الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بربر وأمم وعجم

أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)

2023 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


"بربري" من "بربر" لقبٌ أُطلق على الأجناس غير الرومانية بصفة عامة من قبل الرومان، كما أطلقه اليونانيين الذين كانوا ينعتون كل من هو غير يوناني بهذا اللقب.
اليهود بدورهم كانوا يقولون عن غير اليهود بالأمم، فهم عند اليهود كانوا الأُميين، وكان يقال للفتى غير اليهودي بالأُمي. وورد ذلك في الكتاب المقدس، ففي العهد القديم جاء هذا الاسم للشعوب غير العبرانيين (اش 49: 6؛ رو 2: 14) وقد رأى أنبياء العهد القديم بأن المسيح سيكون نورًا للأمم (اش 2: 2-4؛ عا 9: 12؛ زكر 9: 7) كما جاء في العهد الجديد أمر من السيد المسيح لرسله أن يتلمذوا جميع الأمم (مت 28: 19) وأن الله قد وهب التوبة للأمم أيضًا (أع 11: 18).
العرب كان عندهم لقب "العُجم" وكان يطلقونه على كل من لا يُجيد العربية أو كل من كانت أصوله غير عربية، وحتى كل من كانت أصوله عربية غير أصيلة، ووردت في القرآن الكريم بقوله تعالى: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ ٱلَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ"، ويقال أن العرب خصوا الفرس وحدهم بلقب العجم، لكن لا دليل على ذلك.
ثم اختلط الناس فاستخدم الكل لقب الأمم ولقب العجم ولقب البربر لكن بمعاني مختلفة عما ورد سابقًا، فالبربر مثلا شعوب سكان شمال أفريقيا المعروفون اليوم باسم الأمازيغ، هم من بين الشعوب التي وصفهم الرومان بالبرابرة، وبقي استخدام الاسم إلى الآن، كما تم اعتماده بصيغة البربر من قبل العرب كاسم يشير للقبائل الأمازيغية في شمال أفريقيا، لكن ليس بأساس قدحي. وجاء في معجم جمهرة اللغة في معنى البربرة: هي كثرة الكلام، مثل ثرثرة فهو ثرثار. وفي «مختار الصحاح» جاء معناها: وكلامٌ في غضبٍ. والعجم لقبٌ اندثر عندما ترك العرب الفصيح من اللغة، والأمم أصبح لقبٌ يشار به لشعوب الأرض كلها ولا علاقة له بعنصرية أو دين ما.
رحلت هذه الألقاب لكن ولدت مكانها ألقاب أخرى أكثر حدية. مؤمنٌ وكافر، زنديقٌ ومهرطق ... الخ من ألقاب أودت بحياة الكثير من الناس دون وجه حق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الأخ أشرف
كوسلا ابشن ( 2023 / 6 / 28 - 22:16 )
الأمازيغ عرفوا بأنفسهم منذ القدم بأنهم إيمازيغن (الأحرار), و التسمية ليست جديدة

تسمية البرابرة وصف تحقيري أطلقه الرومان (في بداية آنهيار روما- قسطنطينية) على المجموعات الخارجة عن حدود الإمبراطوية, و قاومت الإستعمار الروماني, سواء كانت هذه المجموعات, هم الأمازيغ أو الجرمانيين, أو السلتيين أو الغاليين و غيرهم, و لم تطلق فقط على الأمازيغ. إقتبسها -العرب- من البزنطيين و وصفوا بها الهوية الأمازيغية, رغم أن الرومان بشقيه أطلق على الأمازيغ تسمياته, نوميدي و موري, و أطلق عليهم العرب بربر, و العرب لم يكن لديهم معرفة بالأمازيغ قبل الغزو, حتى يتعرف ثرثرتهم. هي تسميات كلها إستعمارية لم يبالي بها الأمازيغ و تشبثوا بإسمهم الهوياتي إمازيغن, وهو يرجع الى آلاف السنين قبل ظهور العرب على مسرح التاريخ
و ما قيل عن أن أفريقش (شخصية وهمية) :- سمع رطانتهم ووعى إختلافها و تنوعها, تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم, فسموا بالبربر- تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك), هذه الحكايات الخرافية لا تتخذ كمصدر تاريخي


2 - الى الأخ أشرف
كوسلا ابشن ( 2023 / 6 / 28 - 22:20 )

و ما قيل عن أن أفريقش (شخصية وهمية) :- سمع رطانتهم ووعى إختلافها و تنوعها, تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم, فسموا بالبربر- تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك), هذه الحكايات الخرافية لا تتخذ كمصدر تاريخي.
عن -أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الامازيغ)-, يقول:- فقرة 197: هؤلاء هم الليبيون الذين تمكنا من معرفة أسمائهم, أغلبهم لا يبالي ولا يهتم بملك الميديين (ترجمة وتعليق و شرح د. مصطفى اعشي).
ما قاله المؤرخون بناء عن مصادر علمية, ذكرت لوحة نعمرمر, الأمازيغ حوالي 3300 ق.م., بأنهم شعب غرب النيل, و لا يوجد في النقوش المصرية أثر لتسمية بربر, وإنما تشير هذه النقوش الى تسميات منها التحنو و التمحو و الماشوش وفي فترة متأخرة أستعملت تسمية الليبو, ولا تتحدث عن البربر كهوية لشعب شمال افريقيا أو إسم لقبيلة. وذكرهم الاغريق بالليبيين و مازييس أو ماكسيس, وذكرهم اللاتين بمازيس أو ماديس. و هذه الأسماء بالنطق الإغريقي و الللاتيني تحريف لإسم أمازيغ. و ذكروا في فترات تاريخية معينة حسب مجالهم الجغرافي, بالنوميديين والموريين و الجرمنتيين والجيتول, و هي تسميات أجنبية
يوتبع


3 - الى الأخ أشرف
كوسلا ابشن ( 2023 / 6 / 28 - 22:22 )
و في دعم قناعة الإسم -أمازيغ-, يقول كامبس في الإسم الحقيقي لسكان شمال افريقيا و الذي هو (الأمازيغ): - يوجد إسم عرقي آخر أوسع انتشار في البلدان البربرية, بل أن انتشاره و إقترانه بأسماء الكثير من المواقع يجيز لنا أن نعتبره الإسم الحقيقي للبربر. نجده في كل من اسم (مازيس) في العصر الروماني و (المكسيس) الوارد عند هيرودوت و (المازييس) الوارد عند هيكاتي, و (المشوش) الذي جاء في الكتابات النقوشية المصرية. و لا يزال كل من الاموهاق في غرب فزان و الاماجيكن في الليبو والامازيغ في الاوراس والريف و الاطلس الكبير يحافظون على هذا الاسم-.
يقول حسن الوزان- إن الشعوب الخمسة المنقسمة الى مئات السلالات و آلاف المساكن تستعمل لغة واحدة تطلق عليها اسم أوال امزيغن, أي الكلام النبيل- (وصف افريقيا)

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -