الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً

سعد الشديدي

2006 / 11 / 2
الادب والفن


بالوحلِ نكتبُ هذه الأيام
مازال الفَراشُ ينامُ متكّئاً على مصباحنا الزيتيِّ,
والجدرانُ مثقلةٌ ببعض هموِمنا.
الحرفُ, مختلفٌ,
رأينا حرفنا الكوفيّ أكثرَ من جبانٍ,
ينزوي ليلاً ويصحو كي يعودَ الى ظلام الليل تحرسه الكلابُ.
لا نهرَ يجفلُ في مدار حقولنا,
لا غصن يهبطُ من سماوات الخليقة إذ تفاجئهُ القراءةُ والحسابُ.

في السرّ تسألنا الشوارعُ من نكون,
فنستوي مِلحاً وليموناً, فتذكرنا.
ولكن هل نجيبُ ولا نُجابُ؟

منتظراً طلوعَ الشمس في ابراجها الدنيا,
توقفَّ كي يرى بغدادَ.
اصغى, لم يكن في ساحةِ التحريرِ صوتٌ غير حشرجةٍ
تأوَّلها صراخاً.
المعابد,ُ لعبةُ الروحِ الأخيرةُ,
أُغلِقَتْ بالقارِ والحنّاءِ.
والحاراتُ غارقةً بموتٍ في غبار الطلعِ.

لكن ما تكون قواطع الأسمنتِ ما فوق السطوحِ؟
ومن يكون الحارسُ الليلي في أقصى المدينةِ, باهتاً يمتدّ نحو البقعةِ الخضراءِ؟
بغدادُ ارتدتْ, يا للنجومِ, ظلالها ورمت خواتمها القديمة والجوارب والحُليَّ ومشطّت في السرّ غابات النخيلِ وشعرها المجبولِ من ليل الغيابِ.

بابُ المرادِ وبصمةُ الكلماتِ, أشجاراً تمّد فروعها للمنّ والسلوى.
رسمنا صورةً للماءِ والحلفاءِ..
رتقّنا الجسورَ المنتقاةِ على ضفاف النهرِ,
اسلمنا رياح الشرقِ للسجّانِ.

بغداد استعادت مشطها العاج المرّصع بالندى،
والنارُ اغلقت الشبابيك القديمة.
وحدهُ قنّاص بغداد ارتدى وجه العراقيين،
قبل متاهة الطوفان، أسلمَ روحه للشاطئ الشرقي..
والطلقات نحو النائمين على ظلال صدورنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا