الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركها زوجها وفر مع صاحبته الامريكية

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2006 / 11 / 2
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


وصلتنا هذه الرسالة الالكترونية بعد إصدار العدد الأول من صحيفة المهاجر مباشرة وهي من أخت عربية ذاقت المر من زوجها الذي تركها وحيدة في الغربة كما تخبرنا رسالتها. والرسالة وإن كانت طويلة نوعا الا أنها مفيدة وفيها عبرة . ولانعلم إذا رحلت الاخت إلى وطنها أم مازالت في مدينة رالي. لكن أود أن أخبرها بأن أولاد الحلال كثر في الجالية العربية وهم على استعداد لمساعدتها . كما أود القول بأن تجربيتها المُرة يجب أن لاتعكس هذه السوداوية على كل العرب الذين يعيشون في المغترب ، فما فعله زوجها غاية في الخساسة وغاية في الظلم (ومعذرة إن قلت هذا) وهذا رجل واحد ومن المستحيل أن ترى مثله من أبناء جاليتنا العربية بهذه الاخلاق. والشكر للاخت على مشاركتنا همومها. وهذا نص الرسالة:

إلى الأخوة الأعزاء في صحيفة المهاجر :
السلام عليكم :
بعد أن قرأت عددكم الذي فيه مقالة تتحدث عن شاب عربي كان يضرب زوجته ودخل السجن بسبب ذلك ، تشجعت أن ارسل لكم هذه الرسالة علها تعطيكم حجم الفاجعة التي اعيشها أو تعيشها غيري من النساء العربيات هنا في الولايات المتحدة. وسأروي لكم قصتي مع زوجي الذي أكلني لحما ورماني عظما.
تبدأ قصتي بعد ان انهيت دراستي الثانوية ، وكنت اود أن ادخل الجامعة كي ادرس فرع الحقوق في كلية الآداب، إلا أن نصيبي قد أتى كما قالت أمي . وقد نصحتني أن اتزوج واترك الدراسة لأن ليس للبنت إلا بيتها وزوجها . وكان قد تقدم لي شاب قال بأنه مغترب من الولايات المتحدة الامريكية واخبرونا اهله بأنهم سيجيؤون في الساعة الثامنة مساء. وفي الساعة المحددة قرع الباب ففتحت أختي الصغرى، ودخلوا إلى قاعة الجلوس. وعندما أمرتني أمي أن أدخل بالقهوة حسب العادة المتبعة ، فعلت وجلست قبالة الشاب الذي يريد الخطبة. وهتفت امه : ماشاء الله بنتكم مثل القمر، فخجلت من هذا الاطراء ولاحظت أن الشاب أخذ يسترق النظر إلي . وعندما حان وقت المغادرة رأيت أن الشاب ذو قامة طويلة وحسن المظهر وقال لي عند المغادرة : يالله خاطرك . ووجدت أنه لم يتكلم كثيرا ولم يشارك في الحديث . ومن جملة ماقاله أهله بأنه متخرج في الكمبيوتر وعنده ثلاث مطاعم . وقالت أمي، والتي اعجبها الشاب، تمازحني ، لن تجوعي أبدا ياسهام في امريكا ، فخطيبك لدية ثلاث مطاعم. وتحددت الخطبة بسرعة بسبب كما قال أهله أن عليه المغادرة بعد أسبوعين كي يسير أعماله هناك. واصبح يأتي إلينا كل يوم يجالسني بالساعات. وعندما غادر إلى أمريكا وكتب علي الكتاب قال سأقدم أوراقك من هناك ولن تأخذ المسألة أكثر من شهرين. وخلال هذا الوقت كان يتصل بي كل أسبوع يخبرني بأنه اشترى عفش البيت واشترى غسالة جديدة وفعل كذا وصنع كذا. قال لي مرة على الهاتف : أسمعي ياسهام لاأريدك أن تتعبي في الغربة ، سأحضر لك خدامة. ولأن أهلي بسطاء لم يسألوا عنه كثيرا فقد قالت أمي متباهية أمام صديقاتها بأن وليد (وهذا أسمه) شاب متعلم في الجامعات الامريكية ورجل أعمال يملك الملايين وعنده أكثر من ثلاثين عاملا تحت يده. ولأن أهلي فقراء بهرتهم أمريكا وبهرهم وليد بالهدايا التي كان يحضرها معه كل مرة يأتي بها الينا. وبعد فترة ليست طويلة اتى الطلب إلى السفارة واعطوني فيزا إقامة وفي موعد السفر بكت أمي وأخواتي وتمنيت أن يكون أبي حيا ليراني ، إلا أنه مات قبل ثلاث سنوات وكنا نعتمد على أخي الوحيد والذي كان يعمل موظفا عند الدولة. وكنت كلما تذكرت أبي اترحم عليه وادعو الله أن يوفقني في سفرتي وزيجتي إلى أمريكا. وكانت أمي بعد كل صلاة تجلس على سجادة الصلاة تدعو لي الله أن يساعدني في غربيتي وأن يمسك بيدي ولايتركني. وعبر كثير من صديقاتي عن غيرتهن بأن قالوا لي لاتفرحي كثيرا فان الشباب الذين يعيشون في امريكا لاأمان لهم. ولم اصدق وافترضت أن كلامهم أتى من الغيرة والحسد.
وطارت بي الطيارة إلى أمريكا بلاد المال وأفلام هيلوود. واسقبلني وليد في مطار شيكاغو. وعندما خرجت من قسم الجمارك وجدته ينتظرني . ومن مطار شيكاغو أخذني إلى ولاية نورث كارولينا ثم إلى راكي مونت. وهي مدينة صغيرة ليس فيها عرب كثير. ودخلنا إلى شقة ذات عفش متواضع فظننت أنها شقة اعدها من أجل شهر العسل. لكن اكتشفت أنها الشقة الوحيدة التي يسكن وهي بالأجرة . فسألته عن البيت الذي اخبرني عنه على الهاتف فقال باعه كي يسيّر أعماله. فتركت الأموردون تحري. وبعد أسبوع من اقامته الدائمة في الشقة سألته كيف يترك محلاته هكذا. من الأفضل أن يذهب إلى عمله ولايقلق علي. فقال شيئا تفاجئت له ولم اصدق في أول الأمر، فقال بأنه باع كل محلاته وخسر أموال كثيرة . فسألته كيف وماهو السبب فقال أنها قصة طويلة وسيخبرني عنها فيما بعد. وأين العفش الذي اشتريته فقال بأنه باع كل شيء . وحاولت أن أفهم ماهو السبب وكيف خسر كل شيء, فقال الان ارتاحي وسأخبرك في الوقت المناسب.
وبعد شهر من إقامتي هناك قال بأنه وجد محل في مدينة رالي عاصمة الولاية. فذهبنا إلى هناك ، لكن الأمور لم تتيسر مابينه وبين صديقه . فرجع يبحث عن عمل حتى وجد عمل مع شاب عربي في البيتزا ديلفيري. فاندهشت لما يفعل. وسألته لماذا تعمل بأجور رخيصة ومعك شهادة في الكمبيوتر فرد بأن العمل صعب في هذا المجال بسبب المنافسة الشديدة. ومضى شهر أو اثنين فترك البيتزا واصبح صعب المزاج وقلق . وكان حتى تلك اللحظة لم يخبرني عن أي شيء جرى له. وفي محض الصدفة كنا في حديقة تقع على بحيرة في رالي فوجدنا شاب عربي مع زوجته وأطفاله . فأتى الشاب وتكلم مع زوجي وكان يعرفه من قبل . فجلسنا معا وتعرفت إلى المرأة العربية واحببتها وذكرتني عندما تحدثت معها بأهلي وأخواتي واخذت رقم هاتفها. وبعد أن رجعنا إلى البيت قلت لزوجي دعنا ندعوهم على الغذاء في الاسبوع القادم، فقال بأنه لايحب العرب الذين هنا وكلهم مشاكل فسألت ماهي المشاكل التي يسببونها له. فقال أنت لاتعرفي شيء . هم لايحبون بعضهم البعض ولايحبون الخير لأحد . فبكيت يومها . فسألني عن سبب بكائي فقلت ماان وجدت صديقة ارتاح لها وافرج همومي وغربتي معها حتى وضعت الأعذار لكي ننقطع عن العالم. فرقّ قلبه لي واخبرني أن احتاط لهؤلاء فهم لايردون الخير لأحد وسمح لي بأن احادث صديقتي على الهاتف. لكنه كان حذرا. وفيما بعد عرفت سبب حذره . فهو يفعل هذا كي لاينكشف امره معي. واحببت سميرة كثيرا فهي امرأة عربية من الضفة الغربية من فلسطين وكانت تتعامل معي مثل اخت لي. ومرة كنا نتحادث في امور الحياة فسألتني لماذا زوجي لايعمل عند زوجها في سوبر ماركت فقلت زوجي لايحب العمل الا في مجاله الذي تخرج منه. فسالت بسرعة وماهو مجاله : فقلت الكمبيوتر، فضحكت طويلا حتى دهشت لها واستغربت طريقتها. فقالت وهي مازالت في ضحكتها. قلتي مجاله الكمبيوتر. فقلت لها وماهو الشيء المضحك هنا. فقالت زوجك قال لك بأنه درس الكمبيوتر. فقلت نعم. فصمتت فاستغربت صمتها . فقالت لي زوجك يكذب عليك وأنا اقول لك هذا لأنك مثل أخت لي. وبعد ان تحادثنا عرفت منها الحقيقة عن زوجي. فهو كان يسكن في رالي من قبل وهرب منها إلى راكي مونت بسبب ملاحقة الناس والديون له. وهو لم يذهب إلى الجامعة على الاطلاق لأن زوجها يعرفه منذ عشر سنوات وهو لم يكن يملك مطاعم ولاشيء. ولاحتى بيت. وعرفت بأني خدعت في هذا الزواج ولم أخبر أهلي بما اكتشفت. وعندما واجهته مرة بالحقيقة غضب وكشر عن اسنانه وقال من اخبرك هذا الكذب! أهي سميرة . ومنعني أن اتكلم معها بعد ذلك اليوم وغير رقم الهاتف برقم جديد . وكلما وجدني ابكي لوحدتي وغربتي يتركني ويغادر البيت. واتى مرة إلى البيت مخمورا وشتمني فارتعبت منه واختبأت في غرفة النوم فأخذ يطرق على الباب بشدة ويصرخ مما زاد في خوفي. وكانت الأيام تمضي وسكره يزداد . ومرة قرع الباب ففتحت واذ بفتاة امريكية شقراء وسمينة جدا تسأل عن وليد فخرج معها وقال لي سيعود بعد قليل . لكنه أتى اخر الليل مخمورا وأخذ يصرخ. وآخر مرة اتت الفتاة الامريكية اخذته ولم اراه بعدها. فانتظرت يومين أو ثلاثة فلم يرجع . فاتصلت بصديقتي سميرة وأنا أبكي من شدة خوفي. فأتت وأخذتني إلى بيتها ولم أرى زوجي منذ ثلاث اشهر. فالبعض قال أنه راه في ديترويت والاخر قال بأنه ذهب إلى شيكاغو والان وأنا في حيرتي وضعفي وقلة حيلتي تحاول صديقتي والتي سميرة شراء تيكت سفر لي كي أعود إلى أهلي. فأقول لكل الاخوات العرب أن يعدوا للعشرة قبل الزوج في الغربة .
والسلام عليكم.
أختكم المظلومة سهام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |