الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملالي يدفعون نحو استهداف مخيم اللاجئين السياسيين الإيرانيين

محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)

2023 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أبيدوهم .. فتاوى وأوامر بحصاد الأرواح الإبادي لا تزال قائمةً
كيف تعاطى أبناء الشعب الإيراني مع أزمة مخيم أشرف3 في ألبانيا
المواقف الدولية
بعد احتفال نظام ولاية الفقيه المتسلط على رقاب الشعب الايراني بنتائج تركيعه لتيار الاسترضاء والمهادنة.. يبدو انهم فرضوا أفكار مؤسسهم خميني على المهادنين في الغرب عندما كان يأمروا موجهاً إياهم نحو إبادة مجاهدي خلق تحديداً، وكل معارضيه (أبيدوهم)، وهو ما يفضح الملالي بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق معارضيه.
في خطوة ارتجالية وغير آبهة بالعواقب تقتحم السلطات الألبانية مخيم أشرف لـ اللاجئين السياسيين الإيرانيين عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قبل عدة أيام، وتقتل أحد قياديي المنظمة وتصيب مائة شخص آخرين في وضوح النهار، ووسائل التقنية الإعلامية الحديثة تفضح تفاصيل هذا العمل اللاإنساني.
قتلُ لاجئ في اليوم العالمي للاجئ وإصابة آخرين سابقة خطيرة جداً فيما يتعلق بالأعراف الدولية توحي بأنه لم يعد هناك من يكترث بالقوانين والأعراف الدولية خاصة عندما يفقد المنتهك لتلك القوانين والأعراف سيطرته على الذات أمام المُغريات والدوافع التي من الممكن أن يقدمها كدأبهم.. نعم هناك المزيد من سوابق الإبادة البشرية والعنصرية الخطيرة التي حدثت في منطقة البلقان وتعود العالم عليها لكنها لم تحدث من قبل بحق لاجئين متواجدين بقبول وترحيب الدولة المُستضيفة التي هاجمتهم وهي حاضنتهم وحاميتهم، وقد عزز وجودهم على أراضيها من مكانتها أمام الدول والمنظمات الراعية لحقوق الإنسان، وكان من الصواب أن يتم بدلاً من هذا الهجوم زيارة وفق القانون وفي يومٍ غير اليوم العالمي لـ اللاجئ، ولكن يبدو أن هناك من أختار هذا اليوم وأكد عليه لذلك لم يكترثوا بما فعلوا في عملية اقتحامهم للمخيم وهجومهم على سكانه والمساس بأرواحهم وكرامتهم والإضرار الشديد بممتلكاتهم ومصادرة بعضها، ولا يمكن أن يتم هكذا هجوم على هكذا موقع له حساسيته كون سكانه من أشد المعارضين السياسيين لنظام الملالي دون تفويض من أعلى المستويات أو بدفع من الأغلى للأدنى وعلى نحو مغامر، وللأسف بات كل شيء مباح في هذا العالم كقتل قاصرين وغيرهم تحت مسمى الإعدام أو قتل أطفال في الشوارع وعلى شرفات المنازل أو إعدام قادة دول مسلمة في يوم عيد الأضحى المبارك أو قتل لاجئ واستباحة حرمات نساء لاجئات في اليوم العالمي للاجئين وإصابة مائة لاجئ آخرين في انتهاك صارخ لحقوقهم.
إن تعرض أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية سكان مخيم أشرف3 وهم لاجئون إيرانيون في ألبانيا بموجب القانون الدولي مخيم وبموجب توافقات دولية إلى هجوم غير مبرر؛ مُبيتٌ ومخططٌ له وأمرٌ ذي صلة بتوجهات نظام الملالي الحاكم في إيران الذي سعى دائما ولازال يسعى إلى إبادة هذه المنظمة وكان على المخططين لذلك أن يعوا حساسية وخطورة هذا الأمر؛ إذ تم اقتحام المخيم ضمن التوقيت الإداري الساعة الثامنة صباحاً من قبل عناصر الداخلية الألبانية، ويبدو أنهم قوات خاصة مدربة تدريباً خاصاً وموجهة في هذه المهمة لإقتحام مخيم أشرف بـ 1200 عنصر مجهزين تجهيزاً كاملاً، ويعد توقيت الإقتحام بقوة أمنية بهذا الحجم أمراً ليس بالسهل وفيه نوع من الإستعراض ها أنا ذا فقوموا بتصويري، فتحريك قوة بهذا الحجم صباحا لابد وأنه قد تم الاتفاق عليه قبلها بأيام وتم الإعداد له في اليوم السابق للهجوم وبما أنه تم في الساعة الثامنة والنصف صباحا فإنه قد تم الإستعداد له قبلها بساعات على الأقل ولم يعلم أفراد القوة إلى أين هم متجهون إلا عندما أصبحوا بالقرب من المخيم، ولذلك كان عناصر الأمن الألبانيين موزعين حسب المهام المناطة بكل مجموعة من مجاميع القوة المهاجمة ولم يتعاملوا ميدانياً مع لاجئين عُزل يقيمون في هذا المكان منذ قرابة سبع سنوات لم تسجل ضدهم أدنى مخالفة قانونية أو مخالفة للأعراف؛ لكنهم تعاملوا معهم بعنف منهجي شديد وكأنما أن هؤلاء اللاجئين العزل أهدافاً معادية لهم شخصياً.
أبيدوهم.. فتاوى وأوامر بحصاد الأرواح الإبادي لا تزال قائمةً
يعيد هذا الهجوم الألباني على مخيم أشرف إلى الأذهان فتاوى وأوامر وتوجيهات خميني مؤسس نظام ولاية الفقيه القاضية بإبادة عناصر منظمة مجاهدي خلق بعد أن فشلت محاولات خميني في وضع المنظمة تحت جناحه لمواجهة القوى السياسية الإيرانية الأخرى بهم وتمتين مركز سلطته من خلالهم، وقد كانت لخميني جملته الشهيرة (أبيدوهم) وفتواه الشهيرة التي راح بمقتضاها أكثر من 30 ألف سجين سياسي معظمهم من نفس المنظمة وكان الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي من أعضاء لجنة الموت التي نفذت حملات إبادة أولئك السجناء عام 1988، وتقر المنظمات الدولية بهذه الوقائع الموثقة، لكن هذه التوجيهات والفتاوى بالحصاد الإبادي لهذه المنظمة استمر كنهج ثابت لدى نظام ولاية الفقيه وبمقتضاه تمت عدة هجمات إبادية ضد عناصر المنظمة سكان مخيم أشرف العُزل في حينها بالعراق على يد قوات بربرية موالية لما يسمى بـ الحرس الثوري الإيراني الذي رفضت الدولة الأوروبية العميقة وضعه على لائحتها السوداء، وتمت هذه الهجمات بمرأى ومسمع النظام العالمي برمته، وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الإصابات وخُطِف البعض منهم ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وكان نظام الملالي يهدف في حينها إلى إبادتهم عملاً بتلك الفتاوى القديمة لكنه لم يتمكن من فعل ذلك في مخيم أشرف1 فخطط لنقلهم إلى موقع ليبرتي قرب مطار بغداد في العراق عله يتمكن من إبادتهم بالقصف المدفعي من خلال ميليشياته واستمرت وتوالت سلسلة الهجمات الإبادية حتى بعد نقلهم من ليبرتي إلى ألبانيا قبل ست أو سبع سنوات من الآن، وقبل عدة أيام تقع سلسلة أخرى من تلك الهجمات الإبادية لكنها كانت على يد قوات الأمن الألبانية ثم حوصر مخيم أشرف3 بعد هذا الهجوم.. فهل تم ذلك مصادفة ودون تخطيطٍ ذي صلة بالنظام الإيراني؟ كان على السلطات الألبانية أن تتساءل حول هذا السؤال وأن تُدرك تبعاته وما حدث ويحدث؛ فهكذا هجوم وبهذا الحجم وهذا التوقيت المتزامن مع مكالمة إبراهيم رئيسي مع ماكرون لمدة ساعة ونصف وكذلك مع بعض المتغيرات والمساومات الدولية أمرٌ قد دُبِر بالليل ونُفِذ بالنهار على أنه إجراء إداري روتيني...!، وكذلك لا يمكن لهكذا هجوم وبهذا الحجم أن يتم بقرار منفرد من قبل قائد أمن عادي.. ملامح قوية للشبهة تدور حول الهجوم فالمستفيد منه واحد ويسعى إلى ذلك دائما بل وكان هو وفلول الشاهنشاهية البائدة أسرع من أحتفل بهذا الهجوم الذي لم تخسر فيه منظمة مجاهدي خلق بقدر ما خسرته ألبانيا.
كيف تعاطى أبناء الشعب الإيراني مع أزمة مخيم أشرف3 في ألبانيا
لقد أظهر هذا الهجوم العدواني على مخيم أشرف رقياً وتآلف في أوساط الشعب الإيراني وقواه الوطنية الثورية الرافضة لنظام الملالي وتوالت ولا زالت تتوالى ردود أفعال مناصرة لسكان المخيم وللمنظمة من النواحي السياسية والإنسانية، ويقول البعض بما معناه إنه وإن اختلفنا فكرياً فلن نختلف من الناحية الإنسانية ولن نختلف على أن خصمنا وعدونا واحد، ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي حافلة بهذه المواقف من العرب والأكراد والبلوش وغيرهم من مكونات المجتمع الإيراني.. لقد وحدت الإنتفاضة الجارية صفوف الشعب الإيراني وأكدت رفضه لنظام الملالي، وأثبتت للعالم أن إسقاط نظام الملالي ما هو إلا مجرد وقت لطالما اتفقت جميع فئات الشعب على إسقاطه حتى لو حاول العالم كله إنقاذه.
المواقف الدولية
وما لا شك فيه أن عالمنا البشري مليء بالقوى الحرة المتمسكة بقيمها الإنسانية والتي تساند أشرف والمقاومة الإيرانية وثورة الشعب الإيراني، وقد عبر العشرات من قادة العالم الحر على مواقفهم النبيلة مع الشعب الإيراني ومقاومته، ومهما سعى تيار الإسترضاء إلى إحياء نظام الملالي وإنقاذه من الزوال فلن يفلحوا كما لم يفلح نظام الملالي في القضاء على المقاومة الإيرانية طيلة أربعة عقود ونيف.. لكن المؤسف هنا أن مواقف المنظمات الدولية لا زالت خجولة حتى الآن فيما يتعلق بإدانة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها ويرتكبها نظام الملالي في إيران وفي ودول الشرق الأوسط وكذلك الجرائم ضد الإنسانية، ولا زال النظام العالمي يكيل بأكثر من مكيال وهو ما أحدث شرخاً كبيراً في بنيته وفي شرعيته.
ولن يضيع حقاً وراءه مُطالب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة بايدن إلى فرنسا.. وحسابات الداخل الأميركي | #أميركا_ال


.. كيف تلقي محاكمة هانتر بايدن بظلالها على سباق الانتخابات الرئ




.. االلواء فايز الدويري: الملعومات تشير إلى أن جيش الاحتلال هو


.. مظاهرة بستوكهولم السويدية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على رف




.. شاهد حجم الدمار.. الاحتلال يحرق مولدات الكهرباء الرئيسية لمس