الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/1

عبدالامير الركابي

2023 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالاميرالركابي
يحدث مع سقوط الانظمه الاستبدادية والاحادية/ الدكتاتورية، وبسبب قمعيتها واستنادها لاجهزة غاية في السرية، محكمة وبغاية القسوة والفعل بلا اثر، مع اختصاصها بالشؤون الحساسة فوق العادة، ان يتم البحث في السجلات والملفات التي تتركها عند زوالها، وهو ماقد حدث شيء منه، وان لم يكن وافيا مع سقوط الاتحاد السوفياتي كمثال، والامر هنا يدخل ارضاء غرضين: التعرف على الحقيقة المجردة، وهو ماقد يحدث من دون اعلان ولا عرض للاسرار التي يتم كشف النقاب عنها، او التعرف على غوامض غير مفسره، مع الاحتفاظ على مايتم التعرف عليه طي الكتمان، باعتباره من الاسرار فوق العادة، الا في النادر، وضمن مايلبي اغراضا بعينها، او بعض الحاجات والاهداف، وهو مالم يعرف مايمكن ان يجعل منه ممارسة معتادة.
في الحالة العراقية كان قد خطر لاشحاص بعينهم، لهم علاقة بالشؤون البحثية( هذا ماكان كنعان مكيه عازما ومع الايام الاولى للاحتلال على الاضطلاع به)باعتماد الوثائق المخابراتيه والامنية لنظام صدام حسين، كمادة لبحث يحكي الجانب غير المنظور من التاريخ السياسي للمرحلة البعثية الصدامية، وقد تمت المباشرة بتهيئة اسباب مثل هذا العمل بالفعل، لكن المقصود لم يتحقق، لان الاجهزة الامريكيه والمخابرات اوقفته، وارتات من جانبها نقل غالبية، او ربما كل الوثائق المخابراتيه الامنيه خارج العراق، وتحديدا الى الولايات المتحدة الامريكيه، ماقد طوى هذا الجانب من تلك الفترة من التاريخ، وغيبها، تحقيقا لاغراض تؤمن الحماية من ناحية، والابتزاز عند الحاجة من ناحية اخرى، بالاخص بالعلاقة مع بعض الاحزاب والحركات البسارية منها والدينيه المرجعية بالذات، وبمقدمها الحزب الشيوعي الذي كان ملتحقا اصلا بالغزو التدميري الامريكي، وظل حاضرا كعنصر من العناصر المشاركة في الترتيبات التي اعتمدها الاحتلال لادارة البلاد، بظل حالة المحو الكياني التي حققها، واستمر الى الان ملتحقا به وطوع امره.
ولا داعي للذهاب وراء التقولات والاشاعات التي تكرس مقولة "الحزب الشيوعي لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي"، ومايتردد في بعض الاوساط، والبعثية منها، عن ان لااقل من الاربعين بالمائة من الشيوعيين كانوا على علاقة بالاجهزة الامنيه بهذا الشكل او ذاك، بما في ذلك كوادر وقيادات حزبيه اساسية، والحزب المشار اليه كان اصلا من الاعمدة الاساسية التي ارتكز لها نظام البعث وانقلاب 17 تموز 1968 خلال السنوات العشر الاولى من تمكنه من السلطة، فالاتصالات بين الطرفين جرت قبل تنفيذ الانقلاب، والحزب الشيوعي اصدر بعد عام من مجيء تحالف صدام / البكر، مجلته الشهرية "الثقافة الجديدة"، وكانه الطرف الآخر غير العلني للانقلاب الذي صار فيما بعد "دكتاتوريا"، من العار الاقتراب منه، او مجرد الحديث عنه بموضوعيه. ذلك مع العلم ان الحزب الشيوعي الافندوي، لم يترك التحالف الجبهوي "الجهة الوطنيه والتقدمية" المنعقدة عام 1973 من تلقاء نفسه، او لانه اختلف باي درجة كانت مع النظام القائم، فهو بالاحرى قد طرد طردا، وبالقوة من قبل حليفه، بينما هو يصر على الاستمرار متعلقا باذيال "الدكتاتورية" التي تغيرت ظروفها، ونوع التحديات التي نهضت بوجهها، وبالذات بعد الثورة الايرانيه، ليتبدل من ساعتها شكل المواجهة غير المسبوقة، وماتنذر به وتتطلبه من نوع ودرجة الاستنفار المتلائم مع الحالة فائقة الخطورة، التي صارت مفروضه على صدام ونظامه.
من دون ذلك ولولاه، لكان الخيار الراجح وقتها هو "الاندماج" وذوبان الحزب الشيوعي على الاغلب في البعث، / على الطريفة المصرية/ الامر المتناسب تماما مع المحركات الرئيسية للشيوعيين، ونوع قيادتهم، وموقعهم ضمن الاصطراعية المجتمعية وقتها، بالاخص بعد ان عادت الافندوية وهيمنت على الحزب على قاعدة، وارتكازا لاليات المسالة الكردية، ماقد حول الحزب وقتها ومن حينه، من القوة "الوطنيه " المستبدلة المحكومة لاصطراع التشكلية التاريخيه وانبعاث الاليات المجتمعية، الى اداة جزئية برانيه، مناقضة للاشتراطات الوطنيه، وبالذات منها الانقلابيه التي غدت من يومها ملحة، وتقتضي الخروج على الاسس الايديلوجية الحزبيه، والفبركة الكيانيه، الامر الذي يقع خارج وعي وطاقات اعقال من هم بموقع الفعل والتاثير الحاسم، على راس الحزب في لحظته الانتقالية من اللاارضوية، الى الافندوية، وهو ماتكرس اثر الحملة التصفوية الشاملة في 8 شباط 1963،وماتبعها، وماقد هيأته من الاسباب الضرورية لنجاح عزيز محمد بالسطو على قيادة الحزب عام 1964.
من يومها والى ان جاء ت ساعة احراق الغابة بحجة قتل الوحش على يد الامبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ، لم يمارس الحزب الشيوعي اي دور يذكر على المستوى الوطني، وكل ماعرف عنه انه ذهب بجمع من الشباب الناقم على تجربة "الجبهة الوطنيه" الى كردستان، ليعرضه للذبح من دون حتى احتجاج، ومع منع المذبوحين باسم "الكفاح المسلح الكاريكاتوري" من رفع الصوت بوجه الجهة التي قادت مذبحة "بشت اشان"، وصولا الى الالتحاق بالغزو الاحتلالي التدميري للكيانيه العراقية.
هنا تاتي ظاهرة تعود الى ماسبق وتعرضنا له من احتمالية، او الميل المفترض للكشف عن وثائق ومتعلقات اجهزة الامن والمخابرات السرية، وكيف جرى التعامل معها في الحالة العراقية الاحتلالية، لنجد انفسنا امام وضع استثناء، دال على شكل من الاصطراعية المميزة، المختلفة عما متعارف عليه، ومايتفق مع اشتراطات الحالة الناشئة راهنا، مع الاحتلال التدميري، وتحول حزب "الطبقة العاملة" الى تابع، واداة بيد الاجهزة المخابراتيه الاحتلالية والسفارة الامريكية.
والغريب المثير ان وثائق امن صدام حسين لم يعرف منها الا وثيقة واحدة، تتعلق بشخص بالذات من دون غيره، باعتباره الشخص الوحيد الذي حدث وان كانت له علاقة باجزة النظام البعثي. ويتلازم مثل هذا الكشف الخطير، مع استغلال لشحص تافه لايعرف كيف يكتب اسمه، تجري الكتابه له، نبش من تحت ركام 35 سنه من الانتظام تحت اوامر اجهزة الامن الصداميه بعد خروجه من قصر النهاية، وكتابته تعهدا بعدم ممارسة العمل السياسي، وهو ماحصل ومايتفق مع كبنونته كامي، لاهم له الا الهرب من المعارك، والسجن الذي حصلت في سجن الحله عملية هروب كبرى عامه منه لا دور له فيها.
وكل هذا ليس مهما اذا سالنا " لماذا هذا الشخص بالذات؟ ومن هو؟ ومن يكون ياترى هذا المتفرد الذي حظي بشرف الفضح الاستثنائي على يد المخابرات الامريكيه، عبر من ياتمرون بامرها، بصفته عميلا وجاسوسا صداميا وحيدا لاشريك له؟"، هنا لابد من التلبث عند احدى الظواهر الهامة المسقطة من الحساب، الملغية والجاري التعتيم عليها، التي واكبت الصدام العراقي الامريكي، وظهرت مابين 1990/ حتى مابعد الغزو في 2003 ،وكانت تطلق على نفسها اسم " المعارضة الوطنيه العراقية"، بالضد من جماعة "المعارضة" المرتبطة بالدول والسفارات العربية والايرانيه، وغيرها، وصولا في نهاية المطاف، ومع الاحتدام العراقي الامريكي، الى الولايات المتحدة الامريكيه، والاطار الذي جمعها اخيرا باسم "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة لص البنوك الدولي، المعتمد اسرائليا، احمد الجلبي.
وثمة فرق بين التيارين، كون احدهما لم يتجسد في اطار محدد، وظل برغم مايطلقة عن نفسه تعريفا ابان تحركاته ومايعلنه ويتوصل له، او مايصدر عنه، يستعمل التعبير المومى اليه اعلاه، انما من دون ان يتحول المعلن الى اطار محدد يجمع المنتمين اليه، وهو ماكان يعكس طبيعة الظروف التي ظهر التيار المذكو ابانها، والتوازنات الفاعلة، ومواقف الدول المختلفة العربية منها والاجنبية، مع الشروط الخاصة بوجود الوطنيين، وتوزعهم على بلدان اللجوء على امتداد العالم، وعدم وجود حاضنه من شانها توفير الملجأ، او ساحة اللقاء والتواجد الامنه. ماقد ترتب عليه الحاجة الى الفعالية غير العادية، يعوض بها عن الاطار والموقع الحاضن، تمثل في الجهد الاستثنائي، الاعلامي والفكري، والسياسي، كان لابد من القيام به من قبل اشخاص بذاتهم، بقدر مايملكون من طاقة وقدرة على الفعل والتحرك، فاذا اخذنا الشخص المذكور من بينهم وتابعنا نشاطه، وماكان قد فعله، وحددنا ذلك في نقاط بلا كثرة تفاصيل كسيرة ميزت حضوره، فسنقف امام مايلي:
1 ـ مع عام 1990 ودخول صدام جسين الى الكويت، قرر المذكور مغادرة محل اقامته في طرالبلس / لبنان التي كان يستقر فيها من عام 1977، بعد اعتقاله في سوريا وابعاده منها الى القاهرة، وكان هذا التغيير قد استند الى تقدير للموقف السوري المتوقع، في حال اراد المعني ممارسة نشاطه "الوطني" المناهض للامريكيين( بظل هيمنه قوات الردع السورية على الاوضاع في لبنان)، ذلك الذي يمكن ان يترجم الى تاييد لنظام صدام حسين، وبالفعل فلقد اتخذ هو الاجراءات الضرورية للانتقال هو وعائلته الى باريس، حيث تتوفر ظروف مؤاتيه خاصة.
2 ـ تم ذلك بعد الاتصال بعبدالجيار الكبيسي في دمشق، والالتقاء به لعدة مرات في لبنان لاجل التنسيق ووضع اسس التحرك والاهداف الضرورية، بما في ذلك تامين الاتصال بالنظام على امل ايجاد وسيلة للانتقال الى فتح الباب امام القوى الوطنيه العراقية للعودة للعراق وممارسة نشاطها، للضرورة الوطنية القصوى، ولاجل سحب البساط من تحت قوى العدوان الامريكية، وفلول الملتحقين بها، المتعاونين معها. وقد كلف هو باجراء اللازم، والعمل على فتح النافذه الواجبه، فتعهد هو بذلك على ان يقوم به عن طريق صديقة الرئيس الجزائري الاسبق المرحوم بن بيلا، اضافة لصديقة الرئيس الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات.
وهو ماقد حصل بالفعل، فسافر الى الجزائر فور عود الرئيس بن بيلا اليها، وحل ضيفا على الرئيس الجزائري في بيته في فيلا "المنزل" في حارة "حيدرة" في الجزائر العاصمه،تمكن خلالها من اقناع الرئيس الجزائري بما لدية، فابدى بن بيلا رغبة عارمه من ناحيته، وقرر مفاتحة صدام حسين بالامر في اول زيارة له الى بغداد، وهو ماحصل بعد ان حمل معه اللازم من المعلومات.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل