الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحديث الأخير مع ناظم ( 3- 3)

رضي السماك

2023 / 7 / 2
الادب والفن


مع كامل التقدير لما بذله المخرج السينمائي الأردني الاستاذ عدنان مدانات الذي أثرى المكتبة العربية بعدد من كتبه السينمائية القيّمة، من جهد في ترجمة الكتاب، إلا أن ثمة شكوك تساورنا بأنه بترجمته يغلب عليها التسرع، وعدم التأني بما فيه الكفاية ، وبدا وكأنه يريد أن ينهي مهمته بأسرع وقت، ولربما أنقطاعه الطويل عن اللغة الروسية قد اضطره إلى استخدام الترجمة الجوجلية، ونقول "لربما" ولا نجزم بذلك، حيث النص المترجم يعوزه الاحتراف، مما ظلم -لا إرادياً- هذا النص الأدبي السينمائي، فائق الأهمية فنياً وأدبياً وسياسيا، سيما وأن المؤلفة صاغته بأسلوب سلس إبداعي أقرب إلى السرد السيناريوهي.وكان يبدو أسلوبها على مستوى رفيع بلاغياً وفنياً وكأن كاتبته ذات خبرة مديدة وليست شابة تناهز الثلاثين فقط.
وتالياً سنبرز أهم العوارات التي شابت النص المترجم وفق محاولاتنا الأجتهادية :
1- إذ يُحسب للمترجم اكتشافه النص ومبادرته السريعة بترجمته،إلا أنه للأسف لم يولِ اهتماماً كافياً بمقدمته لهذا الكتاب، حيث جاءت شديدة الاقتضاب.
2-بدا تنسيق النص المترجم غائباً، ولا نعلم عما إذا كان النص الأصلي بصيغته الروسية قد صدر بهذا الشكل الذي صدرت به الترجمة، حيث حشر المترجم بدايات أكثر فقرات حوارات وإجابات شخوص النص في السطر الواحد، مستخدماً شرطات كفواصل بين السائل والمجيب في نفس السطر ، عوضاً عن تخصيص سطر جديد أو أكثر للسائل، وبالمثل للمجيب، مما يبلبل القارئ ويرهقه، مالم يمعن في النص بتأنٍ وتركيز شديدين، يأخذان منه وقت أطول في قراءة الكتاب!
3-يُلاحظ أن النص المترجم شابه الكثير من الأخطاء النحوية والأملائية ، دون أن يخلو أيضاً من الأخطاء المطبعية، وإن كانت هذه-للأمانة الموضوعية- محدودة. كما أن المترجم لجأ بعض الأحيان إلى المفردات العامية التي لا لزوم لها.
4-في تقديرنا كان الأجمل بالكتاب لو عني المترجم بوضع ملاحظاته التوضيحية المهمة في هوامش الصفحات، وليس بين قوسين داخل سطور متن النص. كما كان من الأجدر لو وضع بيلوغرافيا تعريفية بعد نهاية الكتاب بأسماء الأعلام الأدبية والسياسية، وكذلك أسماء المدن والأماكن والبلدان الواردة في النص المترجم خدمة للقارئ، لا أن يتردد ويتركها على عواهنها وألقاء عبئها على القارئ، على نحو ما نوّه المترجم نفسه في ختام مقدمته. فذلك ما يضاعف من إرهاق القارئ، حتى الملم بقدر معقول من تاريخ الأدب الروسي، خصوصاً بالنظر لكثرة الرموز الأدبية والتاريخية التي يصعب استذكارها جميعها.
لا نعرف بطبيعة الحال إن كانت ثمة ظروف حملت المترجم الأستاذ مدانات على اللجوء إلى هذا الاختزال المعيب لأوراق كتابه،فالغائب حجته معه، لكن في تقديرنا أياً كانت تلك الظروف، فقد كان هذا النص النفيس بلغته الأصلية من الجمال بما يستحق أن يضطلع به إن لم يكن مترجم محترف من الروسية إلى العربية، فعلى الأقل -كما في حالة النص الذي ترجمه الأستاذ مدانات- الاستعانة بمدقق لغوي وبمراجع مختص بالترجمة. وإذ أن جميع الحقوق محفوظة لدار المدى العراقية، فإن الأمل يراودنا بأن تتصدى هذه الدار العريقة المعروفة بترجماتها الأدبية الرصينة الرائدة، لإصدار طبعة ثانية بالتعاون مع المترجم نفسه، تتم فيها تلافي أبرز النواقص التي اجتهدنا بذكرها آنفاً ، بما يليق بالنص رفيع الرفيع إبداعياً،وبسمعة الدار، وبما يعزز أيضاً الخدمة الجليلة المشكورة التي أسداها كل من المترجم والدار نفسها للقاريء العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب