الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجيا السلطة في عالمنا العربي او -متلازمة هوبليس-

إقبال الغربي

2023 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


سيكولوجيا السلطة في عالمنا العربي أو" تناذر هوبليس "

اقبال الغربي

يقول رائد الأنوار كانط أن السلطة تفسد الطبائع و تفسد الأحكام العقلية.
و يظيف الفيلسوف الفرنسي الان إن السلطة دون رقابة تؤدي إلى
الجنون .
و يؤكد علم النفس السياسي أن أي رئيس ، لحزب سياسي أو لجمعية أو لدولة يصاب بعد 10 سنسن من ولايته بجنون العظمة المرضي. و يرى الخبراء أن تولي السلطة يتسبب في تغيرات في الحالة العقلية والسلوكية للشخص، وأن هذه التغيرات ليست مجرد تغيرات في السمات الشخصية للفرد، بل هي حالة مرضية أطلق عليها اسم (متلازمة أو تناذر هوبريس) .
و ربما لهذا السبب السيكولوجي حدد رجال القانون ولاية الرؤساء في الولايات المتحدة الامركية ب8 سنوات.
يكابد عالمنا العربي الإسلامي منذ شيوخ القبائل إلى خلفاء الأمة و إلى يومنا هذا النموذج السلطوي السقيم و العقيم الذي يتجلى في الحكم الفردي المطلق و احتكار الحقيقة الدينية و الدنيوية و احتكار الثروة و احتكار صناعة القرار السياسي.
و يستفحل هذا المرض كلما علت درجة السلطة وغابت الرقابة وطالت الفترة الزمنية في كرسي السلطة. و يمكن الحد من هذا المرض إذا توفرت سلطة
القانون و المؤسسات وارتفعت يقظة المجتمع و تمت الاستعانة بمراكز البحث العلمي ومخابر الدراسات المستقبلية و الاستشرافية لصناعة القرار السياسي .

و توجد عدة أعراض لمتلازمة هوبريس نذكر منها

1 ) هاجس الصورة المثالية و البحث اللامتناهي عن الشهرة و المجد و الإطراء
و هنا نذكر أن عبارات الإعجاب و الإطراء تجعل الدماغ يفرز هورمونات السعادة و خاصة مادتى الدوبامين و السيريتونين وهي هرمونات تحفز مستوياتها المرتفعة أحاسيس النشوة والمتعة و السعادة و تعزز الشعور بالرضا التام و البهجة و بالثقة بالنفس، وفي المقابل إذا انخفضت درجة الإعجاب و الإطراء انخفض مستوى هورمونات السعادة و شعر المريض بالفراغ و بالقلق و بالاكتئاب وهو ما يجعله يتشبث بالسلطة و يبحث لاهثا عن المجد و الشهرة من جديد مثله مثل مريض الإدمان و المخدرات

2 ) تضخم الأنا و الثقة العمياء في الذات و في عبقريتها و الذي يؤدي حتما إلي النرجسية و التغطرس و الاستئثار بالرأي و الارتجال و القرارات الاعتباطية و المندفعة وهي سمات الحكم الفردي الأحادي و الهاذي الذي عانت منه اوطاننا و و ادخلها في حروب عبثية و ماسي لا تحصى و لا تعد لانه يهمش آليات التشارك و التفاوض و الحوار .

3 )فقدان المريض تدريجيا صلته بالواقع و بتفاقم هذه العزلة يقع تشويه و حتى انكارالواقع الموضوعي و ازدراء موازين القوي الحقيقية و هكذا يعيش المريض في عالم موازي يحكمه الفكري السحري الطفولي الذي يطالب من الواقع إعطاءه نتائج مناقضة لقوانينه العلمية و يعجز عن إنتاج سياسات داخلية و خارجية مرنة تتأقلم و تتكيف و المتغيرات و المستجدات.
مريض الهذيان يستثمر كل طاقاته لتبرير قناعاته ومعتقداته الذاتية، التي تستأثر بكل اهتمامه، الهاذي يصدق قناعاته و معتقداته و يكذب الواقع و الحقائق العلمية و الطبية و التكنولوجية و المثال علي ذلك المتطرفين الذين ينكرون إلى يومنا هذا حقيقة كروية الأرض و ينتجون الكتب و الاطاريح في جامعاتنا حول الأرض المسطحة .

4) تدني الشعور بالتعاطف مع الآخرين
التعاطف مع الآخر هو القدرة على فهم رغبات و حاجات و مشاعر الآخر و تفهم وجهة نظره و القدرة على وضع النفس مكان الآخر المختلف. و التعاطف هو أهم عنصر من عناصر الذكاء الانفعالي الذي يمكن
الفرد من تطوير مهارات اجتماعية متقدّمة تجعله قادر على العمل ضمن فريق، و علي مساعدة الآخرين و تحفيزهم على النجاح و الإبداع.
مريض السلطة عاجز عن التعاطف فهو يتعالي على الآخرين و يعتبرهم مجرد وساءل للوصول إلى غاياته و أهدافه ، فهو مبعوث العناية الربانية لتخليص الشعوب و قيادتها نحو الأفضل رغم عنها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟