مسيرة السوداني الإصلاحية وحتى صدور تحذيرات من السوداني نفسه عن خطر حجم الفساد الإداري وتدخل بعض الرسميين الحكوميين بها إضافة إلى الأحزاب السياسية كما أن الأحزاب والكتل السياسية لا يقتصر تدخلها في عمل ونشاط السوداني وإنما تتدخل وتعرقل أعمال ونشاط الرقابة التي تقوم بها هيئة النزاهة في كشف حيتان الفساد الإداري. وإن هذه التصرفات ربما تدفع وتؤدي إلى فشل السوداني أو استقالته واعتذاره من المهمة التي كلف بها ومن المعوقات التي تقف أمامه والصعوبات التي تعترض مسيرته الإصلاحية وفي كل الأحوال والظروف والامكانيات فإن السوداني هو نتاج وصنيعة الأحزاب والكتل السياسية وهو بذلك يبقى أسير وخاضع لها ولا يستطيع إنجاز أي عمل يتناقض مع مصالح الأحزاب والكتل السياسية ومن خلال ذلك يتبين للقاصي والداني وفي كل الأحوال والظروف أن مهمة السوداني سوف تكون عاجزة بتقديم جميع الانجازات السياسية والاقتصادية للشعب العراقي ويصبح أمام السياسيين خيارين أما ثورة جماهيرية تقتلع جذور الماضي وسلبياته وأما فسح المجال أمام قوى وطنية تقدمية ديمقراطية من أصحاب الاختصاص والكفاءة والمقدرة والأيادي البيضاء تحمل راية الإصلاح والتغيير وإنقاذ الشعب العراقي من كابوس المآسي والآلام التي تجثم على صدور العراقيين وبناء العراق الجديد وطن وشعب للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل