الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكانة المؤامراتية من المستقبليات [الجزء الأول]

محمد رؤوف حامد

2023 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تمهيد:
ينشغل العالم، من وقت لآخر، على المستويات الدولية والمحلية، بعديد من الحيودات التى تتمثل فى حوادث، أو أحداث، أو ظواهر، يكون من شأنها الإنحراف بأوضاع ومسارات التعايش، ليس فقط فيما يتعلق بالدول، والشعوب، والناس، ولكن أيضا الإنحراف عن ماتتطلبه استمرارية الحياة من تعايش مع البيئة ومع الكون.

ينشأ بزوغ هكذا حيودات نتيجة أسباب متنوعة، مثل ضعف فى الفهم المناسب، أو عدم الإعتماد على الدراسات المنهجية، أو سعى أطراف ما لإنجاز مصالح خاصة ...الخ.

وإذا كان من الممكن إخضاع كافة هكذا أسباب للتقويم والترشيد والتحكم حتى لاتستفحل الحيودات، فماذا عن دور المؤامرة كآلية ممنهجة لصناعة الحيودات؟
بمعنى آخر، إلى أى حد تساهم "المؤامراتية" فى اختلاق الحيودات على المستويات الدولية والمحلية؟

تكمن أهمية هذا التساؤل فى أن ممارسة المؤامرة تكون عمل إنحرافى قصدى، وأنها تدار عادة فى الخفاء، أو تحت ستار من الإلتفافات، والإدعاءات غير الحقيقية.

الإشكالية الكبرى فى "المؤامراتية" أنها -عادة- لاتُدرَك إلا فيمابعد ولادتها، أى عند (أو بعد) بدء تحققها فى أرض الواقع (كمؤامرة) ، أى بعد أن تكون قد صارت مُكَوِنا ضليعا فى صناعة مستقبليات ضارة، مخالفة لما كان من الممكن ( و/أو من المفضل) أن يكون.

أيضا، جانب آخر من هذه الإشكالية يتمثل فى تواجد رأى عام شائع عند البعض، من المسؤلين وأصحاب الرأى، فى مجتمعات الشمال والجنوب على السواء، بعدم صحة الإعتقاد بنظرية المؤامرة، أو بالمؤامرة كافتراض. إنهم يعتبرونها (أى المؤامرة) مجرد عَرَض سلبى، نفسى أو اجتماعى ...الخ.

وهكذا، بالأخذ فى الإعتبار للأبعاد المختلفة لهذه الإشكالية، يجتهد الطرح الحالى فى إلقاء بعض الضوء على مسألة "المؤامراتية"، من حيث قدر واقعية وجودها، ومدى أضرارها على المستقبليات.

أيضا يسعى هذا الطرح إلى عمل إطلالة على مايمكن التوصل اليه، من رؤى واحتراسات ومعايير، من أجل تحجيم تفاقم المؤامراتية، فى البزوغ، وفى التكرار، وفى التأثير على مجريات أمور العالم والمجتمعات والناس.

وبعد، ...
تتضمن الأجزاء التالية، من هذه الدراسة، والتى ستنشر تباعا على مدى الأيام القادمة، ويبلغ عددها ستة أجزاء، استعراض مايلى:

- مقدمة تعريفية.
- المؤامراتية، وماذا يقصد بها.
- مؤامراتيات عالمية تستدعى الإنتباه وإعادة التقييم.
- إستنتاجات.
- الحاجة الى نشأة علم يختص بالدراسات المنهجية للمؤامراتيات.
- الختام، وفيه يجرى تناول لأحدث الرؤى المعلنة من قبل أحد أهم المقاومون للمؤامراتية فى منصتها العولمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث