الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيوش المرتزقة، أسلحة لتنفيذ سياسة الدولة في البلدان الإمبريالية / ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


جيوش المرتزقة، أسلحة لتنفيذ سياسة الدولة في البلدان الإمبريالية
منذ ما يقرب من 20 عامًا، في أفريل 2004، بثت التلفزات صورا من سجن أبو غريب في العراق في جميع أنحاء العالم، حيث كان الجنود الأمريكيون يعبرون عن الفرح والسرور وهم يقفون بجانب أجساد السجناء العارية الذين، ظلوا مقنعين وموثوقين بأطواق من الحديد، مع أسلاك متصلة بأعضائهم التناسلية وكانوا محاطين بكلاب كانت تهددهم.
وكشف التحقيق في القضية أنه بالإضافة إلى أفراد من الجيش الأمريكي، كان يوجد بينهم موظفو "شركات عسكرية وأمنية خاصة". وبعد ثلاث سنوات من هذا الحادث، وخلال إطلاق نار في بغداد، قتل خلاله 17 مدنيا عراقيا. كانت "بلاك ووتر" Blackwater))، وهي شركة عسكرية تستخدمها وزارة الدفاع الأمريكية، مسؤولة عن الحدث. وكان اسم "الشركات العسكرية والأمنية الخاصة، EMSP "، هو الشكل التجاري الذي تعمل تحت غطائه جيوش المرتزقة.
وقد جذب نشاط جيوش المرتزقة الانتباه هذه الأيام بسبب الحادث السياسي العسكري الخطير بين الجيش الخاص بقيادة يفغيني بريغوزين(Yevgeny Prigozhin) وحكومة فلاديمير بوتين في روسيا. وتصر الصحافة الغربية عند نقلها عن الأحداث على تصنيف قوات بريغوزين بالمرتزقة. أما الصحافة الروسية، فتتحدث دائمًا عن "مجموعة فاغنر" Wagner)). ومهما كان الاسم، فإننا أمام شركات خاصة تجعل من الحرب مجالا لنشاطها.
فمثلما توجد احتكارات كبيرة تصنع أسلحة من جميع الأنواع للحروب التي يمكن أن تدمر البشرية، هناك أيضًا شركات توفر مقاتلين لمثل هذه الحروب. وتدعم بعض الدول هذه الشركات والقطاع الخاص عموما في هذه الحروب العدوانية، إن لقمع الانتفاضات الشعبية، أو لحماية عمل الشركات العابرة للأوطان في استغلال الموارد الطبيعية في البلدان التابعة. إنها أدوات للاحتكارات الخاصة الكبرى والدول الرأسمالية. وهي شركات تتصرّف في مليارات الدولارات، وهي مرتكزة في عدة بلدان.
إن جيش مرتزقة "فاجنر" هو الأكبر في روسيا، لكنه ليس الوحيد. هنالك أيضا "باتريوت"، «سلافونيك كوربس"، "بوتوك أو ريدوت" من بين الشركات التي شاركت في العديد من النزاعات المسلحة في مناطق قريبة من روسيا، وفي الشرق الأوسط وأفريقيا. إن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو(Sergei Shoigu)، هو أيضًا جزء من هذا المشروع، وبالتالي فهو جزء من منافسة "فاغنر"؛ وهو يملك منظمة باتريوت، وهي منظمة أصغر بكثير من فاجنر، ولكنها تلعب أيضًا دورًا مهمًا في العمليات العسكرية الروسية. ويتنافس الاثنان على عقود الدولة. هذا من شأنه أن يفسر التناقضات والمعارك التي تم الإعلان عنها، وهو يظهر قبل كل شيء التناقضات الموجودة بين الفصائل البرجوازية التي تنتمي لنفس دائرة السلطة مثل بوتين.
أما الدولة التي بها أكبر عدد من الجيوش المرتزقة فهي الولايات المتحدة حيث ولدت "بلاكووتر" (Blackwater)، الأشهر في العالم، والتي غيرت اسمها إلى "أكاديمي" وهي الآن مكونة من عشر شركات صغيرة. ومهما كان حجم "فاغنر" كبيرا، فليس لديه القدرة القتالية والخبرة والانتشار مثل "بلاك ووتر"، التي ذهبت إلى العراق وأفغانستان والكثير من الأماكن في أفريقيا. وهي تتألف من محترفين مؤهلين تأهيلا عاليا يحلّون ويرحلون بموجب عقود ولا حسب النزاعات. وهم يرتبطون بوكالة المخابرات المركزية وأجهزة استخبارات أخرى "، كما يشرح ذلك إغناسيو مونتيس دي أوكا، صحفي أرجنتيني متخصص في العلاقات الدولية.
ومن بين الشركات العسكرية والأمنية الخاصة الأخرى المعروفة في الولايات المتحدة، شركة "كيلوج براون آند روتس"، "كيه بي آر"، "هاليبيرتون برانش"، "دي بي إيه براون آند روتس سيرفيسز" سابقًا؛ وقد عملت مع الجيش الأمريكي في أفغانستان وكرواتيا وكوسوفو والكويت والسعودية والصومال. DynCorp هي شركة أخرى تصدرت عناوين الصحف بسبب أدائها، فقد سافرت إلى العراق لتدريب قوات الشرطة العراقية؛ كما قامت بتدريب القوات شبه العسكرية الكولومبية وأجرت تحقيقات ضد المنظمات المتمردة في هذا البلد ، وبناءً على معلومات خاطئة ، قصفت القوات الجوية الكولومبية مناطق بأكملها مما تسبب في مقتل آلاف السكان المدنيين.
عندما كانت DynCorp تعمل في البوسنة، كانت متورطة في فضيحة عبودية جنسية، واتهم بعض مرتزقتها باغتصاب وبيع وشراء الفتيات دون سن الثانية عشرة والاتجار غير المشروع بالأسلحة: ولم تتم مقاضاة أحد على هذه الأحداث. يقع مقر معظم هذه الشركات في ولاية فرجينيا، الولاية التي يقع فيها البنتاغون، وقد نقل العديد منها مقراتها إلى ولايات مثل نورث كارولينا أو كاليفورنيا، لتكون أقرب إلى البنتاغون لتسهيل الأعمال.
إن تصرفات هذه المجموعات من المرتزقة تستجيب للسياسة الخارجية التي وضعتها دول القوى الرأسمالية. فهي تعزز عمل القوات العسكرية الرسمية عند الحاجة، وتقوم بأعمال عسكرية عندما تكون هنالك حاجة إلى إخفاء المشاركة الرسمية لبلد ما. فتسمح أفعالهم للحكومات بالتحايل على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وكذلك اللوائح المحلية؛ الأعمال التي تم تنفيذها، والجرائم المرتكبة، وانتهاكات حقوق الإنسان ليست مسؤولية رسمية للدول التي تتمركز فيها الجيوش الخاصة.
وتسمح لنا إحدى حلقات حرب البلقان بفهم ذلك جيدًا. ففي عام 1994، طلبت الحكومة الكرواتية من حكومة الولايات المتحدة مساعدتها على "تحديث قواتها المسلحة". كانت الحكومة الأمريكية قد وافقت على تقديم المساعدة، لكن الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة حال دون اتخاذ إجراء رسمي. نقل المسؤولية إلى الموارد المهنية العسكرية (MRPI)؛ تم تدريب الجيش الكرواتي لأشهر من قبل هذه الشركة. وفي شهر أوت 1995، شن الجيش الكرواتي هجومًا عسكريًا لاستعادة كرايينا (Krajina)، وهي منطقة يحتلها صرب البوسنة، في عملية تنطوي على إعدامات بإجراءات موجزة، تم استعادة القصف العشوائي والتطهير العرقي في المنطقة. تم تدريب هؤلاء القادة العسكريين في جميع المجالات من قبل MPRI الأمريكية. بالطبع قالت حكومة الولايات المتحدة إنها لا علاقة لها بها.
وفي شهر أوت 1996، حصلت MPRI نفسها على عقد جديد لتدريب القوات المسلحة، ولكن هذه المرة مع اتحاد البوسنة والهرسك.

En Marcha ، رقم 2054 ، من 28 يونيو إلى 4 يوليو 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-