الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتضار القيم في الغرب وتنامي النزعة العنصرية

محمد زهدي شاهين

2023 / 7 / 1
حقوق الانسان


على الرغم من ادانة بعض الدول العربية والإسلامية ومؤسسات دينية اسلامية كالأزهر الشريف لعملية اضرام النار بإحدى نسخ المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، إلا أنها لم ترتقي الى المستوى المطلوب، فالحدث جلل ولم يعد يطاق، فهذا الحدث ليس الأول من نوعه في بلاد الغرب، بل اصبح يشكل ظاهرة مسيئة لمشاعر اكثر من مليار مسلم، وللأسف فهذه الظاهرة المسيئة تشرعنها قوانين تلك البلاد التي تَدّعي وتتغنى بالديمقراطية المزيفة الممتلئة بالبغض والكراهية، ولو كانت على النقيض من ذلك لعززت من قيم الوئام والمحبة والسلام.
ان هذه الديمقراطية التي ترى في حرق المصاحف حرية شخصية ولا تراها في ارتداء الحجاب حتماً هي ديمقراطية قائمة على اسس واهية اساسها معاداة الدين الإسلامي و للقيم الإنسانية النبيلة، وهذه الافعال المغلفة بغطاء قانوني ترتقي الى مستوى النزعة العنصرية لافتقارهم الى سياسات تراعي وتحمي التعددية والتنوع الديني والثقافي. هذا عدى عن دعم الدول الغربية ومؤسساته الدولية الرسمية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي للمثلية الجنسية والترويج لها بأنها تقع تحت سقف الديمقراطية والحرية الشخصية، وبناءً على ذلك تم الاعلان عن يوما دوليا لمناهضة رهاب المثلية الجنسية والمتحولين جنسيا ورهاب ازدواجية الميل الجنسي في ١٧ايار٢٠٢١م، وبتنا نرى علم المثلية يرتفع في ساحاتهم العامة ومؤسساتهم الدولية كحادثة رفعه على البرلمان الالماني، والادهى والأمر من ذلك هو الترويج لها في رياض الاطفال والمدارس في تلك الدول، كما ويشجعون اقامة العلاقات خارج نطاق الزواج، وهم ايضاً يصنفون كل خطاب لا ينسجم مع ميولهم بأنه خطاب كراهية وهذا بحد ذاته تنمر على الآخرين وعدم تقبل للرأي الأخر، ويسعون جاهدين من اجل تسويق وتسويغ ذلك الأمر في دول العالم من باب الدعم المالي المشروط ، ومن خلال استشراف المستقبل فلن يقف الأمر عند ذلك الحد، فمن المتوقع بأنهم سيبيحون ويشرعون اقامة العلاقات ما بين المحارم ضاربين بذلك العلاقات الأسرية في مقتل.
كلما ارتفعت اسهم الرذائل والانحطاط اصبح هناك تدنياً في معيار القيم والضوابط الأخلاقية كون العلاقة التي تربط بينهما هي علاقة عكسية، هذا بحد ذاته احتضار للقيم نتيجةً لتفوق الرذائل على مكارم الأخلاق، والتشخيص الصحيح للحالات أنفة الذكر هو بأنه يجب اعتبارها حالات مرضية يجب التعامل معها بإنسانية واخضاعها لفترات علاج نفسي ودورات تأهيل من اجل ان تتم اعادة انخراطهم في مجتمعاتهم من جديد بشكل سليم وفقاً لمنهاج الحياة الطبيعية، فأي حالة تكسر ناموس الطبيعة وتعارض مشيئة الخالق فقد انحرفت عن السياق الصحيح و خرجت عن سكة الحياة الطبيعية.
وعودا على ذي بدء يجب على دولنا العربية والإسلامية ودول العالم الحر الذين يرفعون راية القيم ومن ضمنها روسيا الاتحادية على سبيل المثال ان تتكاتف وتتضافر الجهود فيما بينهم من اجل اتخاذ إجراءات وقائية لوقف اعمال بث اجواء البغض والكراهية التي تؤدي الى التنافر بين الثقافات، فيتوجب عليها بأن تقوم بقطع العلاقات أو جعلها في ادنى مستويات التمثل الدبلوماسي مع الدول التي تشجع خطاب الكراهية والانحطاط الاخلاقي الحاصل الآن من اجل اعادة ضبط الحالة المستفحلة في الغرب، فهذه الأحداث ورائها ما ورائها، فلكل فعل ردة فعل، ومن اجل وقف ذلك وللحيلولة دون وقوع ابرياء ضحايا لتلك الأفعال العنصرية والمشينة، فهناك الكثير من المواطنين من شعوب الدول الغربية ينبذون مثل هذه الرذائل ويكنون كل الود والمحبة لمعتنقي الديانات المختلفة ولثقافاتهم المتعددة، لهذا يجب على دول العالم الحر اتخاذ خطوات اجرائية ووقائية من اجل اغلاق الباب أمام ردود الفعل و العمل الفردي قدر الامكان، وإن لم يكن ذلك فهي في تقاعسها هذا تعتبر شريكة في هذه الاحداث وما ينتج عنها بطريقة غير مباشرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى