الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مآلات حرب 15 ابريل وآمال بناء دولة السلام والإستقرار:

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 6 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


لا يخفى لأحد حجم المأساة الناجمة عن النزاع المسلح الذي نشب وشب لهيبه في 15 أبريل المنصرم داخل وخارج الخرطوم، وبسبب ذلك إنهارت مؤسسات الدولة تماماً نظرًا لما طالها من قصف ونهب بكل أنواع الأسلحة واللصوصية والإنتهازية، وليس هذا فحسب؛ بل هنالك الآلاف من أبناء وبنات شعبنا أما مقتولين أو لاجئيين ونازحيين أو يعيشون تحت ركام منازلهم، وقد بات الوضع الإنساني والإقتصادي متأزم إلي حد اللاوصف، وكل ما يحدث اليوم جاء نتيجة إصرار البعض علي التكبر وإزدراء الآخر وإرتكاب الأخطاء التي لا تتبدل نتائجها مهما تبدل مرتكبيها، ولكن المثير للتعجب إصرار تلك الفئة الإقصائية علي تكرار تجاربها في تحالفاتها وسياساتها الفاشية الفاشلة وكأنهم لا يتعلمون.

مقابل ما تشهده بلادنا من تدهور مريع في كل مناحي الحياة تظل الحقيقة المنطقية لإنهاء الحرب هي الجلوس علي منضدة تفاوض عاجل وشامل بارادة سودانية يمتلك فيها السودانيين قرار تحديد مصريهم دون أي وصاية وإملاء وتدخل في شؤن البلاد، والحوار الأتي بارادة سودانوية خالصة سيفضي لتحقيق السلام والإستقرار، ولا خيار آخر قد يخرجنا من دائرة الإظلام والظلم غير الإستماع لبعضنا البعض تحت مظلة سودانية تدعمها دول افريقيا والدول المهتمة بقضايا السلم والأمن السوداني والعالمي.

لقد تعرض شعبنا لصدمة كبيرة جدًا تضاعفت معها معاناته، وكان خيارنا وسلاحنا منذ اللحظة الأولى لإنفجار الأزمة السودانية أن نعمل من منطلق مسؤلياتنا الوطنية والأخلاقية لدفع عجلة الحوار السودانوي الموضوعي من أجل حلحلة مشكلات السودان، وقلنا حين حرض البعض ضد السلام وتكلم البعض عن الحرب بأننا ننبذ ونرفض الحرب لعلمنا التام أنها لن تقودنا إلي المستقبل بل السلام هو الطريق الأمثل لبناء دولتنا، ولكننا أيضاً لسنا في منطقة رمادية تحجب دورنا تجاه بلادنا وشعبنا وقضايا الحرب والسلام، وقبل التحدث عن القضايا السياسية نضع في قائمة أولوياتنا القضايا الإنسانية، ولم تتبدل حقيقة الحوار أساس الحل والطريق الأسلم للعبور نحو المستقبل.

من تلك الأرضية أضحى من الواجب علينا مناقشة متطلبات الذهاب إلي الأمام في مسار الحل السلمي الذي يقود إلي رد إعتبار المنظومة الأمنية عبر توحيدها وتطويرها لتكون هي صمام الأمان للبلاد، وأيضا تجميع وتوحيد جميع المبادرات الوطنية والإقليمية في منصة حوار واحدة تُكثف فيها جهود وطاقات الجميع لحل هذه المعضلة، وهنالك أهمية قصوى للإتفاق علي إجراءات تمكن وصول الإغاثات للمتضرريين، ومن الأصوب تفعيل آلية تنسيقية تضع مبادرات المملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الإيغاد وغيرها في مسار واحد لا تضيع الجهود المبذولة فيه لتحقيق السلام، وهذا ما يقويها ويمنحها قبول واسع داخل وخارج السودان.

قام الرفيق القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بجولات دبلوماسية جيدة جدًا؛ حيث زار جنوب السودان ويوغندا وكينيا واثيوبيا وجيبوتي ومصر إضافة لمحادثاته مع العديد من الهيئات الإقليمية والدولية لشرح مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية ومعاناة النازحيين واللاجئيين والبحث عن كيفية حلها وحشد الإغاثة الإنسانية للسودانيين وغير ذلك مما يتعلق بأزمة بلادنا.

هذه الجولات حققت إختراق واضح وملحوظ في العلاقات السودانية الخارجية ونظرة المحيط الافريقي لما يجري في السودان، ومن المؤكد انها سوف تستمر ويمكن البناء عليها لفتح آفاق جديدة للحل المتفاوض عليه بين السودانيين، وهذا ما يجب دعمه لتحقيق السلام والإستقرار في دولة محورية يمثّل إنهيارها سقوط لا مناص منه لدول الجوار المباشر وتأثر القرن والساحل الافريقي، وهذا ما يحتم العمل لتحقيق السلام كأهم أولوية للسودان والقارة الافريقية.

29 يونيو - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -