الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمة جان إيف لو دوريان في لبنان المُعطَّل

عصام محمد جميل مروة

2023 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا تحتدم وترتفع صيغ المحاولات لترميم ما يمكن اعادة بناءه في الجمهورية اللبنانية التي باتت تتراجع جيلاً بعد جيل منذ مطلع الإنجازات البهية في تكوين لبنان وتحيَّيده عن موقعه ومكانهِ الذي يجاور بؤرة التصادم الحضاري المُختلف تسميتها على كافة المراحل منذ تخلى السلطنة العثمانية عن وموبوقاتها السامة إبان الحراك الدولى العنيف الذي كان سائداً و تم تحضيرهُ لأسباب وجيهة !؟. اذا ما كانت مراحل بلا اتفاقات ما بين مَنْ يذهب وما بين من يحَّلُ مجدداً، لترسيم المواقع في تلك البقعة المجاورة للبنان الكبير والمثير جدلاً عظيماً بعد تشكيلهِ وتأسيسه فور سقوط الامبراطورية العثمانية المتعثرة ؟ !. كما شاهدنا الحرب العالمية الاولى التي اذهلت كافة زعماء العالم حينها في تردد مُحيّر حول الإستعاضة في مَنْ سوف يحل مكان ودور مَنْ.
كانت فرنسا أُماً حنونة ايامها وكانت ذروة رعاية وحماية وتنصيب زعماء موارنة في مواقع ذات طابع لا يرحم ولا يمكن اعتباره عادلاً ، اذا ما كنت فرنسا ادرى في تصرفها المحوري هناك حينها تركت الرياح لمًا سوف تذرُ من اعباء التطورات التي سادت عندما تقصدت بريطانيا وفرنسا إحتكار وتقسيم تركة العثمانية المتسلطة في سوريا وفلسطين ولبنان والجوار . ومحور مصر والاردن ودول المنطقة العربية التي تشكلت تحت اسماء العائلات والبداوة !؟.
فكانت اتفاقية سايكس بيكو غطاءاً لم يستمر طويلاً بعد ظهور الغول واللاعب الصهيوني الجديد الذي عبر عن بروز انيابهِ في التأسيس لدولة الإحتلال الإسرائيلي وطرد شعب فلسطين وتشريدهِ خارجًا.
لكن كل الصيغ التي وردت تُكمل مآسى ومعالم وحركات التأثير المثير والمتجدد لدور فرنسا الحنونة اذا ما ارادت ان تُبدى عن حُسنِ نواياها إتجاه الجمهورية اللبنانية التي استنفذت كل ما لديها من طاقات طائفية ومذهبية و ثقافية وحتى إجتماعية واقتصادية . بعد سلسلة مفاجأت كانت محبطة تماماً عبر العقود الماضية وعقب الغرق الدامي للبنان وحاكميه في تدبير امورهم الصدامية التي لن يغفرها الشعب اللبناني ، الذي فقد الامل في اعادة الثقة بالقيادات السياسية . المسيحية ،المارونية ،والسنية، والشيعية ،والدرزية، وعذرا من بقايا طوائف لم تزال تتعاطى مع فراغات المناصب بموجب احقية مواقع طائفية مقيتة حسب الرزنامة التي تأسست عليها سلطات لبنان الكبير ! الذي اصبح يصغر مع كل مرحلة من دوائر التيه والتضييق والإحتكار المجاز لبلاد الثمانية عشرة طائفة ، ومذهب . يتزايد مع كل تشدد يواجههُ مبعوث ووسيط دولى وشخصي لكل اصدقاء لبنان الذين تربطهم علاقات ليست بريئة في مضاميرها وأخطارها الدينية والسياسية حسب الملفات العالقة وأخرها فراغ قصر بعبدا "" نهاية تشرين الاول - 2022 "" ، من رأس الهرم للجمهورية العنقاء والحمقاء في السراء والضراء .
جان إيف لو دوريان ، وصل الى لبنان منذ ايام وكان قد حاول تقسيم مهماتهِ في توزيع ساعات النهار وربما الليل حسب مكانة كل زعيم روحي او حزبي او رسمي يفتح المجال الى إستضافة واسعة للنقاش حول تذليل عقبات عدم الإتفاق حول أسم المرشح او الذي سوف يكون مخلصاً للبنان وتذليل مراحل الكساد والإستشراء للفوضى وللفساد المعمول به وليس اتهاماً وإنماً ندياً إزاء تفويت وتذويب القضايا العالقة بكل اثقالها وتقف عازلةً بمراجعة و بمواجهة مهمة ألرئيس اذا ما كانت ضرورية حسب الإصطفافات في البلاد .
الحوار الاول :: واللقاء مع ألرئيس نبيه بري الذي يحاور من موقعه كأمين اولاً عن منصب ديموقراطي برلماني يتبوأهُ منذ "" تموز - 1992 "" ويُمثل في نفس الوقت والزمن "" الثنائي الشيعي "" الثابت والغير متحور في ادارة الازمات ، كما إن جان إيف لودوريان يدرى ويعرف جيداً مدى نظرة و رؤية و وجهة مسار الإستاذ نبيه بري والثنائي ، فيبقى التساؤل عن كيفية الحوار إذاً !؟.
كما غبطة البطريرك الماروني :: الكردينال بشارة الراعي ، عندما يوَّشوْشُ في أذن المبعوث الفرنسي حول عدم احترام دور فرنسا في العصر الحديث خصوصاً بعد امساك الملفات وإسقاطها من جانب اللاعبين الجدد في الشراكة الغير مدروسة عندما اعطت فرنسا حقًا واحداً فقط لا غير وسمحت للموارنة و للكنيسة !؟. ان تكون امينة على مكتسبات ما بعد لبنان الكبير . وإلا فكيف نريد ان نبرر غضب كبار زعماء لبنان ايام مرحلة حكم رئيس الجمهورية الفرنسية بعد مرحلة جورج بومبيدو المنفتح حينما وصل فاليري جيسكار ديستان الى السلطة، و ذهب الى مد جسور مع الدول العربية فقال حينها الزعيم اللبناني إن لبنان لم يعد طفلاً وحيداً ومدللاً للبنان !؟. فمن هنا يبقى الرهان غير متوفر وغير مقنع بعد تأكيد الوسيط الفرنسي ان الصراع العام والخاص في المنطقة يجرنا الى دراسة حقيقية وواقعية لما تحصل في المنطقة ، ولا يمكن فصل موضوع الرئاسي في لبنان والجزم بأن الفراغ للموقع هو العائق للحَّل او للحلول المرتقبة في منطقة ولب النزاع المتأرجح تِباعاً في ارتجاج دائم للمعضلة اللبنانية .
المؤسسات اللبنانية المعطلة تبدأ في ممارسة اللوم ونقل الإتهامات المتبادلة المباشرة المتباينة والتي تبرز في فجاجتها السقيمة حول ايجاد دراسة مقبولة من الجميع ، مع مزاولة الاعمال الحكومية في مسألة الحفاظ على ادنى مستويات التعايش ما بين بقايا إقتراحات الحكومة المنتهية صلاحياتها ، ومع مقترحات المبعوث الفرنسي الذي يحمل بعضاً من الملامة والتلميح في الملاحقة ، لرموز يقفون عائقاً بوجه إيجاد تواصل حتى لو كان بسيطاً لكي يستعيد ألشعب اللبناني المفروض عليه تقبل قساوة وفضائح الذين يساهمون في حماية هذا المنصب او ذاك مروراً بالفوضى المالية والفساد الذي كان مؤخراً قد جرد وسرق الودائع المالية المُدخرة في خزائن البنوك والمصارف اللبنانية ، التي تحظى بتغطية مؤسسة البنك والمصرف المركزي الذي يحكمهُ "" الحرامي- رياض سلامة "" ، المشبوه الاول في إشتراكهِ تهريب رؤوس اموال الى خارج لبنان مما ادى الى أهتزاز وإرتجاج ركائز الكرسي اللبنانية الاولى في جمهورية قصر بعبدا الفراغ.
إذا ما قُيَّد للبنان ان يتعافى مجدداً في تجاوز المحن المتراكمة فلن يكون الأتجاه او الحوار فقط حول اسم رئيس جديد يحظى غطاء من الممانعة ام من المعارضة !؟. فالمسؤولية كبيرة وجان إيف لودوريان يدرى جيداً ان الحوار الخاص حول الأتفاق لإيجاد اسماً واحداً لا يكفي ؟ لماذا لأن الصراع اساساً يبرز بعد مرحلة الإنتقال عقب كل ستة سنوات من عمر مدة وفترة ألرئيس المُناط والمنصوص في دستور الجمهورية اللبنانية التي كانت فرنسا شاهدةً على ولادتهِ القيصرية .
انها جولة من جولات الوسيط الفرنسي حينما تبدأ الغيوم تتلبد فيها صراعات قد تغير وجه التاريخ هنا وهناك ، فلذلك يسعى الرئيس ايمانويل ماكرون مجدداً استعادة دور فرنسا في لبنان خصوصاً بعد مداولات ومداورات خلفيات الثورة ضد حكم القائد العسكري السابق للجيش والرئاسة في قصر بعبدا العماد ميشال عون الذي وعد الجموع في المسير بإتجاه جهنم !؟. بعد حِراك تشرين الشهير عام "" 2019 "" ولاحقاً إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب "" 2020 "" ، حيثُ إظطر ألرئيس الفرنسي الشاب و المتحمس الى استعادة دفة ريادة فرنسا عبر وفوق الإنفجار الذي خلط الأمور وجعلها في وضع رأساً على عقب . لبنان مُعطل الى حين .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 2 - تموز - يوليو / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال