الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشر السياسات الثورية بين الجماهير / ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 6 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نشر السياسات الثورية بين الجماهير

"إن المسألة الأساسية لأي ثورة هي مسألة سلطة الدولة"، كما يؤكد لينين بشكل قاطع. إنه لا يمكن الحديث عن ثورة عندما يتم الحفاظ على جهاز الدولة في المجتمع، حتى لو كانت هناك تغييرات في موازين القوى بين الطبقات الاجتماعية، حتى لو اتخذت بعض الحركات الاجتماعية شكل التمردات وأطاحت بحكام ذلك الوقت، لكن من يخلفهم يحكم بالاعتماد على نفس المؤسسات التي كانت سائدة في السابق. إذ تقتضي الثورة استبدال سلطة طبقة اجتماعية بأخرى، أي استبدال الدولة القائمة بأخرى -مختلفة نوعيا - تعمل كأداة لممارسة السلطة من قبل الطبقة الحاكمة الجديدة.
عند الحديث عن ثورة البروليتاريا، فإننا نعرّفها على أنها الحركة السياسية للجماهير العمالية والشعبية التي - باستخدام العنف الثوري - تطيح بسلطة (دولة) البرجوازية الكبرى وتثبت سلطة العمال وتحمل برنامجا اقتصاديا - سياسيا يهدف إلى بناء الاشتراكية، على طريق الشيوعية. في بيان الحزب الشيوعي (الذي صاغه ماركس وإنجلز في عام 1848)، ذُكر أن "المرحلة الأولى من الثورة العمالية هي رفع البروليتاريا إلى مرتبة الطبقة الحاكمة، وإشاعة الديمقراطية.
ستستخدم البروليتاريا هيمنتها السياسية لانتزاع كل رأس المال تدريجياً من البرجوازية، ولتمركز جميع أدوات الإنتاج في أيدي الدولة، أي في يد البروليتاريا المنظمة كطبقة حاكمة، ولزيادة مجموع القوى المنتجة في أسرع وقت ممكن.
وقد كان ماركس وإنجلز يؤكدان أن السمة الأولى أو العنصر الحاسم لهذه الثورة هي "ارتقاء البروليتاريا إلى مرتبة الطبقة الحاكمة"، وفي نفس الوقت يعرّفان الدولة الجديدة على أنها "البروليتاريا المنظمة باعتبارها طبقة مهيمنة ".
إن العمل والنضال الذي يقوم به الحزب الثوري للطبقة العاملة موجه نحو هذا الهدف، وهذا ما نسميه هدفنا الاستراتيجي.
على الرغم من حقيقة أن ملايين العمال هم ضحايا الاستغلال والقمع والتمييز الذي يمارسه النظام الرأسمالي، إلا أن معظمهم لا يفهم أن الظروف المؤلمة التي يعيشون فيها ترجع إلى النظام المهيمن ذاته وليس إلى "القضاء والقدر "، أو إلى قلة الفرص وحتى للكسل، كما تفسر الطبقات المهيمنة الوضع السائد. يقتنع الناس بمثل هذه الآراء لأن هجوم الأفكار الإيديولوجية والسياسية للبرجوازية والإمبريالية هائل ومنهجي ويتمّ في كل يوم وفي كل مكان. وطالما أن البروليتاريا لا تحرر نفسها من هذه الروابط الأيديولوجية، فإنها ستستمر في الوقوع فريسة للخداع والاستغلال: ضحية ليس فقط لتأثير الطبقة الحاكمة، ولكن لجهلها أيضا.
بالنسبة لحزب البروليتارياا، من الأساسي التغلب على هذا الوضع، لأن الثورة ستنتصر بشرط أن تنضم الجماهير العريضة من الطبقة العاملة إلى النضال السياسي الثوري، وكذلك الطبقات الأخرى المستغلة والمضطهدة - المؤلفة بشكل أساسي من شبه البروليتاريا في المناطق الحضرية والريفية، من الفلاحين الفقراء والشعوب والقوميات المضطهدة، وكذلك نساؤهم وشبابهم - الذين يُعتبرون من بين القوى المحرّكة للثورة.
وسيلتحقون بالنضال الثوري عندما يصبحوا على دراية بمقارباتنا ومقترحاتنا الاستراتيجية وتلك التي لدينا للوضع الحالي، ولهذا السبب من الضروري تكثيف نشر سياستنا، والاستفادة من جميع الوسائل والمساحات.
عندما نتحدث عن الآراء التي لدينا حول الوضع، فإننا نشير - من بين جوانب أخرى - إلى ضرورة أن تعرف الجماهير ما هو مضمون السياسة المطروحة ضد الحكومة الحالية، وأسباب معارضتنا لها ولمقترحاتها لكونها معادية للشعب. ومعارضتنا للخصخصة، ولمحاولاتها وضع تشريعات جديدة للعمل مناهضة للعمال، كما أننا نعارض تكريسها الكامل لمصالح رأس المال الأجنبي. إن العمال والشعب يعرفون ويفهمون أنها حكومة البرجوازية الكبرى وأنها بالكامل في خدمتها. لكن لا يكفي أن نطلق عليها حكومة نيوليبرالية ـ وهي كذلك بالطبع ـ بل إنه من الأفضل أن يعرف الناس محتوى سياستها ومن يستفيد منها ومن يتحمّل أعباءها.
من الضروري كذلك، أن يعترف الناس بنا كمدافعين عن مصالحهم ومطالبهم وكمدافعين عن المصالح السيادية للبلاد، ليس فقط بما نقوله ولكن وقبل كل شيء من خلال أفعالنا، من خلال سياستنا. كما يجب أن يكونوا على دراية بالمقاربات التوحيدية التي نطورها داخل الحركة العمالية والشعبية، والجهود التي نبذلها لتطوير وتعزيز وحدة العمال والشعب، ولكن قبل كل شيء يجب أن نحرص على أن يكونوا هم الفاعلين الأساسيين ضمن هذه الممارسة السياسية.
فإذا ما تعرّف الناس على سياستنا، فسيكونون قادرين على التماهي معها، وعلى تبنيها على أنها سياستهم الخاصة، والانضمام إلى النضال لجعل هذه المقترحات تتحقق، وسيفهم الكثيرون الحاجة إلى الانضمام إلى النضال السياسي الثوري فيPCMLE . ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة لنشر سياستنا، وتوسيع نفوذنا، والنمو التنظيمي، وتقوية جبهة الثورة. إن تنمية وعي الجماهير، ونقله إلى مستوى الوعي الطبقي الاشتراكي، مسؤولية لا مفر منها لحزب البروليتاريا الثوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية