الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المغرب والصحراء والجزائر 5.. (من منظور مغربي)

بنعيسى احسينات

2023 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


حول المغرب والصحراء والجزائر 5..
(من منظور مغربي)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب





ما نكتبه ونقوله عن نظام الجزائر ليس شماتة ولا تحرشا وكذبا، ولا سبا وشتما وخوضا في الأعراض، بل هو حقائق وتاريخ وواقع موضوعية سليمة. الجزائريون في الواقع هم إخواننا، لهم منا كل الحب والاحترام والتقدير. لتستفق الشعوب لوضعها القلق قبل فوات الأوان.

إن نظام الجزائر منذ استقلال بلده، وخصوصا بعد حرب الرمال، يضمر كرها للمغرب، ويعمل جاهدا على تلقين كل أجيال الجزائر، كراهية دائمة للمغاربة كلهم. إنه غيرة وحسد المحرِكة للكراهية. فماذا يريد حقا من المغرب؟

قد يتظاهر نظام الجزائر اليوم، بكونه دولة قارة وقوة ضاربة، وفي نفس الوقت، يتصرف كدولة ضعيفة، يشتكي من تهديد وتعدي ومؤامرات جاره المغرب. فشتان إذن بين نظام دولة الواقع، ونظام دولة المواقع.

نحن المغاربة، لا نهتم بالسب والشتم وما شابه ذلك مع الأغيار، بل نهتم بالنقد الإيجابي، ولو كان جارحا ومزعجا أحيانا، ونترفع عن الخوض في أعراض الناس. فأعراض الناس وخصوصياتهم خط أحمر، لا يمكن تتجاوزه في كل الأحوال.

"الجزائر" لم تحصل على الاستقلال بعد، بل حصلت على الحكم الذاتي، بعد استفتاء في إطار التبعية لفرنسا، باعتبارها مقاطعة من مقاطعاتها. لذا تم الاحتفاظ بالحدود الموروثة عن الاستعمار والدفاع عن مصالحه.

ثورة الجزائر واستقلالها أكبر كذبة عاشها الشعب؛ من مليون ونصف شهيد، إلى الاستقلال الذي لم يكن إلا حكما ذاتيا، باستفتاء ومرسوم، للدفاع عن مصالح الاستعمار في إطار الحدود الموروثة عنه.

يستمد نظام الجزائر جميع قراراته من فرنسا. لأن استقلال البلاد شكلي، إن لم نقلْ مقاطحة فرنسية. إذ يقوم النظام تحت غطاء الاستقلال، بحراستها وتنفيذ تعليمات الحكام الفرنسيين وقراراتهم. فالشعب المغلوب على أمره، هو وحده الضحية.

إذا كانت بيوتنا من قش وزجاج، فلا حاجة لنا للرشق بالحجارة أو إشعال النار. فكلنا في الهم سوى، فلا فائدة لنا بالنبش في أوساخنا القذرة جميعا. والمستفيد الوحيد هو الاستعمار وأذنابه.

الزليج المغربي الأصيل، لباس للحيطان والسواري والسقوف، وزينة للحنفيات والمساجد والصوامع.. لا لباس للأشخاص، كما هو عند الجيران. ليس المهم أن تلبس ثوب به طابع الزليج، بل المهم أن تتقن صناعته عبر الأجيال.

للصناعة التقليدية في المغرب، قاموس خاص بها، لا يتقنه إلا الحرفيين الأفذاذ. فهل للجيران القدرة على ذكر خصوصيتها في إدعاءاتهم؟ وهل لهم صناع وحرفيين من طينة المغاربة، الذين لهم باع طويل في الميدان وشهرة عالمية بلا منافس.

لقد ساهم جنود من أصول جزائرية بالجيش الفرنسي، في مضايقة المقاومة المغربية ومحاربتها، التي تصدت بكل بسالة للاستعمار. واليوم ينعت المغاربة بالخونة، رغم الدعم الكامل لثورتهم والمشاركة فيها للحصول على الاستقلال. من خان من يا ترى؟

يرجع سبب استقلال الجزائر، إلى استقلال المغرب وتونس، فلولا خوف الاستعمار من مساعدتهما للجزائر، لما تخلصت شكلا، من الاستيطان الفرنسي، الذي دام 132 سنة. ومع ذلك لم تعترف بمساعدتهما وتضحياتهما من أجل تحريرها من الاستعمار.

الرابح من الصراع بين المغرب والجزائر، نظامهما بالأساس. والخاسر الأكبر شعبهما. لقد تم بث الكراهية بينهما على حساب قضاياهما الأساسية. إذ تحول إلى مشجب يعلق عليه كل منهما فشلهما أمام شعوبهما. أما العدو الرئيسي هو من يتمسك بخيوط الصراع.

المغاربة والجزائريون إخوة أحب من أحب وكره من كره. إنهما جيران؛ يتقاسمان التاريخ والثقافة واللغة والدين وكذا العادات والتقاليد والدم والنسب. من الممكن أن تنشب عداوة بينهما لأسباب مختلفة، لكن لا يحتاجان إلى أجنبي ولو كان مسلما، أن يتدخل في شؤونهما وفيما بينهما.

إن الصراع بين المغرب والجزائر، صراع قديم حديث بالطبيعة. تتحكم فيه السياسة والإيديولوجية من جهة، والموروث الثقافي والاستعماري من جهة أخرى. فرغم ذلك هناك تفاعل وتجاذب وتصاهر بينهما، كما أن هناك تنافر وتناقض وخصام أيضا. لكن تبقى الأخوة حاضرة بقوة.

لولا قبضة الاستعمار وتحكمه في شمال إفريقيا، لاستطاعت كل من المغرب والجزائر، من تحقيق مشروع المغرب الكبير في المنطقة. فعلى سبيل المثال، الجزائر لا تستطيع فعل أي شيء دون الضوء الأخضر من فرنسا. لذا فالمشكل الأساس، هو كيفية التخلص من هيمنة الاستعمار المستمرة.

"عبد الناصر" و"بومدين" و"صدام" و"القدافي" و"الأسد" الأب والابن.. زعماء العرب. لقد كانوا سبب الانهزام أمام إسرائيل، وسبب تخلف العالم العربي بأكمله إلى اليوم، وسبب تعثر سير الجامعة العربية منذ 48. لقد حاولوا القضاء على الأنظمة الملكية في المنطقة.

ينقسم الوطن العربي إلى قسمين؛ حوالي 14 جمهورية، أغلبيتها أنظمة عسكرية، التي عرفت اضطرابات الربيع العربي وما ترتب عنها من مشاكل، التي لا زالت مستمرة إلى الآن. و3 ملكيات و2 سلطنات و3 إمارات، هي أنظمة ملكية سلطانية إماراتية وراثية، التي عرفت في جلها، استقرارا سياسيا ونموا اقتصاديا محترما.

لمْ تقُمْ الجامعة العربية، بأي مبادرة سياسية أو اقتصادية، أو حتى ثقافية لصالح الوطن العربي، منذ تأسيسها في 48. لأن الدول العربية تتقاسمه من جهة جمهوريات، أغلبها ذات طابع عسكري دكتاتوري، ومن جهة أخرى، ملكيات وسلطنات وإمارات، وراثية ديكتاتورية أو شبه ديمقراطية.

"الجزيرة" الدرع الإعلامي لدولة قطر، تتخذ قرار تسريح تعسفي متحيز، للصحفي المغربي عبد الصمد ناصر، الذي خدم هذه المؤسسة ل 26 سنة. السبب تغريدة خاصة، دافع فيها عن المرأة المغربية المهاجَمة من قناة رسمية جزائرية. إن كان الأمر كذلك، فهذا جزاء المغرب والمغاربة، من الدولة الصديقة قطر. فشكرا لأمير قطر !

"الجزيرة" القطرية، تسقط أسهمها بالواضح، نتيجة تصرفها بالطرد التعسفي، المتحيز اللامهني وللأخلاقي، في حق إعلامي مغربي عبد الصمد ناصر، الذي خدم القناة 26 سنة، لمجرد تغريدة على حسابه الخاص، للدفاع عن المغربيات، اللواتي تعرضن للإساءة من طرف قناة رسمية جزائرية.

إن الأسئلة المرهقة والمزعجة حقا، التي يجب أن تُطرحَ على الدولتين؛ المغرب والجزائر هي: ماذا استفاد الشعبان من هذا الصراع الذي طال أمده من دون أي نتيجة تذكر؟ وماذا حققت الجزائر منه حتى الآن؟ ومن المستفيد منه على وجه التحديد؟

إن التسابق المحموم في التسلح بين المغرب والجزائر، يكون على حساب شعبيهما، وعلى حساب تنمية البلدين معا. والمستفيد من هذا هو بالأساس عدوهما، الذي هو الاستعمار السابق. فإلى متى يستمر هذا النزاع المفتعل، الذي لا يخدم مصلحة أي منهما.

باستطاعة المغرب والجزائر، أن يصبحا قوة إقليمية في شمال إفريقية، لهما كل المقومات لتحقيق ذلك. يحتاجون فقط إلى نية صادقة وإرادة قوية، وكذا إلى قرار سياسي مسئول رزين، يقوم على التفاهم والرؤية المستقبلية، لصالح شعبيهما وتقدمهما معا.

إن الإعلام الجزائري نسخة طبق الأصل للإعلام الفرنسي. هذا يعني أن الإدارة والسياسة والنظام العسكري بالجزائر صورة متطابقة لمثيلتها بفرنسا. فمن شابه مستعمِره، الذي طال 132 سنة فما ظلم، ولا يحتاج إلى عذر من الأعذار.

تَشَبعُ نظام الجزائر منذ الاستقلال 1962، بفكر وثقافة شيوعية اشتراكية، وبالقومية العربية الناصرية، جعله يكن كرها وعداء لكل نظام ملكي، باعتباره نظام إقطاعي رجعي. لذا ظل يعاكس جاره المغرب، محاولا تغيير النظام فيه، بكل الوسائل المتاحة، والعمل على تقسيمه لإضعافه.

شعار الدول العربية وشمال إفريقية، يتلخص في القاعدة التالية: "إما أن نتقدم جميعا، أو نبقى متخلفين جميعا". فكلما حاولت واحدة منها الانفلات من هذه القاعدة باجتهادها الخاص، تعرضت للنقد والتشويش، والخروج عن الإجماع، من طرف الباقي من هذه الدول.

إن إقحام دولة الجزائر فريقُ دولة "بوليساريو" المزعومة، لإجراء مباراة في كرة القدم بالجزائر، قد يكون عادة اللقاء بين منتخبيْ هاتين الدولتين. لكن في الواقع، ستُجرى المباراةُ بين فريقين محليين؛ فريق "تيندوف" بالجزائر، وفريق بالعاصمة الجزائر فحسب. إنها مباراة محلية عادية لا غير. فهذا لا يضر المغرب وغيره، بقدر ما يضر نظام الجزائر وشعبه.

ما دام نظام الجزائر، هو صانع لجماعة البوليساريو في أرضه بتندوف، والذي أطلق عليها اسم دولة، التي لا وجود لها في الواقع المعترف به دوليا وقانونيا، يمكن لهذا النظام، أن يتصرف مع هذا الكيان كما يشاء ويحلو له، لكن داخل بلده فقط، وأمام إعلامه وشعبه.

إن قيام اتحاد المغرب الكبير، لا يخدم مصالح المستعمِر السابق. لذا نجد أن سياسة فرنسا، تعرقل هذا الإتحاد بكل الوسائل، حتى لا
تتحرر دوله من التبعية لها. إنه خبث الاستعمار، للمحافظة على مصالحه، والبقاء على الحدود الاستعمارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة