الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرتلة شخصية

محمد أبو قمر

2023 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كتير من الشركات المملوكه للدولة يديرها أشخاص ترقوا في السلم الوظيفي إلي أن وصلوا إلي موقع الإدارة ، والبعض ممن يديرون هذه الشركات أساتذه جامعات تم اختيارهم للإدارة ربما لأن تخصصاتهم لها صلة بعمل هذه الشركات .
لا أعرف لماذا يملأ هذا الوضع صدري بأسئلة عديدة ، وكلما دب في صدري سؤال حول هذا الوضع كلما ارتعدت وملأني الخوف ، وللعلم أنا لا أرغب في البوح بأي سؤال من هذه الأسئلة إلي أي أحد حتي لا يقال أنني أتدخل فيما لا يعنيني ، وحتي لا يغضب مني عشاق القطاع العام ويعتبرون محاولة طرح الأسئلة بشأنه عمل من أعمال هدم ممتلكات الشعب ، أو يعتبرونها طعنا في تجربة الزعيم الراحل عبد الناصر أو خيانة لتجربته العظيمه
لهذه الأسباب أتساءل دائما بيني وبين نفسي :
- لماذا تخسر الشركات المملوكة للدولة دائما ؟
- لماذا يستشري فيها الفساد؟
- لماذا لا تتطور هذه الشركات أو تتوسع في انتاجها وتقوم بتحسينه وتحديثه بحيث تتمكن من دخول سوق المنافسة الإقليمي أو العالمي ؟.
ثم إنني دائما ما أسمع مصطلح ( الدولة العميقة ) ، وقد حيرني أحد المسئولين الكبار حين قال عام 2013 تقريبا : إن الدولة العميقة تحافظ علي تماسك الدولة لكنها في ذات الوقت تمنع الدولة من التقدم ، ولذلك أجدني أضيف إلي أسئلتي التي تحيرني سؤالا آخر يقول :
- من هم هؤلاء الذين يمثلون الدولة العميقة ، ولماذا يعملون دائما علي إعاقة تقدم الدولة؟.
أكرر أنني الآن أحدث نفسي ، ولا أوجه حديثي إلي أي أحد ، أنا أهلفط مع نفسي ، ثم إنني لا أفهم شيئا في الاقتصاد ، ولا دخل لي بالسياسة ، ولا أستطيع التفرقة بين الرأسمالية والاشتراكية ، ولا أنتمي لأي حزب ، بل إنني أري أن الأحزاب المطروحة الآن في الساحة هي من إفراز الظروف ذاتها التي أفرزت التوكتوك ومشايخ الصحوة وعلماء الإعجاز العلمي والوهم الجهول الذي يسمي إعلاما ، ومازالت تلك الظروف التوكتوكية تفرز العديد من الظواهر والمظاهر المشوهة كالتسلف المريع والفن الهابط والتحرش واحتقار المرأة والتنمر لها ووصفها بالعاهرة إذا رقصت في فرح أخيها.
لا أعرف كيف يكون الحزب قادما من أكثر مناطق الفكر إظلاما ثم يسوق نفسه تحت إسم النور ولا يثير ذلك غرابة أحد ، وأضحك حتي أكاد أبول علي نفسي حين يقال أمامي الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، ولا أعرف ماذا تعنيه الناصرية ،وكل ما أعرفه عن حزب الأغلبية هو أنه الحزب الذي يوزع كراتين رمضان .
أنا رجل لا أعرف سوي أن كل امرأة مثل كل وردة جميلة بالضرورة ، وأتصور أن المطر لا يهطل إلا ليروي براءة المرأة ، وأن القمر لا يدور حول الأرض إلا لأنه يعشق كل ما فيها من نساء ، وأن استدارة ونعومة البرتقال محاولة منه للتشبه بنهودهن ، وأن الفراولة لا تزداد احمرارا إلا غيرة من شفاه المرأة ، السياسة والاقتصاد والفكر والفن كلها تفانين تنبع من روح المرأة التي لولاها لأصبح الرجل محض علبة صفيح صدأة .
أعود إلي إدارة الشركات المملوكة للدولة ، فالإدارة علم وفن ، علم حديث له أدواته وآلياته التي لا يتقنها إلا كل من تتوفر له القدرة الفائقة علي الإبداع والقدرة الفائقة علي اتخاذ أصلح القرارات في لحظة خاطفة كما لو كان قائدا في معركة مصيرية ليس أمامه سوي أن يقول الكلمة الحاسمة التي تحقق النصر.
فهل يصلح لإدارة شركة كبيرة مجرد رجل ترقي في السلم الوظيفي من موظف في الأرشيف إلي مسئول يراد منه خوض معركة الانتاج والتطوير والتقدم ورفع كفاءة العاملين ؟.
ثم إن كفاءة الأستاذ الجامعي العلمية ومقدرته علي تطوير علمه وإبداعه للنظريات العلمية لاصلة لها بإدارة الشركات أو بتطوير المنتجات أو تطوير الآلات المستخدمة في الانتاج أو حتي إدارة شئون العاملين.
حين ركبت توكتوكا ذات مرة ولاحظت ما يفعله السائق في الطريق لا أعرف لماذا ارتبطت في ذهني أفعال سائق التوكتوك بممارسات إدارة الشركات المملوكة للدولة ، وبأغاني المهرجانات ، وبالأسئلة البليدة التي يوجهها الاعلامي لأحد رجال الدين ، وبتلك اللوحات المعلقة في المحلات وفي عيادات الأطباء والتي تحمل عبارة ( هل صليت اليوم علي النبي ) ، وبصوت الشيخ الشعراوي في مصاعد العمارات وهو يقول ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له بمقرنين) ، وبقافلة سيارات الحزب إياه وهي تسير محملة بكراتين رمضان ، وبحديث الأستاذ الطبيب العالم عبر شاشة التلفزيون وهو يمزج بين العلم والدين مزجا يمسخ الاثنين معا.
لا أريد لأحد أن يقرأ ما أكتبه الآن ، فأنا أهرتل مع نفسي بحثا عن أسباب خسائر شركات القطاع العام ، وعن أسباب الفساد المالي والإداري ، وعن مصدر الفوضي وانتشار المحسوبيات ، وعن أسباب انحراف التوكتوك وسيره في الطريق المخالف ، وعن أسباب ظاهرة الفن الهابط وأفلام الدم والعنف ، وعن أسباب ملاحقة صاحبة الفستان الأزرق ، أنا أهرتل لأن جميع الأحزاب تتحدث عن الديمقراطية فيما يترأس بعض الأحزاب شخص واحد لم يتغير منذ نشأة الحزب ، وأن في بعض الأحزاب التي تدعي المدنية وتطالب بالمساواة وعدم التمييز يدور صراع مرير داخلها لإبعاد الأعضاء المسيحيين عن مراكز القيادة فيها.
ربما تكون هلفطتي وهرتلتي أوصلتني إلي معرفة من هم هؤلاء الذين يمثلون الدولة العميقة ، وإلي معرفة لماذا يبذلون كل جهد لإعاقة تقدم الدولة ، ربما ، أقول ربما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها