الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الإساءة للقرآن والنبي وردود أفعال المسلمين الانفعالية و(الغبية)!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عن لعبة الإساءة للقرآن والنبي في دار الكفر وردود أفعال المسلمين الانفعالية و((الغبية)) غير المجدية!!؟؟ ومساهمتنا الكبرى في اشهار وتكريم (سلمان رشدي) صاحب كتاب (الآيات الشيطانية)!!، فمتى نفهم ومتى نتعلم !!؟؟
***********************************************
لا شك أننا نحن المسلمين في ديارنا ((الدول المسلمة)) لن نسمح بالإساءة لله ورسوله وقرآنه، فهذا ((خط أحمر)) متفق عليه بين كل العقلاء في بلداننا، فحرية التعبير عن الرأي والمشاعر محكومة بضوابط اجتماعية، أما إذا كان هناك شخص (كافربالاسلام والنبي) في ديار غير المسلمين - أي غير ديار الاسلام - كتب وتكلم وعبّر عن كرهه للنبي واحتقاره للقرآن وسبنا وسب مقدساتنا ، فما هو رد الفعل الشرعي والعقلي والسياسي الحكيم على هكذا حالة !!؟؟ هل نعلن الحرب ضده ونقلب الدنيا رأسًا على عقب أو نعلن الجهاد على بلاده كما أعلن العقيد القذافي الحرب على سويسرا بدعوى اساءتها للاسلام وهو اعلان تم بعد القاء البوليس السويسري القبض على ابنه هانيبال وزوجته فيها بتهمة تعذيب خادمتهم العربية المسلمة على أرض سويسرا!!؟؟ .... هذا مطلب انفعالي رومانسي غير عقلاني !!... فهم لا يؤمنون بصدق نبوة رسولنا بل يعتبرونه كاذبًا يفتري على الله الكذب !!، وصورة النبي في أذهانهم مشوهة جدًا بسبب الدعايات المغرضة من جهة وبسبب الروايات الموجودة في تراثنا الديني الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل من جهة أخرى، ثم أن الرسول نفسه وهو في دار الاسلام ومع أنه هو نبي الله وحاكم الدولة المسلمة كان يتعامل مع ((الايذاء الكلامي)) الذي يتعرض له هو وأصحابه من قبل المنافقين والكتابيين داخل الدولة الاسلامية (دولة المدينة) - بما فيها الايذاء في عرضه !! - بصبر وحلم وحكمة بل قد وصل حلمه إلى حد أنه لم يلقي القبض على من فضحهم القرآن بالجرم المشهود ممن كانوا يستهزأون بأقوالهم في وسط المدينة بالله ورسوله وآياته ولا قام بسجنهم ولا بتصفيتهم جسديًا وقطع رؤوسهم(!!!) بل اكتفى بتوبيخهم واخبارهم بأنهم قد ((كفروا بعد ايمانهم)) !!، والعجيب والغريب هنا هو مع أنه - صلى الله عليه وسلم - (كفّرهم) لكنه لم يقم بقتلهم ولا بسجنهم ولا بجلدهم !!، وهذا ثابت بنص القرآن، قال تعالى:
(﴿ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون!؟؟.. لا تعتذروا قد (كفرتم بعد إيمانكم) إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)) [التوبة: 65، 66].
وأما قوله: ((إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)) فالمقصود به عفو الله وعذابه في الدنيا والآخرة وليس عفو وعذاب النبي، بدليل قوله تعالى: ((لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)) (آل عمران: 128)
فالنبي لم يكن يقتل المنافقين والمرتدين إلا من شهر سيفه وخرج على دولة الاسلام بالسيف فتلك قضية أخرى، هي قضية أمن دولة!!، بل أن النبي - ومع أنه هو حاكم المدينة المطلق بلا منازع - لم يعاقب ولم ينتقم ممن خاضوا في حديث الأفك - وهي اساءة كلامية بالغة للنبي - وهو حديث تناول بالقيل والقال عرض زوجته الكريمة المُكرّمة، السيدة عائشة بنت الصديق!!!

إن رسالة وسماحة وحكمة الاسلام - كما نلمسها في القرآن - أكبر وأوسع من الردود الانفعالية و((الغبية)) للمسلمين وأكبر وأوسع من فتاوى مشائخ الدين المتقلبين مع تقلب أراء وأهواء السلاطين، وأنصار الاسلام السياسي المتلونيين حسب متغيرات قوتهم وضعفهم!!، وإنني مع تكرار هذه الاحداث الفردية هنا وهناك وكل فترة وأخرى بت أعتقد أن هذه الاساءات هي (لعبة خبيثة ماكرة) تديرها بعض الجهات (الصهيونية) و(المتصهينة) الخبيثة الماكرة لأغراض سياسية، ربما لإشغالنا عن المعارك والقضايا الأهم مثل قضية مخطط تهويد القدس بالكامل ومع نشر ومد حركة الاستيطان في أراضي الضفة (!!) أو لجرنا لتصرفات حمقاء لا جدوى منها وضررها على الاسلام أكبر من نفعها أو لدفع بعضنا لممارسة الارهاب بحجة الثأر للنبي والقرآن مما يعود بالتضييق على المسلمين المقيمين في هذه البلدان الأجنبية وتعزيز روح (الاسلاموفوبيا)) في نفوس وقلوب الغربيين!!.

يجب أن ننتبه وأن لا نقع في هذا الفخ للمرة الألف!... لقد ساهمنا بردود أفعالنا العاطفية وفتاوى مشائخ التطرف (الغبية) في اشهار كاتب مغمور مثل (سلمان رشدي) واشهار كتابه (آيات شيطانية)!!، فبعد فتوى الخميني باهدار دمه والمظاهرات العارمة والغاضبة في العالم الاسلامي أصبح (سلمان رشدي) أشهر من نار على علم!!، وتمت ترجمة كتابه إلى كل لغات العالم الرئيسيىة بما فيها اللغة العربية وتم اعتباره بطلًا من أبطال الكلمة وتم تكريمه على يد ملوك أوروبا !!!... إذن نحن صنعنا من هذا الكاتب المغمور بطلًا عالميًا مشهورًا وساهمنا بغبائنا وردود أفعالنا الانفعالية المتشنجة في تكريمه!!.


العقل عندنا مُغيّب، بل مكروه !!، والحكمة والفطنة عندنا مفقودة!، والكلمة للعاطفة والغوغاء لا للعقل والحكماء!!... هذا فضلًا عن محاولات فلول (الاسلام السياسي) بل وحتى بعض الحكومات العربية استثمار مثل هذه الحوادث الفردية ((حوادث الاساءة للاسلام والمسلمين)) التي تقع في بلاد غير المسلمين لأغراض سياسية وللظهور بمظهر المدافع عن حمى الاسلام والنبي والقرآن من أجل كسب ((الشعبية)) واعجاب الجماهير العربية ومحاولة استعادة ما خسروه بعد فشل ثورات الربيع العربي الذي حولوه هم باستعجالهم السلطة والثروة إلى خريف مخيف!!، وبقية القصة تعرفونها !!

وأخيرًا ، قال تعالى في قرآنه:
﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)[ آل عمران: 186].... وهنا أقول للمسلمين :" ضعوا ألف مليون خط تحت قوله : ((وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) !!!، فالمسلم سواء في عز قوته وتمكينه أو في قمة ضعفه وعجزه مطلوب منه - وكموقف أخلاقي وإيماني التحلي بقمة (الصبر) و(التقوى) وهما خلقان كريمان ، والصبر عكسه (الجزع) و(الانهيار) ، والتقوى عكسه الفجور والرد على الظلم بالظلم!.. والله كما جاء في القرآن (يحب الصابرين) و(يحب المتقين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من لي بكعب بن الاشرف
سالم عاقل ( 2023 / 7 / 2 - 10:57 )
{ثم أن الرسول نفسه وهو في دار الاسلام ومع أنه هو نبي الله وحاكم الدولة المسلمة كان يتعامل مع ((الايذاء الكلامي)) الذي يتعرض له هو وأصحابه من قبل المنافقين والكتابيين داخل الدولة الاسلامية (دولة المدينة) - بما فيها الايذاء في عرضه بصبر وحلم وحكمة} بل قد وصل حلمه إلى حد أنه قال: من لي بكعب بن الاشرف فقد آذى الله ورسوله... وايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمير بن عدي:”‏ أقتلت ابنة مروان وهي ترضع وليدها‏”‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:”‏ لا ينتطح فيها عنزان.. وايضا قال الرجل الاعمى يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة، فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي - ألا اشهدوا أن دمها هدر-... وهكذا دواليك... انا لست ضد الفكرة الاساسية من مقالتك بل بالعكس هي بمثابة الحل الناجع لكن حبذا لو كانت خالية عن الاوهام وبروبغندا تجميل القبيح... والسلام عليكم.

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي