الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا اشقاءنا في الوطن، لماذا تكرهوننا؟ (الى هذه الدرجة !)

محمد حمد

2023 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم نحاول الابتعاد قليلا عن عالم السياسة المكتظ بالأخبار السيئة والمتناقضة التي تعكّر الأجواء. ونعرّج إلى عالم آخر أكثر بساطة وعفوية، وفيه مجال مناسب إلى حد ما، للترفيه عن النفس. وأقصد عالم الرياضة المليء عادة بالإثارة والمفاجآت والنتائج غير المتوقعة. ولكوني أيضا من المتابعين المتحمّسين لكرة القدم ولي فريقي الخاص الذي أتابعه على التلفاز فقط، في كل مكان. وكعراقي طبعا لا تفوتني مباراة واحدة من مباريات الفريق العراقي، خصوصا تلك التي تتعلق بالتصفيات الإقليمية أو القارية كبطولة آسيا مثلا.
على كل حال، لا ادري ما الذي ذكّرني بهذا الموضوع "العتيق" الذي نحن بصدده.
قبل بضع سنوات، كنت اتابع مباراة بين الفريق العراقي وفريق اسيوي آخر لا اذكر اسمه الآن. وكانت المباراة تجري في محافظة اربيل شمال العراق. وتحديدا على ملعب "فرانسوا حريري". وكان الملعب، كما يحصل في اية مبارة مهمّة، مكتظ بالمتفرّجين، ولا اقول المشجّعين. لان وجودهم من عدمه لا يختلفان كثيرا الا بحجم الكتلة البشرية المتراصّة على مقاعد المدرجات. وكان أول ما يلفت الإنتباه هو الصمت المطبق الذي يخيّم على الجميع وكانّهم في مأتم، وليس في ملعب رياضي: لا حس لا نفس لا صياح لا صراخ ولا تصفيق ولا تشجيع، كما يحدث في اي ملعب. ولا يكفينا القول "كأنّ على رؤوسهم الطير". وكانت الكاميرا التي تبثّ المباراة ننتقل من حين لآخر بين الجمهور الحاضر - الغائب، والصامت صمت القبور.
وخلافا لما يحدث في الملاعب الاخرى حيث تشاهد رؤوس المشجّعين تتحرّك يسارا ويمينا مع صيحات ونداءات حماسية ترافق الكرة التي تتقاذفها اقدام اللاعبين. على عكس جمهور ملعب "حريري" الذي كان على ما يبدو في حالة اضراب عن التشجيع (لأن الفريق عراقي؟) أو بناء على تعليمات عُليا ! والله اعلم...
ما أثار حزني ودهشتي، ولاحقا عمّق من "كراهيتي" مع الاسف طبعا، لحكّام اربيل تحديدا، هو انني لم اشاهد علم عراقي وأحد في اي مكان من الملعب المذكور ! وحتى لو افترضنا ان تلك المباراة كانت تجري في دولة مجاورة للعراق فان مبدأ "حسن الجوار" يقتضي الترحيب بالضيوف وبالتالي يحتّم على منظمي اللقاء رفع أعلام الدولتين المشاركتين. كما كان بالإمكان رفع علم العراق مع علم الاقليم. ولماذا لا؟ فجميع اقاليم العالم ترفع علم الدولة الاتحادي. وتحديدا في المناسبات الرياضية بشكل خاص حيث يتم تزيين الملاعب بعلم الدولة وإعلام الفرق المشاركة.
مع شديد الأسف، في إمارة آل بارزاني (اربيل ودهوك) لا وجود للعلم العراقي. وكأنّ الدستور منحهم "الحق" باهماله وعدم رفعه هناك. بدليل ان من يشاهد البوابة الكبيرة للمنفذ الحدودي في الشمال، بين العراق وتركيا، سيرى علم الاقليم فقط. وبحجم مبالغ فيه كثيرا. والحدود هي حدود الدولة العراقية ! ولا ادري سبب كل هذا الحقد والضغينة على علم العراق من قبل حزب آل بارزاني؟
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا كاتب هذه السطور ؟
وفي موضوع ذي صلة، تمّ قبل يومين افتتاح منفذ حدودي جديد بين محافظة حلبجة شمالا وإيران. وسادت في نفسي أجواء فرح وبهجة (نادرا ما تحصل) وانا اشاهد العلم العراقي، إلى جانب علم الاقليم، يرفرف عاليا فوق البوابة الحديدية للمنفذ الجديد. شخصيا ما زلت مقتنعا، حتى يثبت العكس، ان حزب آل طالباني في محافظتي السليمانية وحلبجة ومن يتبعهم، ما زالوا يمتلكون نسبة مئوية لا بأس بها (وفي تزايد ملحوظ) من الانتماء للعراق.
وآمل أن لا أكون على خطأ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تغيير صادم في قائمة المخاطر التي تهدد العالم


.. -واشنطن بوست-: تعاطي بايدن مع الحراك الطلابي الداعم لفلسطين




.. بلومبيرغ: تركيا أوقفت جميع عمليات التصدير والاستيراد لإسرائي


.. احتجاجات الجامعات الأميركية.. بايدن يخرج عن صمته




.. تفاعلكم | أحدث تهديدات الـ AI.. تخفيض رواتب المدراء!