الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 6

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 6 / 30
الادب والفن


ويحك أيها الشقي وددت لو أضمه طويلا وبصمت ليس هنا فقط .. حتى في المقهى تمنيت أن أجعله ينام على صدري ويسمع ما يقول له قلبي.
إني أعشق أنفاسه كما أعشق كلماته ...
نظراته..
حنينه البادي على وجهه الحزين دوما.
عدت ألملم بقايا شتاتي بعد أول خطوة.... فقد تشظيت اليوم كثيرا لم أعد تلك السيدة التي أدارت أشياء كثيرة.. بحكمة العلماء وبقوة القادة... أنا اليوم مجرد طفلة صغيرة تشتهي أن تلعب مع رفيقاتها في باب بيتنا القديم.. لم يعد هناك زمن في ذاكرتي سوى رغبتي بالبكاء في حضن أمي أو تحت يد أبي الكريمة... أنا هنا وحيدة دون مسافة أمان... الصحراء من حولي... حتى السماء من فوقي خالية لا شمس لا قمر لا نجوم... فقط بحاجة إلى عناق ينتشلني من أزمتي ...
لماذا أحب في هذا الزمن؟... سؤال حاولت أن أخترق فيه حالي.. حتى في هذا فشلت في إقناع حالي بإجابة... لماذا أيها القلب؟ ... تجن في الوقت الذي عليك أن تكون وقورا عقلانيا، تعديني للوراء... ما كان هذا الرجاء منك أيها المغفل... هلا تعقلت قليلا.
كان اللقاء مخططا مني له أن يتم في أحد أكبر وأفخم الفنادق في بغداد تكريما ليس للعتيق وحده، بل لقلبي الذي فز متأخرا في نومة عميقة كادت أن تكون أشبه بنومة أهل الكهف، حتى طرق عتيق باب الوصيد فأستيقظت مشاعري كما أستيقظ كلبهم... من حقي أن أشعر الآن بأهمية نفسي وأحتفل بمشاعر قلبي... لكنك يا عتيق لا تعطي قلبي حريته...
أعرف أنه لا يحتفل بالمظاهر وأعرف أن مشاعل حبي في قلبه تضيء المسافات وتجعل من قيظ بغداد ربيع دائم، لكن يا حبيبي أود أن تنعم وينعم فؤادي معك... أريد لروحي أن تعانق روحك كما عانقت حسناوات بغداد من قبل أعناق المترفين وأهل الهوى.. أريد أن تتبغدد ويتبغدد قلبي معك.
من الصعب جدا أن تصنع رجلا لك وبمواصفاتك الخاصة وقد صنعته الظروف القاسية فصهرت معدنه بقوة النار واللهب، هكذا يبدو لي عتيق، أنا المترفة المدللة الناعمة التي تليق للورد برقتها مالي وهذا الجبل الشامخ من فولاذ مقسى،..... يا ويح روحي داخل هذا الجبل قلب طفل وروح ملاك وربما نفس نبي....
يعرف عتيقي كيف يروي مشاعري الظامئة لكلمة ... للمسة حنين... ربما لأكثر من همس ولمس، أنه يدركني كلما عبثت بي روح العشق العاصفة... فيقف جنبي ... يسند روحي أن لا تميل فتقع...
فألجأ لحنايا قلبه أرتوي حنانا فقدته يوم فقدت أبي الذي كان أكثر من أب بالنسبة لي... حتى عندما كنت أركب أسفاري وأرحل بعيدا عنه... كانت يده تصلني برغم المسافات ليمسد لي شعري ويزقني من روحه حنانا ورحمة... أه يا أبي هذا حبيبي عتيق يفعلها مرة أخرى... لكن يمنع عليه أن يفعلها كما تفعلها أنت... تعال لي حلي لي مشكلتي .. ألم توعدني أنك ستكون معي في كل حال... هنا انا أناديك ... أبي إني أريد عتيق لي ... لوحدي.
ليست كل الأحلام وردية وليس كل علاقة حب فلم يجري تصويره بين الشواطئ الرملية والجنان المترعة بالخضرة والورود والفواكه ممزوجا بالأغاني الجميلة، وأكيد أن الحب عذاب، فراق متوقع، مشاكل تحدث لأنه جزء منا من حياتنا من واقعنا، الحب ليس سفرة سياحية للجنة ولا هو سكن دائم في جحيم اللهب، ضياع أحيانا، وكثير من الألم...
تعثرت كثيرا مع عتيق .. أختلفت معه حملته الكثير من الخيبة من برودة تفكيره وقلة إنفعاله مع مشاعري، وأنا أعرف أنه ليس أقل من بركان هائج إن فتح فمه دمر ما حوله وبغضب.... أحيانا أحتاج لمتنفس يخرج الغضب بداخلي، يخفف من حيرتي وضياعي ودهشتي...
كان قلقي الكبير أن رحلتي الجديدة ربما تكون اقصر من حلم عصفور لتنتهي في أول محطة قادمة، عندم أكون قد خسرت أشياء كثيرة,,, خسرت خيبتي القديمة التي رضيت بها ورضيت بي، خسرت حلمي بالحرية التي تعلمت حروفها الأن... لكنني لم أستطيع أن أنطفها كاملة خشيتي من ضياعها... خسرت الأمل في أن أجد فرصة أخرى أعوض بها تاريخي الماضي والحاضر......
هذا القلق هو الذي دمر أعصابي...
أهلكني...
فأرد بهجمة معاكسة على عتيق أود أن أقطعه كما تقطع الذئاب فريستها بتلذذ...
أحيانا تجتاحني مشاعر غريبة خليط من فرحة طارئة وحزن مقيم، فلا أعرف من أنا وأين أنا في كل هذا...
تلقيت هذا الصباح رسالة منه بعد أن أرسلت له صورتي وأنا أتبسم وقد أعتلى وجهي ملاك الفرح...
على وقع صوتها تطير الفراشات في الصباح
لتنثر حب الجمال في الربوع
ويتغنى النهر
باسمها وبرقص من فرح
ينشد الأناشيد المقدسة
بالخشوع
والخضوع
والمهابة
إيذانا ببدء النهار الجديد
رأيت يا حبيبتي
كيف يبدو مظهر الناس
وهي تمسك بيد النهار لتمضي
على طرقات ودروب الحياة
كل ذلك
لأن حبيبتي ضحكت هذا الصباح
ونذرت
أن تغازل كل نهار جديد
بضحكة
فقد أسعدها الله يوم أطلعها على
أسرار الحب وخفاياه
وأحلام الحياة الوردية...
يعرف كيف يقتلني وأنا راضية مرضية، كما يعرف كيف يحي عظامي الرميمة ويبعثني للحياة الآدمية حواء أولى ليس لها نظير في الوجود ولا شريكه تتنافس على قلب عتيق...
تعال يا عتيق نمشي على دروب الحياة يدي بيدك كأنني عمياء لا حاجة لها بالعيون .... فقط تعال وضمني إليك فقد هوني حرفك كما تهز الريح أوراق الشجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي